الإثنين 29/أبريل/2024

قصي معطان.. خرج لحماية أرضه فارتقى بنيران المستوطنين

قصي معطان.. خرج لحماية أرضه فارتقى بنيران المستوطنين

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

خرج الشاب قصي معطان مع والده ليدافع عن أرضه في قرية برقة، أمام اعتداءات المستوطنين الصهاينة، الذين هاجموا القرية أمس الجمعة، فأطلق مستوطن حاقد النار فاخترقت رصاصة عنقه.

ووفق مصادر محلية؛ فإن أكثر من 200 مستوطن مسلحين بحماية قوات الاحتلال هاجموا القرية، من البؤر الاستيطانية التي تحاصر القرية من الجهات كافة.

وبدأوا بتخريب أراضي المواطنين وإحراقها، وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي على المواطنين الذين هبوا للدفاع عن أراضيهم، ما أدى إلى استشهاد الشاب معطان (19 عاما)، وإصابة شابين بالحجارة، وإحراق مركبتين.

وحاول المستوطنون خلال اقتحامهم الهمجي عددًا من المواشي تمهيدا للاستيلاء على أراضٍ في القرية لإقامة “مستوطنة رعوية”.

المستوطن القاتل

وتفيد روايات شهود العيان من أهالي قرية “برقا” شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، إلى أن قاتل الشهيد قصي معطان أمس الجمعة، هو المستوطن اليهودي المعروف بلقب “الراعي”.

وأطلق هذا اللقب على المستوطن، أهالي “برقا”، واسمه الحقيقي “إليشع ييرد”، الذي احتل في وقت سابق، تلة في الأراضي الشرقية للقرية، وأنشأ عليها البؤرة الاستيطانية “مجرون”.

وعمل المستوطن “إليشع” متحدثًا باسم أحد أعضاء برلمان الاحتلال (كنيست) عن حزب “عتسما يهوديت” اليميني، وسبق أن أقام بؤرة استيطانية على أراضي بلدة “سنجل” قبل 3 سنوات، لكن أهالي البلدة تمكنوا من طرده.

وينفذ هذا المستوطن اعتداءات متواصلة بحق الرعاة من أهالي قرية “برقا”، ويمنعهم من الوصول للكثير من أراضيهم.

كما يقوم بتصوير جوي مستمر للأراضي، ويبلغ الإدارة المدنية بأي أعمال بناء جديدة ليتم إيقافها.

وأمس الجمعة، وصل المستوطن برفقة مجموعة من المستوطنين إلى منطقة “الحدب” في قرية “برقا”، وأطلق النار على مجموعة من الشبان كانوا يعدون الطعام هناك، ما أدى إلى استشهاد قصي.

وأدت جرائم الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى ارتقاء حوالي 213 شهيدا، منهم 9 استشهدوا برصاص المستوطنين.

غطاء سياسي

يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن جريمة إعدام معطان ليست استثناء عن سلوك المستوطنين، حيث تحظى كل مجموعات المستوطنين ومنها “تدفيع الثمن”، و”شبيبة التلال” بغطاء سياسي وقانوني، وتعقد قيادات من حكومة الاحتلال مؤتمرات صحفية من البؤر الاستيطانية.

“سلوك المستوطنين ترجمة للأجواء وحالة التحريض ضد الفلسطيني داخل حكومة الاحتلال، التي يقودها اليمين المتطرف، فيد المستوطن أصبحت خفيفة على الزناد، ويتجرأ على مختلف القرى، دون رادع”، يوضح منصور.

يتوقع منصور في تصريح صحفي، أن تزداد جرائم المستوطنين، كونها جزءا من استراتيجية حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، لحسم الصراع في الضفة، مبينا أن البؤرة الاستيطانية تصبح منطقة محرمة على أبناء شعبنا، ونقطة انطلاق لمهاجمتهم، وتنفيذ عمليات إعدام وحرق وتخريب، وهذا جزء من مشروع سياسي وليست جرائم فردية.

وتابع: أن نشر السلاح وتوزيعه على المستوطنين أصبح جزءا من سياسية حكومة الاحتلال اليمينية المعلنة، التي تسعى لتحويل كل إسرائيلي لقاتل محتمل للفلسطينيين.

جرائم المستوطنين


وأكد النائب باسم زعارير أن جرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني تجري تحت رعاية حكومة الاحتلال المتطرفة، وضمن خطة صهيونية للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك.

وقال زعارير، في تصريحات صحفية، إنّ هناك هجمة شرسة من المستوطنين تستهدف الأرض الفلسطينية وتخريب المزروعات وسط حماية من جيش الاحتلال، والمستوطنون يرتكبون جرائم قتل أيضاً بحق الفلسطينيين المدافعين عن ممتلكاتهم، وهو ما حدث أمس باغتيال الشهيد قصي معطان وقبله الطفل محمد الزعارير.

وشدد أن جرائم المستوطنين تتكرر بشكل يومي، لدرجة أنه لا يأمن أي فلسطيني على نفسه ولا على أبنائه وأرضه وممتلكاته، مبيناً أن الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا صعبة بسبب تغول حكومة الاحتلال والمستوطنين.

واستهجن صمت السلطة على هذه الجرائم، بل وانشغال أجهزتها في ملاحقة المقاومين، والمدافعين عن المقدسات، مطالباً في الوقت ذاته بالعمل في إطار كف يد الاحتلال ومستوطنيه عن الشعب الفلسطيني، إلى جانب التوحد على برنامج لمواجهة المحتل.

ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا 897 اعتداء، بحق أبناء شعبنا وممتلكاته ومقدساته، خلال شهر تموز/ يوليو الماضي.

وأوضحت الهيئة في تقريرها الشهري، حول “انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري” لشهر تموز/ يوليو، أن اعتداءات جيش الاحتلال تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتحام قرى، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وتركزت في محافظة القدس بواقع 148 اعتداء، تليها محافظة نابلس بـ140 اعتداء، ثم محافظة الخليل بـ113 اعتداء.

وأشارت إلى أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في شهر تموز بلغت 202 اعتداء، تخللها شن هجمات منظمة وخطيرة في المعرجات، وأم صفا، وكفر الديك، وجالود، وعقربا، والقبون، وغيرها، حيث تركزت في محافظة نابلس بـ65 اعتداءً، ثم رام الله بـ35 اعتداء، والخليل بـ28 اعتداء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات