الإثنين 29/أبريل/2024

بقرات الهيكل ومنع ترميم الأقصى.. هل بات الهدم مسألة وقت؟

بقرات الهيكل ومنع ترميم الأقصى.. هل بات الهدم مسألة وقت؟

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تعد الحرب على المسجد الأقصى المبارك مقتصرة على أسلوب أو طريقة معينة، فجميع الجبهات الصهيونية باتت مفتوحة تهاجم مسعورة كل أركان المسجد المقدس والمدينة التي تحتويه، وكل هذا بدعم وإسناد رسمي حكومي.

وفي خطوات يبدو أنها انتقال فعلي ميداني من مرحلة التخطيط والتهديد والتمهيد، إلى التنفيذ الفعلي المشفوع بخطوات عملية، جلبت الجمعيات الصهيونية وبتمويل حكومي رسمي خمس بقرات حمراء لحرقها في الأقصى ونثر رمادها إيذانا ببدء طقوس إقامة ما يسمى “الهيكل الثالث”.

و كشف تحقيق صحفي صهيوني أن عدة وزارات حكومية تخصص موارد مالية طائلة لتنفيذ مشروع يهدف لبناء معبد يهودي ثالث في المسجد الأقصى.

ويزعم مروجو المشروع، بمن فيهم الحاخام يسرائيل آريئيل من حركة “كاخ” العنصرية أن هذا الإجراء سيسمح بـشرعنة ما وصفها بالهجرة الجماعية للمستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى.

وفي مقابل كل هذا تمنع سلطات الاحتلال الصهيوني أي عمليات إعمار داخل المسجد الأقصى المبارك، رغم أهميتها والحاجة الماسة إليها.

وصباح اليوم الأربعاء، منعت قوات الاحتلال طواقم الإعمار والترميم من استكمال أعمالهم في المسجد الأقصى المبارك.

وحضرت قوات الاحتلال الصهيوني إلى مكان عمل الطواقم التي كانت تشرعُ في أعمال الترميم ومنعتهم من مواصلة عملهم بالقوة.

استهداف لجنة إعمار الأقصى

نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، بين أن الاحتلال حاول تجفيف لجنة الإعمار مرات عديدة، خاصة بعد عام 2001، عقب اقتحام أرئيل شارون المسجد الأقصى، إذ بدأ اتباع سياسة التضييق عليها، حتى تصاعدت وتيرة استهداف اللجنة وموظفيها في عام 2015 من خلال الملاحقة والاعتقال.

وأوضح، في تصريحات سابقة تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن شرطة الاحتلال بدأت، في عام 2020، التدخل في إعمار الأقصى سواء على مستوى ترميم المباني، أو الكهرباء والسماعات، وأعمال التبليط، بالإضافة إلى منع ترميم سور الأقصى الشرقي، وغيرها من المشاريع التي ما زالت معطلة.

وأكد بكيرات أن الاحتلال يتعمد استهداف لجنة الإعمار التابعة للأوقاف من أجل إنهاء وجودها كإدارة وسيطرة، ومحاولة إخراجها من الأقصى، رغم أن المسجد الذي عمره المسلمون آلاف السنين بحاجة إلى ترميم كل جزء من معالمه ومبانيه، وخاصة الجدران الخارجية والبنية التحتية.

وأوضح المبعد عن مدينة القدس، أن لجنة الإعمار تشكلت بعد إحراق المسجد الأقصى عام 1969، وكان لها دور كبير ومهم في الحفاظ على المسجد ومكوناته والعمل على ترميمه، منذ تأسيسها، وتضم 75 موظفًا ما بين فنيين وعمال ومهندسين ومختصين في مجال الفسيفساء وصناعة الشبابيك الجصية، وغيرها.

إسقاط وهدم يبدو طبيعياً

المختص في الشأن الصهيوني أمجد شهاب، أكد أن المسجد الأقصى بحاجة إلى ترميم وإعادة صيانة لكثيرٍ من مرافقه، مشيرًا إلى أن الاحتلال الصهيوني يتعمّد عدم ترميم المسجد الأقصى وتركه للتهالك.

وأوضح، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه إن لم يتم التدخل الجاد لترميم الأقصى فالمزيد من الأحجار ستسقط، مبينًا أن الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى هي سبب رئيسي لسقوط الحجارة.

ذات التحذير أطلقه الشيخ ناجح بكيرات، وقال إن أسوار الأقصى بحاجة ماسة للترميم، وخاصة سوره الشرقي من المصلى المرواني إلى باب الأسباط، وإذا لم يُرمم، فإن جدرانه متأكلة ومتهاوية”.

ويبين أن استمرار منع أعمال الترميم يهدف لانهار المسجد الأقصى وحده، مشيراً إلى وجود مخطط صهيوني يستهدف منع ترميم المسجد وإعماره كاملًا، لأن الاحتلال يريد لهذا المكان المقدس أن يكون خرابًا ومدمرًا.

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، قال إن الاحتلال يريد الوصول لمرحلة يعلن فيها أن المسجد الأقصى غير آمن، ويمنع المصلين من الوصول إليه وجعله مكانا مغلقا، والوصول إلى مرحلة سقوطه لأسباب تبدو طبيعية.

وبين الهدمي، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن واقع المسجد الأقصى مؤلم، محذرا من أن أجزاء كبيرة من المسجد آيلة للسقوط، وأن حجارة جدران المسجد وأسقفه تتعرض للتفسخ والتساقط بشكل دائم.

وقال إن الحجارة تتساقط من المصليات بشكل شبه دوري في مشهد مرعب يشي بحالة التهتك في جدران المسجد، إضافة إلى أن بلاط المسجد متشقق ومكسر بالكامل، وسور الأقصى أيضاً متشقق بالكامل ومعرض للانهيار.

وذكر أن الاحتلال منع ترميم وتهيئة المصلى المرواني، كما منع إصلاح شبكة المياه التي تتسرب من سطح قبة الصخرة.

وأشار لرفض الاحتلال إصلاح قبة المسجد المرواني، مشيرا في الوقت ذاته لوجود تشققات في قبة الصخرة يرفض الاحتلال السماح بإعادة ترميمها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات