الإثنين 29/أبريل/2024

مصطفى أبو عرة.. قامة وطنية يستهدفها الاعتقال السياسي في الضفة

مصطفى أبو عرة.. قامة وطنية يستهدفها الاعتقال السياسي في الضفة

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام
لم يشفع تقدم عمر الشيخ مصطفى أبو عرة، ولا دوره الوطني ونفسه الوحدوي، ولا حتى وضعه الصحي المتردي، له أمام أجهزة السلطة؛ فأقدمت على اعتقاله في ذروة تصعيد لسياسية الاعتقال السياسي، وتنفيذٍ لأجندة الاحتلال.

واعتقل جهاز الأمن الوقائي بالسلطة الشيخ أبو عرة (62 عاما) أمس الخميس، في طوباس، وسرعان ما تدهور حالته الصحية ونقل إلى مشفى طوباس التركي وسط استنفارٍ أمني كبير لأجهزة السلطة في المشفى.

وقالت ابنة الشيخ المعتقل، جهاز الأمن الوقائي في طوباس اعتقل والدها، منبهة إلى أن وضعه الصحي لا يحتمل أبداً هذا الاعتقال؛ كونه مريض قلب ونتيجة أدوية القلب تضاعف عنده المرض بالكلى وتضخم بالطحال وارتفاع مستوى الأنزيمات في الصفائح الدموية وعنده حساسية بجسمه من سجون اليهود، وأيضاً غير معروف فطريات أم حساسية في القدمين وحديثاً يتلقّى العلاج حيث انه المشكلة في القدمين سببت له مشاكل في المشي وانتفاخ وظهور حبوب في كل مناطق القدمين.

اعتقال بسبب تعليق!

ووفق عائلة الشيخ أبو عرة، فإن أجهزة السلطة اعتقلته على خلفية منشور عبر فيسبوك انتقد فيه الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، أكد فيه أن الاعتقالات السياسية وملاحقة المقاومين يتناقض مع كل المبادئ الوطنية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية، وهو خيانة لدماء الشهداء وأنات الأسرى وآلام الجرحى.

والشيخ مصطفى محمد سعيد أبو عرة ولد في بلدة عقابا في محافظة جنين في 28 نيسان/ إبريل عام 1961، وهو متزوج ولديه ثمانية أبناء، منهم ابنتان، ودرس المرحلة الأساسية في مدرسة عقابا، والثانوية في مدرسة طوباس الثانوية، وحصل منها على التوجيهي في الفرع العلمي عام 1981، ونال درجة البكالوريوس في أصول الدين والدعوة من الجامعة الأردنية عام 1984.

وأكد مراقبون فلسطينيون أن الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية التي استهدفت أحد الرموز الوطنية والقامة الوحدوية الشيخ مصطفى أبو عرة، تأتي في سياق حملة الإقصاء التي تنفذها أجهزة أمن السلطة ضد كل صوتٍ حر.

وقال الناشط محمد حمدان: إننا نتفاجأ اليوم باعتقال الشيخ أبو عرة من جهاز الأمن الوقائي في طوباس، رغم أنه رجل كبير في السن ويعاني من عدة أمراض، مشيراً إلى أنه رجل إصلاح واجتماعي من الدرجة الأولى، ويقف دائماً خلف الوحدة.

قامة وطنية

وذكر حمدان أن أبو عرة قامة وطنية جامعة، والأصل أن لا يستدعى أو يعتقل، وأن يكون هناك حسن نية مع الحديث عن لقاء الأمناء في القاهرة.

وشدد على ضرورة التخلي عن حملات الإقصاء في الضفة الغربية، وتسريع الخطوات نحو الوحدة الحقيقية القائمة على أساس المقاومة.

من جانبه، لفت الصحفي نواف العامر إلى أن القيادي أبو عرة يمثل رمزية سياسية وطنية لها حضورها حتى في سياق تداخل السياسي بالاجتماعي، وبالكاد يغيب عن فعالية أو واجب وطني.

وذكر العامر إلى أن أبو عرة أحد المبعدين العائدين، وأسير محرر من سجون الاحتلال، وتركت سنوات اعتقاله بصمات واضحة في معاناته الصحية، ويستوجب ذلك كله أن يمثل حصانة له.

ولفت إلى أنه مع الاستجابة الوطنية والإسلامية لحضور الدعوة لمؤتمر الأمناء العامون في القاهرة نهاية الشهر، تضع الغيارى والعقلاء في خانة الحيرة من السلوك الرسمي وتزامن تصعيده مع اللقاء الجامع في القاهرة.

وتابع قائلاً: “تستدعي إدانة اعتقال أبو عرة والعشرات والإفراج عنهم دون تلكؤ أو تباطؤ وتدخل من القوى والشخصيات والمؤسسات، بوقف انهيار منظومة الحرية الشخصية والتعبير السياسي”.

حماس تنادي بحريته

ودعت حركة حماس إلى الإفراج الفوري عن الشيخ مصطفى أبو عرة الذي اعتقلته أجهزة السلطة الأمنية في طوباس اليوم ثم نُقل للمستشفى بعد تدهور وضعه الصحي، مؤكدة ضرورة التحرك الشامل لإجبار السلطة على وقف سياسة التنسيق الأمني والاعتقال السياسي المُهين.

وقالت الحركة في تصريح صحفي الخميس: إنّ اعتقال الشيخ مصطفى أبو عرة، وهو شخصية وحدوية وصاحب حضور وطني ودور دعوي ومجتمعي متقدم، يمثل استخفافا برموز شعبنا وشخصياته الاعتبارية وقيمه المجتمعية، ويعكس إصرارا على تنفيذ أجندة لاوطنية لا تخدم سوى الاحتلال، ويضع علامات استفهام على إمكانية نجاح الدعوات الأخيرة للفصائل للاجتماع والحوار في القاهرة.

اقرأ أيضًا: حماس تدعو للإفراج الفوري عن الشيخ مصطفى أبو عرة

من هو الشيخ أبو عرة؟

عمل الشيخ إمامًا وخطيبًا في حي المدينة الرياضية في عمان بين عامي (1982-1984)، وإمامًا وخطيبًا لمسجد تابع لعرب الشبلي في الداخل المحتل لعدة أشهر عام 1986، وإمامًا وخطيبًا في مسجد صير في جنين عام 1987 لمدة سنة، ثمَّ عُيِّن واعظًا وخطيبًا في محافظة جنين بعقد من رابطة العالم الإسلامي بين عامي (1992-1996)، وانتقل بعدها للعمل مديرًا لمكتب زكاة جنين لعدة أشهر، وعمل بعدها مدرسًا للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، كما عمل مأذونًا شرعيًا بين عامي (1999-2018)، بحسب سيرته الذاتية التي نشرها مركز رؤية.

وبدأ أبو عرة حياته متدينًا، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية، وشارك في نشاطاتها الطلابية التوعوية والدعوية، وبعد عودته إلى فلسطين عام 1985 انخرط في العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي مع الإخوان المسلمين.

والتحق بحركة حماس فور تأسيسها، وأسس فرعها في بلدة عقابا، وشارك في إعداد وتنفيذ العديد من فاعليتها في عقابا ومحافظة جنين، وكان عضوًا في لجنة طوارئ شكلتها الحركة لمتابعة العمل الدعوي والحركي في المحافظة بين عامي ( 1996-1998).

كما أنَّه انخرط في العمل المؤسساتي؛ فكان رئيسًا للجمعية العلمية الثقافية في عقابا في تسعينيات القرن الماضي، وعضوًا في جمعية البر والإحسان في جنين ورئيسًا لمكتبها بين عامي (2000-2007)، ومديرًا لمكتب رابطة علماء فلسطين في محافظة جنين لعدة سنوات.

وانتخب رئيسًا لمجلس شورى حركة حماس في محافظة جنين لدورتين متتابعتين (1998-2007)، وانتخب عضوًا في بلدية عقابا عن قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة حماس في انتخابات عام 2005، وأصبح رئيسًا للبلدية عام 2007.

وخلال مسيرته، تعرض للاستهداف من قوات الاحتلال التي منعته من السفر منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ومنعته من دخول الأراضي المحتلة عام 1948 منذ عام 1986، واستدعته مخابراته عدة مرات.

واعتقله الاحتلال أول مرة عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته، وتعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وأبعده إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، واغتال شقيقه علان (من كوادر كتائب القسام) عام 1996 بالقرب من بلدة الجلمة قضاء جنين. وعرقل عمله رئيسًا للبلدية

كما يسلم من حملات الاعتقال السياسي فاعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات، ليكون هو الآخر رغم مكانته ضحية أخرى لسياسة الباب الدوار.

واعتاد أبو عرة في الآونة الأخيرة على تصدير تصريحات ومواقف تلامس الهم الوطني وتدعو إلى الوحدة والتصدي لعدوان الاحتلال واستهدافه للمسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات