الإثنين 29/أبريل/2024

الطلبة الشهداء.. أحلام أطفأها الحقد الصهيوني

الطلبة الشهداء.. أحلام أطفأها الحقد الصهيوني

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

6 أقمار نالوا شهادة عند الله، قبل أن ينالوا شهادة الثانوية العامة، فهم الذين رفعوا رأس فلسطين عاليًّا بنضالهم وتحديهم للاحتلال وصلفه، وإرهابه.

أجهض المحتل أحلامًا كانوا قد رسموها، وتركوا ذويهم بألم وحسرة، إلا أن ما يخفف عنهم أنهم ذهبوا شهداءً فداء للوطن والقضية.

والدة الشهيد مجدي عرعراوي -الوحيد بين الشهداء الستة- الذي تمكن من تقديم الامتحانات، وارتقى في اليوم التالي لنهايتها، قالت وهي جالسة على ضريحة في مقبرة الشهداء في مخيم جنين: “رفعت راسي يما”.

وكانت والدة الشهيد قد توجهت مع قريباتها إلى مقبرة الشهداء لحظة إعلان النتائج، لتخبر نجلها الشهيد بحصوله على معدل (90.4)، في امتحان الثانوية العامة.

أما الشهداء: محمد السعدي، ووديع أبو رموز، وأسامة عدوي، ومحمد ماهر تركمان، وأحمد دراغمة، استُشهدوا قبل موعد تقديم الامتحانات.

الشهيد مجدي عرعراوي… 90.4%

تحقق حلم مجدي بالحصول على 90.4%، وهذه الدرجة كانت ستجعله يومًا من الأيام مهندسًّا إلكترونيًّا، إلا أن رصاص الاحتلال وأد هذا الحلم، وبدل أن تحتضنه والدته مهنئة بتفوقه، تعيش ألم فراقه وهو الذي استشهد خلال العدوان على مخيم جنين في الثالث من تموز/ يوليو الجاري.

لم يكن العام الدراسي طبيعيا على مجدي، فقد اعتُقل قبل شهرين من استشهاده، وأُفرج عنه بعد انتهاء الامتحانات التجريبية، غير أنه اجتهد كثيرا، وتعاون معه معلموه حتى يعوض ما فاته من المواد الدراسية، وتعهد لوالدته بأن يرفع رأسها ويحقق أعلى النتائج.

تقول والدته -في تصريح صحفي- التي توجهت منذ صباح اليوم إلى المقبرة لاستقبال المهنئين بنجاح نجلها: إن مجدي كان لديه اهتمام بالإلكترونيات منذ طفولته، فكان دائما ما يُصلح ما يتعطل من أجهزة إلكترونية في المنزل.

أراد مجدي الذي كان يدرس في مدرسة ذكور جنين الصناعية، الدراسة في جامعة خضوري التخصص الذي يحلم به، فلم يرغب في أن يدرس في جامعة بعيدة عن والدته الأرملة التي فقدت زوجها عام 2017، ولديها ابنان أحدهما الشهيد مجدي، وابنتان متزوجتان.

الشهيد دراغمة.. وحلم الهندسة الذي لم يتحقق

أما الشهيد أحمد دراغمة (19 عامًا) من طوباس، فقد كان حلم عائلته أن يصبح مهندسًا، وهو الحلم الذي أراد أن يحققه بعد عدم تمكن شقيقه عبيدة من تحقيقه.

يقول محبو أحمد إنه عشق الهندسة الكهربائية، وأراد دراستها عند انتقاله للمرحلة الجامعية.

عُرف أحمد، بتفوقه الدراسي منذ الصفوف الأولى، فكان من المتوفقين طيلة سنوات دراسته، وحافظا للقرآن الكريم، غير أن انتكاسة لم تمكنه من النجاح في السنة الأولى من تقديمه لامتحانات الثانوية العامة قبل عامين، وهذا العام، أصر على الدراسة، حتى يحقق شغفه وحلم عائلته.

“المهندس” الذي عُرف بخفة الظل بين إخوته، استُشهد بعد أن كان مع عدد من أصدقائه في رحلة بمدينة جنين، وتصادف وجودهم مع اقتحام جيش الاحتلال للمدينة في الثامن من شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

من الأرشيف (وادع الوالده لنجلها الشهيد)

الشهيد تركمان.. شغف بصيانة المركبات

“منذ سنوات طفولته الأولى، يعشق محمد ماهر تركمان من مخيم جنين، صيانة الحاجيات التي تتعطل في منزلهم، حتى أنه كان يفصل كل قطعة عن الأخرى ويعيد تجميعها”، وفق والدته.

وتعلق محمد الابن لعائلة مكونة من أربعة أبناء وثلاث بناء بمهنة صيانة المركبات، وقرر على إثرها دراسة هندسة الميكانيك، والتحق بمدرسة الشهيد فرحات حشاد الثانوية، وواظب على الدراسة وكان متفوقا في دروسه، ليضع أمامه هدفه وهو أن يصبح مهندسا ميكانيكيا.

مخططات محمد انتهت يوم إصابته برصاص الاحتلال في الرابع من أيلول/ سبتمبر العام الماضي في الأغوار الشمالية، وإعلان استشهاد بعد عدة أيام متأثرا بجروحه الخطيرة.

وقد احتُجز جثمانه حتى العشرين من الشهر الماضي، ودُفن تحت شروط غاية في الصعوبة، منها تحديد 25 شخصا لحضور الدفن، في قرية جديدة المكر بأراضي الـ1948 – مسقط رأس والدته- وقد كان شرطا من شروط تسليم الجثمان أن يكون الدفن بأراضي الـ48.

المحامي الشهيد

محمود السعدي من مخيم جنين، وعد والديه ليلة استشهاده في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي بأن يتفوق بامتحانات الثانوية العامة، ويحقق حلمه بدراسة المحاماة، لعشقه لهذه المهنة، الذي كان يرى أنها ستكون منبرا له للدفاع عن الضعفاء والفقراء.

ويقول والده عبد الجليل: “وعدني بأن يحقق معدلا عاليا في الثانوية العامة، وتحدثنا مطولا عن هذا الموضوع قبل أقل من 12 ساعة على استشهاده، كان واضحا أنه مصمم على التفوق والنجاح”.

وفي تمام الثامنة من صباح اليوم التالي، أوصل الابن الوحيد لوالديه من الذكور بين ثلاث شقيقات، اثنتين من شقيقاته في الصفين الثاني والثالث إلى مدرسة البنات الأساسية قرب دوار العودة، وبينما كان في طريقه إلى مدرسته ذكور فرحات حشاد، أصيب بالرصاص الحي في البطن، ليرتقي بعد ساعات متأثرا بجروحه الحرجة.

الشهيد محمود عدوي.. حلم المعلم

لن يصبح أسامة عدوي من مخيم العروب معلمًا، بعد إصابته بالرصاص الحي في البطن خلال مواجهات اندلعت في المخيم في الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، نصرة لأهالي مخيم شعفاط الذين كان يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارا عليهم.

ويقول والده المعلم منذ أربعين عاما: “أسامة كان كأي شاب يحب أن يقتدي بوالده، فكثيرا ما كان يشاركني شغفه بأن يصبح معلما، إلا أن رصاصة قناص من جيش الاحتلال سلبته الحلم، وتركت فراغا كبيرا في حياتنا، ودموعي تنزل قسرا كلما افتقدته في البيت الذي كان يضيف إليه الفرحة والبسمة الدائمتَين”، وفق الوكالة الرسمية.

ويضيف: أن نجله الذي لديه خمسة إخوة وأختان، كان يدرس في الفرع الأدبي بمدرسة العروب الثانوية، وكان نَشِطا في الفعاليات الوطنية والشعبية التي يشهدها المخيم بشكل أسبوعي.

والده يتحدث عن شهادته

الشهيد أبو رموز… كان شغفه أن يصبح ضابط إسعاف

أصر وديع أبو رموز من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك على أن يصبح ضابط إسعاف بعد أن ينهي الثانوية العامة، وأخذ يخطط مع والده لكيفية تحقيق هذا الحلم.

ويقول والده: إن رغبة وديع الذي كان يدرس في مدرسة رأس العمود في أن يصبح ضابط إسعاف هي الأحداث الميدانية التي تشهدها القدس بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام، فكثرة المواجهات التي تسفر عن وقوع شهداء وجرحى، وجهت أنظاره إلى أن يصبح منقذا لضحايا جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

استُشهد وديع في الـ28 كانون الثاني/يناير العام الجاري، متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في سلوان، واحتُجز جثمانه حتى الحادي والثلاثين من شهر أيار/ مايو الماضي.

تنتظر والدته الحامل في شهرها الخامس قدوم مولودها الجديد التي ستسميه وديع تيمنا بنجلها البكر، الشقيق لثلاثة إخوة آخرين، وأخت واحدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات