الإثنين 29/أبريل/2024

هل وضعت السلطة اجتماع الأمناء العامين في مهب الريح؟!

هل وضعت السلطة اجتماع الأمناء العامين في مهب الريح؟!

القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام

أيام قليلة ويلتئم اجتماع الأمناء العامون في العاصمة المصرية القاهرة في الثلاثين من الشهر الجاري، والذي دعا إليه رئيس السلطة محمود عباس بعد العدوان الإسرائيلي الكبير على جنين ومخيمها، وسط تساؤلات عن فرص نجاح الاجتماع في ظل استمرار السلطة بنهج الاعتقال السياسي.

هذا الاجتماع يأتي للاتفاق على جملة من القضايا أهمها: مواجهة الاحتلال، والوحدة الوطنية، إلا أن حالة من التشاؤوم تضرب الشارع الفلسطيني في ظل استمرار السلطة بنهج الاعتقال السياسي ضد المقاومين والمعارضين، مع إصرارها الشديد على نهج التنسيق الأمني.

وأمس الاثنين، شهدت محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض المناطق في الشتات، مسيرات شعبية منددة بالاعتقالات السياسية التي تشنها السلطة ضد المقاومين في الضفة الغربية، لا سيما منطقة جبع جنوب جنين.

شرط الإفراج

وفي تصريح صحفي، طالب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، الأمناء العامين لفصائل المقاومة بوضع شرط أساسي بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون السلطة قبل اللقاء المزمع عقده في العاصمة المصرية القاهرة.

وشدد على أن الاعتقال السياسي مرفوض شعبيا ووطنيا وعلى الجميع التحرك لإنهائه فورا.

النائب حسن خريشة يؤكد أن الاعتقال السياسي مرفوض وطنيا وشعبيا، ويدعو الجميع إلى التحرك لإنهائه فورًا.

وقال خريشة إن الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحديدا المقاومين وأصحاب الرأي الآخر يساعد على عدم تعكير لقاء الأمناء العامين في القاهرة ويدفعهم للتحدث بأريحية أكثر.

وأشار إلى أن النخبة المتنفذة في السلطة تعيش أزمة حقيقية ليس بسبب ما تتعرض له القضية الفلسطينية، بل لأنهم باتوا منعزلين على الشعب الفلسطيني، ويرون بأن لقاء القاهرة هو طوق نجاه لهم.

وأضاف: “في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمحاولات شطب وضرب للمقاومة والسعي لاجتثاثها، في كل مكان وتوسيع وتيرة الاستيطان، أصبح وطنيا اعتبار أن كل حالات المقاومين في المعتقلات الفلسطينية هي حالات يمنع المساس بها إطلاقا، وعلى الأمناء العامين أن يضغطوا بهذا الاتجاه”.

ولفت إلى أن الإفراج عن المعتقلين السياسيين هو مطلب كل الفلسطينيين وعلى رأسهم فصائل المقاومة التي ينتمي إليها المعتقلون.

مواجهة الاحتلال

وأكد المختص في الشأن السياسي، سليمان أبو ستة، أن الهدف الأساسي الذي يجب أن يعمل عليه لقاء الأمناء العامين هو كيفية مواجهة الاحتلال، “وخصوصا في ظل حكومة يمينة متطرفة”.

وقال أبو ستة: “يبدو واضحا أن السلطة ستشكل عقبة في إعطاء الموافقة على مواجهة الاحتلال، وهو ما يستدعي من الفصائل الفلسطينية تخطي هذه العقبة والعمل بشكل موحد ضد الاحتلال”.

ودعا إلى ضرورة العمل على انهاء سياسة الاعتقال السياسي بالضفة قبل التوجه للقاهرة، “كبادرة حسن نية من السلطة وتبيان أنها تهدف لإنجاح اللقاءات”.

الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة يؤكد أن السلطة ستشكل عقبة في إعطاء الموافقة على مواجهة الاحتلال، وعلى الفصائل تخطي هذه العقبة والعمل بشكل موحد ضد الاحتلال.


وشدد على أنه من الصعب نجاح اللقاء بين الفصائل الفلسطينية والسلطة، في ظل استمرار الأخيرة على نهجها في التنسيق الأمني.

أما الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي رأى أن اجتماع القاهرة ولد ميتاً، ولن يكون هناك إضافة فيه، قائلاً: “اجتماع القاهرة فرغ من مضمونه، بناءً على ذلك أرى أنه لن يكون هناك أي تغير في هذا الأمر”.

وعبر الريماوي خلال تصريح صحفي، عن أمله أن تلحق السلطة الفلسطينية في ركب المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن المقاومة ليست مشرعة ضد السلطة، بل هي خيار الشعب الفلسطيني لحماية نفسه، وعلى السلطة أن تعيد الاعتبار في تقييم سلوكها العام تجاه المقاومة الفلسطينية والتعاطي معها.

وأضاف: “كلما كان تجانس في الأفكار تصبح دائرة الوحدة أفضل، وعندما يصبح هناك تباعد فالخيارات ستكون صعبة”، آملاً ألا تصل دائرة الخصومات الداخلية إلى حدود نخسر معها كل شيء في الضفة الغربية في ظل عربدة المستوطنين وجنود الاحتلال.

وتابع: “إذا تُركت المقاومة في الضفة الغربية دون غطاء سياسي سنخسر كل شيء تحت مسمى المقاومة، وكتجربة مع السلطة الفلسطينية إذا وضعت قوتها في ملاحقة من كان في مواجهة المقاومة تستطيع أن تقتل هذه البيئة، وهذا ما نخشها مثل ما حصل في مخيم جنين”.

علاء الريماوي: المقاومة ليست مشرعة ضد السلطة، بل هي خيار الشعب الفلسطيني لحماية نفسه، وعلى السلطة أن تعيد الاعتبار في تقييم سلوكها العام تجاه المقاومة الفلسطينية والتعاطي معها.

ظروف النجاح

ويتفق الكاتب عمر عساف مع النائب في المجلس التشريعي حسن خريشة، والذي أكد أنه يجب وقف السلطة الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين، ووقف التنسيق الأمني قبيل عقد الاجتماع، لضمان نجاحه.

ويرى عساف أن الاعتقالات التي تشنها السلطة ضد المقاومين، وقمع حرية الرأي والاعتقالات السياسية، تؤسس لفشل اجتماع القاهرة، داعيًّا لتهيئة الأجواء لنجاحه عبر وقف الاعتقال السياسي والإفراج الفوري عن المقاومين والمعتقلين جميعًا.

وختم حديثه بقوله: “واجب أن يتحرك الجميع باسم الشارع الفلسطيني لردع السلطة عن سلوكها لأنها لم تتراجع لا بالمنطق ولا بالنصيحة، فقد تتراجع بالإجماع الوطني الفلسطيني ويجب أن يتكاثف هذا الضغط”.

في حين أن الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فقد اتفق مع سابقيه في ضرورة تهيئة الأجواء للاجتماع عبر وقف الاعتقالات السياسية، إلا أنه استبعد أن تحقق السلطة هذا المطلب.

ودعا الصواف إلى إنجاح الاجتماع في القاهرة، “حتى لو رفضت السلطة التعاطي معه”.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف دعا إلى إنجاح الاجتماع في القاهرة حتى لو رفضت السلطة التعاطي معه


على المحك

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، إن السلطة الفلسطينية تضع حوارات القاهرة في مهبّ الريح وعلى المحك، بسبب إصرارها على الاعتقالات السياسية، ووضع يدها الثقيلة على المقاومين.

وأكدّ حبيب في تصريح صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ هذه الاعتقالات تضع مباحثات القاهرة في مهبّ الريح، والسلطة المسؤولة عن ذلك.

وحذر من أن حركته قد تجد نفسها مع قوى المقاومة خارج حوارات القاهرة، في حال استمرت هذه الاعتقالات ولم توقفها السلطة.

ووصف حبيب الاعتقالات السياسية بـ”الجريمة والفضيحة والخطيئة الوطنية”.

وأضاف: “هناك توافق وطني جامع على أن هذه الاعتقالات هي جريمة بحق شعبنا، وهي فضيحة كبرى، ولا تخدم سوى الاحتلال فقط”.

وذكر أن السلطة لا يوجد لديها أدنى مبرر لاستمرار هذه السياسة، فالاحتلال لا يمنحها أدنى أمل بأي أفق للتسوية، ويتنكر لكل الحقوق الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات