الجمعة 26/أبريل/2024

دموع القهر تغالب المقدسية نورا صب لبن بعد سطو الاحتلال على منزلها

دموع القهر تغالب المقدسية نورا صب لبن بعد سطو الاحتلال على منزلها

القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلام
غلبت الدموع الفلسطينية المقدسية نورا صب لبن، وهي تنظر إلى منزلها المطل على المسجد الأقصى، الذي استولى عليه المستوطنون، صباح الثلاثاء، بعدما أجبرتها قوات الاحتلال على إخلائه بالقوة قبل ذلك بقليل.

ووسط هتافات حرية حرية من المتضامنين، عادت نورا (68 عاما) بعد ساعات من تهجيرها القسري إلى بوابة منزلها برفقة نجلها رأفت، وتلمست بوابته وسوره الخارجي وهي تبكي قهرًا وحسرةً، قبل أن تعلي نظرها للأعلى حيث يتمركز المستوطنون قائلة: “الله لا يبارك لكم، الله يأخذكم”.

ولم تتمالك المقدسية صبن لبن نفسها وعادت للبكاء، في حين كان نجلها يحاول أن يواسيها ويصبرها، في وقت يعربد المستوطنون في منزلها الذي أقامت فيه لأكثر من 50 عامًا.

البيت الأثري، يقع في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وكانت تعيش فيه الحاجة نورا، وزوجها مصطفى (70 عاماً) بعدما أبعد الاحتلال عنهما أبناءهم بقرارات قضائية عنصرية، محاولاً الاستفراد بهما والنيل من وجودهما قرب المسجد الأقصى، بعدما صمدوا لسنوات طويلة وخاضوا معارك قضائية للحفاظ على بيتهم التاريخي.

تفاصيل التهجير

وأوضح نجلها أحمد تفاصيل ما حدث في وقت مبكر صباح اليوم (الثلاثاء)، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزل والدته في حي عقبة الخالدية بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وأخلته بالقوة بعدما دمرت بوابته، ومن ثم سلمته للمستوطنين.

وأشار في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل في وقت مبكر، أثناء نوم والديه المسنين في وقت كان يوجد فيه عدد من المتضامنين في الغرفة القريبة من مدخل المنزل، فأخرجتهم تلك القوات بالقوة والعنف، واعتقلت خمسة منهم.

وأكد أن قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في المنطقة سمحت للمستوطنين باقتحامه والاستيلاء عليه وتغيير أبوابه ووضع شباك حديدية على النوافذ.

وأشار إلى أنه سبق لمحاكم الاحتلال أن منعته عام 2016، هو وأشقاءه من العيش داخل المنزل، وأبقت على والديه فقط، ما أدى إلى تشتت العائلة.

معاناة منذ عقود

ويأتي طرد العائلة والاستيلاء على المنزل، بعد معاناة عاشتها عائلة صب لبن جرّاء محاولات الطرد والتهجير، بدأت منذ الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967، ولكنها صمدت في وجه محاولات الاقتلاع رغم استجلاب مستوطنين وسيطرتهم قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقيت العائلة تقطن في الطابق الأوسط الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة، لتجبر على مغادرته فجر اليوم.

وحمل أحمد، إصيص به شجرة، وقال: هذا ما أخذناه كعائلة من منزلنا بعد إخلاء عائلتي صباح اليوم، شجرة من عمر ابني مصطفى كبرت معه في هذا البيت عمرها اليوم يتجاوز ١٧ عاما، لم نطالب إلا بها كعائلة لتبقى معنا ذكرى إلى حين عودتنا إن شاء الله.

مهلة أخيرة

وتسلمت العائلة في مايو/أيار الماضي قراراً نهائياً بإخلاء منزلهم الذي استأجرته من الحكومة الأردنية قبل احتلال القدس عام 1953، في حين تدعي جمعية إلعاد الاستيطانية أن المنزل يملكه يهود قبل عام 1948م.

وانتهت الأحد الماضي، المهلة الأخيرة التي حددتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء عائلة “صب لبن” من منزلها الذي يبعد مسافة قليلة عن المسجد الأقصى.

وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة “صب لبن” يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

فصول المعاناة

وروت المقدسية نورا صبن لبن في مقابلة سابقة مع ”المركز الفلسطيني للإعلام” جانبا من فصول معاناة عائلتها المستمرة منذ عقود، مشيرة إلى مطامع الاحتلال في منزلها الذي يبعد مسافة قليلة عن المسجد الأقصى.

وأشارت إلى أنها ولدت في المنزل هي وأشقائها وشقيقاتها، وبقيت فيه بعد زواجها من مصطفى غيث (71 عاماً)، وأنجبت فيه 5 أبناء.

والمنزل مستأجر من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1953 ويخضع للإجارة المحمية، لكن بعد احتلال مدينة القدس، وضعه الاحتلال تحت إدارة ما يسمى حارس أملاك الغائبين، لتبدأ معاناة العائلة منذ أكثر من 5 عقود.

وتشير إلى أن ما يسمى حارس أملاك الغائبين لدى الاحتلال طالبها عام 1975 بدفع مبالغ كبيرة بدل إيجار، وفي عام 1978 رفع قضية ضد العائلة في محاولة لإخلائها، ولا تزال القضية في المحاكم حتى اليوم، إلا أن عام 2010 شهد تحولا جذريا ومعقدا حين تم تحويل العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية.

وتؤكد أنها توجهت عام 1985 للمحاكم الإسرائيلية عقب منعها من بلدية الاحتلال من ترميم منزلها بعد تشققات كثيرة طالته، وحينها طردتها بلدية الاحتلال هي وأسرتها بالقوة حتى منتصف عام 1999، لحين صدور أمر من المحكمة الإسرائيلية العليا يقرّ بعودتهم الى المنزل.

وحين عادت للمنزل، وجدت أول عائلة من المستوطنين بجوار منزلها وهو المنزل العربي الوحيد في الوقت الحاضر، حيث يحيط المستوطنون به من كل الجهات، وسرعان ما استولت بلدية الاحتلال على دكان تجاري للعائلة أسفل المنزل.

وشهد عام 2010 تحولا جذريا ومعقدا حين حولت سلطات الاحتلال العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية، بعدما ادعت جمعية استيطانية أن المنزل وقف يهودي، وعليه قررت محاكم الاحتلال إنهاء الإجارة المحمية للعائلة وإخلائها من المنزل.

وفي عام 2016 وفي سابقة قضائية، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا بمنع وجود أبناء نورا وأحفادها فيه بهدف منعهم من المطالب بحق الحماية كجيل ثالث، مع بقاء الزوجين فيه لمدة 10 سنوات، تنتهي عام 2026.

وبموجب القرار، منع قوات الاحتلال أبناء نورا: رأفت وأحمد وزوجته وأولاده، وشقيقتهما من العيش داخل المنزل، ما أدى إلى تشتت العائلة.

عائلة صب لبن

وأصدرت المحكمة العليا للاحتلال عام 2019 أمراً قضائياً جديداً، بإخلاء المواطنة صب لبن حتى منتصف مارس، وصدقته محكمة الاحتلال المركزية نهاية عام 2022، في حين استأنفت العائلة القرار، قبل أن تصدق المحكمة العليا للاحتلال على قرار الإخلاء في منتصف مايو/أيار الماضي، وحددت 11 يونيو/حزيران الماضي موعداً لتنفيذه.

وأصرت العائلة على الصمود وبقيت في المنزل وسط حالة من التضامن المقدس الواسع بما في ذلك تنظيم وقفات تضامنية واحتجاجية من متضامنين دأبت قوات الاحتلال على قمعها حتى أخلت العائلة فجر الثلاثاء بالقوة لتسلمه للمستوطنين.

جريمة حرب

وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة: إن استيلاء الاحتلال على عائلة صب لبن وانتزاعهم من بيتهم لإحلال قطعان المستوطنين فيه هو جريمة حرب وعدوان سافر على حق وجود المقدسي في بيته ومدينته.

وشدد حمادة في تصريحٍ صحفيٍّ تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، على أن فاشية الاحتلال وسعيه الى تهجير أهلنا من القدس لن تفلح في دفع المقدسيين إلى ترك مدينتهم ولا مسجدهم الأقصى.

وحمّل الاحتلال بحكومته الفاشية نتائج هذه السياسة الإجرامية، مؤكدًا أم “شعبنا الفلسطيني وأهلنا في القدس الدين تحدّوا بطش الاحتلال على أكثر من خمسين عاماً لن يستسلموا ولن يرحلوا وسيدفع المحتل ضريبة عدوانه المستمر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات