السبت 25/مايو/2024

حمزة مقبول وخيري شاهين.. رفيقا الدنيا وشهيدا الآخرة

حمزة مقبول وخيري شاهين.. رفيقا الدنيا وشهيدا الآخرة

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام

الشهيدان حمزة مقبول وخيري شاهين، كانا من أبطال الثأر لمخيم جنين بعد ساعات قليلة من اندحار الاحتلال عن المخيم بعد عدوان همجي دام يومين، حيث كانت رصاصهما يستهدف دورية لشرطة الاحتلال على جبل جرزيم بنابلس.

فبعد تنفيذهما العملية بالحي السامري على قمة جبل جرزيم، تمكن مقبول وشاهين من الانسحاب بسلام واللجوء للبلدة القديمة ليمضيا فيها اليومين الأخيرين قبل استشهادهما.

واغتالت قوات الاحتلال مقبول وشاهين بدم بارد بعد محاصرة المبنى الذي تواجدا فيه بالبلدة القديمة في نابلس، وبعد أن أصيبا بالرصاص وذلك يوم الجمعة الفائت.

وتقول مصادر إن: “خطأ قاتلا ارتكبه بعض النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي حين كشفوا هويتهما، عقب تنفيذ الشهيد أحمد ياسين غيظان، عمليته، الخميس الماضي، بالقرب من مستوطنة (كدوميم) بين مدينتي قلقيلية ونابلس، التي قتل فيها جندي وأصيب آخر، حيث نشر الاحتلال خبرا أن منفذ العملية هو ذاته الذي نفذ إطلاق النار في الحي السامري”.

ويصف الناشط الإعلامي نبيل شاهين ابن عم الشهيد خيري، الشهيدين بأنهما “متواضعان جدا وقريبان من الناس وخدومان، وقد ربطتهما صداقة متينة خلال السنوات الأخيرة”.

وقال إن العائلة علمت من الإعلام أن ابنها خيري هو أحد المشاركين في عملية الحي “السامري”، ومن لحظتها لم يعد إلى بيته، حتى جاءها خبر استشهاده.

ولفت إلى أن الشهيد أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال أربع سنوات، بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أحد فصائل منظمة التحرير).

تقول والدته (الشهيد خيري شاهين) أنها كانت تخطط لتزويجه، لكنه كان يرفض ذلك، ويصر على مواصلة طريقه. لكن الحدث الذي ترك عليه أثرا كبير هو استشهاد المقاوم إسلام صبوح الذي ارتقى برفقة الشهيد إبراهيم النابلسي في آب/أغسطس العام الماضي.

“كانا صديقين حميمين، وقد ترك غيابه أثرا كبيرا على ابني، وبات يتحدث أكثر عن الشهادة والشهداء”، تضيف الأم المكلومة، لكنها تؤكد فخرها بما فعله ابنها.

وقالت: “ابني رفع رأسي ورأس العيلة باستشهاده. الحمد لله أنه نال ما تمنى، وشرفني بلقب “أم الشهيد”.

معاناة العائلة لم تقتصر على استشهاد خيري، بل في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال تغتاله في البلدة القديمة، برفقة الشهيد مقبول، كانت هناك قوة أخرى تقتحم منزل العائلة، وتعتقل شقيقه الأصغر مهدي، وتصادر الهواتف المحمولة.

حب الشهيد مقبول للمقاومة والاستشهاد واللحاق بمن سبقوه كانت هي الأخرى علامة ظاهرة عليه، خاصة في الأشهر الأخيرة.

يقول شقيقه الأكبر محمد “أخي حمزة كان بسيطا جدا، لكنه كان يحب فلسطين، ويحب الشهداء ويشارك في وداعهم، ويتأثر جدا بغيابهم، خاصة الشهيد أدهم مبروكة الملقب بـ”الشيشاني” الذي اغتالته قوات الاحتلال في شباط 2022.

مقبول الذي كان يلقب بين رفاقه بـ “أشعب” كان يمتاز بالجرأة والشجاعة، ويتمتع بحس وطني”، وفق أخيه.

وأوضح محمد أن حمزة كان يطلق على نفسه “الشهيد الحي”، إذ إنه وبعمر 13 سنة حاول تنفيذ عملية بحزام ناسف، لكنه اعتقل وهو في طريقه للتنفيذ، وبقيت الشهادة لا تفارق باله.

وأشار إلى أنهم فوجئوا بكون حمزة منفذ عملية الحي السامري، ومن يومها غاب عن البيت ولم يعد، كما أنه لم يكن يستخدم الأجهزة المحمولة.

وفي مقطع مصور لوالدته، قالت إنها طلبت منه أن “يحافظ على حياته، وأن يبقى على قيد الحياة”، لكنه رد عليها إنه “لن يستسلم وسيرفع رأسها عاليا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات