الأحد 05/مايو/2024

المقاومة في الضفة .. تكتيكات وأداء متطور يقلق الاحتلال

المقاومة في الضفة .. تكتيكات وأداء متطور يقلق الاحتلال

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
من عمليات الطعن وإطلاق النار الفردية، إلى العمل الفدائي المنظم، وتكتيكات المواجهة المتعددة، وتنوع الأسلحة والذخائر المستخدمة، تشهد الضفة الغربية يومًا بعد يوم، حالة تطور ملحوظ أصبح عامل قلق للاحتلال ومستوطنيه.

وقبل أن يفيق الاحتلال من صدمة الأداء الفعال للعبوات الناسفة الذي ظهر في كمين جنين وتسبب بإعطاب 7 آليات وإصابة 8 جنود، جاء الكشف عن مقاطع فيديو لعمليات إطلاق صواريخ تجريبية تشبه البدايات الأولى لصاروخ القسام 1 في غزة الذي كشف النقاب عنه للمرة الأولى في 26 أكتوبر 2001.

اقرأ أيضًا: غِلاف جنين على خُطى غلاف غزة

مقطع مرئي مقلق

ومع بث مقطع مرئي يوثق نجاح الإطلاق الجديد من جنين، انطلقت أصوات مسؤولين وخبراء أمنيين من الاحتلال الصهيوني تتخوف من النجاح المستقبلي لتلك الصواريخ على غرار صواريخ غزة التي بات مداها يصل إلى أكثر من 250 كم.

ويظهر في الفيديو -الذي كشف النقاب عنه في 26 يونيو الماضي- منصتين صغيرتين وسط أرض زراعية تنطلق منهما لمسافة قصيرة قذيفتان.

وجاء على ورقة وضعت قرب موقع الصاروخ: “قصف مغتصبات غلاف جنين في مرج بن عامر بصواريخ قسام 1 والقادم أعظم، الضفة درع القدس”.

وفي بيان لمجموعة أطلقت على نفسها كتيبة العياش، قالت: في إطار معركة الإعداد والتطوير وكسر المعادلات مع هذا العدو الغاصب وردا على جرائمه وجرائم قطعان مستوطنيه تمكن بعون الله وتوفيقه مجاهدونا في كتيبة العياش من إطلاق صاروخين من طراز قسام 1 على مغتصبة رام اون في مرج بن عامر غرب مدينة جنين.

ورغم أن كتائب القسام، في جنين خرجت ببيان نفت علاقتها بعملية إطلاق الصاروخ، مع عدم وجود أي تبنٍ رسمي له على الموقع الرسمي لكتائب القسام، أثارت المحاولة حالة كبيرة من التفاعل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

نجاح أولي

الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخشى من صواريخ جنين التي نجحت في صناعتها وإطلاقها لمسافات قصيرة.

وقال الشرقاوي في حديثٍ خاصٍّ لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: الاحتلال الإسرائيلي يتحسب لكل شيء ويخاف من تطوير التجربة الصاروخية التي نجحت بشكل أولي في جنين.

وأضاف: في ظل حالة التحدي التي تعيشها الضفة الغربية، أعتقد أن هذه التجربة تقلق الاحتلال الإسرائيلي وهو يحشى من تطورها مستقبلاً.

وتابع: الإسرائيليون يتحسبون لكل شيء، فهذه المرة سقط الصاروخان بعد 150 مترا من إطلاقهما، ولكن الاحتلال يتحسب للمستقبل من نجاح التجربة بشكل أكبر، مستذكراً ما تحدث به الاحتلال وإعلامه وقادته عن صواريخ غزة في بدايات إطلاقها وإلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي.

وتبنت كتائب القسام، في 26 أكتوبر 2001، أول عملية قصف بصاروخ قسام 1، مستهدفة في حينه ما مستوطنة سديروت الصهيونية شمال قطاع غزة.

ولم يكن طول ذلك الصاروخ في حينه يتجاوز 70 سم، وأقصى مدى له 3 كيلو، وجاء تتويجاً لعشرات المحاولات والتجارب، ليؤسسوا لمرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة.

ووفق تقدير الشرقاوي؛ فإن قوات الاحتلال تخشى من المستقبل وما سيصل إليه مدى صواريخ المقاومة وقوتها لاحقا.

وأوضح الشرقاوي أن الاحتلال يخشى من أن تصبح الضفة الغربية مصدراً لتوازن الرعب مع الجبهة الداخلية الصهيونية كما هو الحال في غزة.

وأشار إلى أن التجربة الحالية لا تخرج عن هذا الوصف، محذراً من تضخيم الحالة التي يسعى الاحتلال إلى الوصول إليها بأذرعه الإعلامية والأمنية.

وقال: كل مرحلة زمنية من المقاومة لها الأسلحة الملائمة، ويجب استخدام الأسلحة بقواعدها الأمنية التي تناسبها.

وبيّن أن هذه التجربة ليست التجربة الأولى، وهي استكمال لتجارب سابقة كشفها الاحتلال وأخرى لم يكشفها.

قلق إسقاط المسيّرات

ولم يكن استخدام الصواريخ التطور الوحيد في مشهد المقاومة في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، فقد شهدت مؤخرًا تطورًا كبيرًا في القوة النارية والتدميرية للعبوات الناسفة ظهرت بكمين جنين، فيما سجل نجاح آخر متعلق بإسقاط الطائرات المسيرة للاحتلال.

ويؤكد الباحث في الشأن الفلسطيني محمد جرادات أن هذه الحالات تثبت تطور أداء المقامون.

وقال جرادات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إسقاط المسيّرات تطور وصل إلى حالة الثبات عند المقاومة خاصة بعد إصابة طائرة الأباتشي في معركة بأس الأحرار وإرغامها على الهبوط في سهل زرعين المقابل لجنين، ومن هناك تم شحنها عبر رافعة عملاقة”.

وأوضح أن التريث الإسرائيلي في مواجهة سيطرة المقاومة على الأرض خارج المخيم لمسافة غير قليلة، يهدف إلى سعيه تثبيت منجزاته وفق فضاء استراتيجي وليس ميداني فحسب.

وصباح الأحد (2 يوليو 2023)، أظهر مقطع فيديو مقاومون في مخيم جنين وهم يستولون على الطائرة المسيرة وسط إطلاق النار، كما اشتعلت النيران في الطائرة.

وأعلنت كتيبة جنين “الإعلام الحربي” استهداف طائرة مُسيّرة لجيش الاحتلال من نوع “درون”، والسيطرة عليها، في المخيم.

وقالت الكتيبة في بلاغها العسكري: “بعون الله وقوته وتوفيقه تمكّنت سرايا القدس – كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى فجر اليوم من استهداف طائرة صهيونية مسيّرة بصليات من الرصاص وإسقاطها والسيطرة عليها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...