عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

كمين جنين.. حين ترد المقاومة بالنار على تهديدات اجتياح شمال الضفة

كمين جنين.. حين ترد المقاومة بالنار على تهديدات اجتياح شمال الضفة

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تحتج المقاومة الفلسطينية وقتا طويلا للرد على تهديدات قادة الحكومة الصهيونية المتطرفة باجتياح شمال الضفة الغربية للقضاء على ما تعدها “مجموعات صغيرة مسلحة”، حتى باغتت هذه “المجموعات المسلحة الصغيرة” قواته الخاصة المدربة والمدججة بالسلاح في قلب شمال الضفة بكمين محكم، سيبقى حديث الإعلام العبري وأروقة السياسة والعسكرية في كيان الاحتلال ربما لأسابيع قادمة.

ملحمة الفجر في جنين، تبعث للعدو برسالة واضحة مفادها أن العمل المقاوم في الضفة الغربية، تجاوز المرحلة التي يمكن السيطرة عليه أو منعه أو محاصرته أو القضاء عليه، بل يمكن القول إنه وصل إلى مرحلة القدرة على المبادأة والمبادرة وبتأثير عالي المستوى، إلى جانب القدرة على التصدي لعمليات الاجتياح التي يشنها الاحتلال ضد المدن الفلسطينية بأدوات جديدة.

واستُشهد خمسة فلسطينيين؛ بينهم طفل، وأُصيب العشرات اليوم الاثنين، في اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال أثناء اقتحامها مخيم جنين شمال الضفة الغربية، أسفرت أيضًا عن إصابة 7 جنود إسرائيليين، وإعطاب آليات عسكرية. وأعلنت كتائب القسام في مخيم جنين عن تمكن مجاهدينا من إيقاع قوة من جيش الاحتلال في كمين محكم، وإمطارها بوابل من العبوات المتفجرة ثم تلاها زخات كثيفة من الرصاص. وتحدت كتائب القسام العدو الصهيوني بأن يكشف عن الإصابات المحققة، والخسائر التي لحقت في صفوف جنوده وقواته.

تطور واضح في العمل المقاوم

يقول الكاتب والمتابع للشأن الصهيوني أيمن الرفاتي: “المقاومة الفلسطينية في هذا اليوم حققت ملحمة جديدة وأظهرت تطورًا واضحًا في عملها المقاوم في الضفة، خاصة أنه الأول مرة تعيد استخدام العبوات الناسفة شديدة الانفجار إلى الواجهة من جديد في التصدي لعمليات الاقتحام الإسرائيلية”.

ويرى الرفاتي وفق ما أدلى به لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن ما جرى سيكون أمرا فارقا، خاصة وأن هذه العبوات ستعقد من عملية اقتحام المدن، وستزيد خشية جيش الاحتلال من أن يكون هناك خسائر كبيرة وبالتالي سيضطر لأخذ احتياطات كبيرة”.

ونوه إلى أن المقاومة اليوم استهدفت ناقلة الجند الإسرائيلية الجديدة، وربما هي المرة الأولى التي يتم استهدافها، وهي مخصصة لاقتحام مدن الضفة، وجرى عليها تطوير عدة مرات، فقد دخلت الخدمة في عام 2022 وفي العام الجاري تم تطويرها لمواجهة العبوات، اليوم ما حدث في هذه الناقلة يمثل تطورا واضحا وتعقيدا لمهمات جيش الاحتلال.

استعداد المقاومة للمواجهة

وعد أن ما جرى اليوم في جنين يحمل رسالة واضحة باستعداد المقاومة في الضفة المحتلة لمواجهة تطورات الأحداث، وأن الحديث الإسرائيلي الذي كان في الفترة الماضية عن ضعف المقاومة في الضفة وتراجع قدراتها ما هو إلا محض افتراء، وما حدث اليوم في جنين يؤكد أن المقاومة باتت تطور من أدواتها التي تواجه فيها هذا المحتل، ولم تنته هذه المقاومة بل تزيد من قوتها، وإن سياسة جز العشب وكسر الأمواج فشلت في كبح جماح هذه المقاومة التي تتطور يوما بعد يوم.

وحول تهديدات الاحتلال بالذهاب لعملية موسعة في شمال الضفة قال الرفاتي: “باعتقادي أن الجيش لا زال معارضا لهذا الخيار، رغم أن الشاباك والمستوى السياسي يدفعون لمثل هذا التوجه، ويأتي موقف جيش الاحتلال لعدد من الاعتبارات أهمها أن عملية عسكرية في شمال الضفة لن تؤدي لإنهاء المقاومة بل ربما تزيد من الشرائح الفلسطينية التي ستدخل في مضمار المقاومة في الضفة نتيجة الضغط الذي سيمارس عليها في هذه العملية”.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه في حال إنهاء المجموعات المسلحة في شمال الضفة فإن جزءا من المقاومين سيتخذون طريقة عمل سرية جديدة تمكنهم من تنفيذ ضربات تؤثر على الأمن القومي في دولة الاحتلال، ومن ناحية ثالثة متعلقة بالعمليات الفردية، فإن جيش الاحتلال يدرك أنه في حال ذهب لعملية موسعة سيزيد من حافز الفلسطينيين لتنفيذ عمليات فردية، وهذا يعني أن هذه العملية ستكون فاشلة وسيحكم عليها بالفشل بعد وقوع أول عملية فردية.

وزاد: الجيش الإسرائيلي يتوقع أن العمليات الفردية لن تتوقف وبالتالي فإن الاستمرار بالطريقة الحالية التي يطلق عليها جيش الاحتلال مصطلح عمليات جراحية ربما هي الأفضل بالنسبة له في ظل أنه يخشى الضربات التي ستوجه للجيش والتي يمكن أن تهز من صورته بأنه لم يستطع التعامل مع مجموعات تتكون من عشرات المقاتلين الذين لا يمتلكون سوى الأسلحة الرشاشة وبعض العبوات التي يصنعونها محليا.

وبيّن أنّ الإعلام العبري تناول ما جرى اليوم في هذه الحادثة، فجزء منه يلوم جيش الاحتلال والمستوى العسكري الذي لم يكن على قادرا على التعامل مع التطورات التي حدثت في الميدان، كما برزت حالة من الصدمة في إعلام الاحتلال خاصة أن المستوى الأمني تحديدا لم يستطع أن يقوم بعمل مسبق خلال الفترة الماضي ينهي المقاومة، الأمر الذي دفع الجيش ثمنه اليوم.

تدمير أحلام قادة الاحتلال

من جهته، قال الكاتب والمهتم بالشأن الصهيوني ناصر ناصر: إن هذه العملية تدمر أحلام سموتريتش وبن غفير في عملية عسكرية أوسع من كاسر الأمواج أو عملية كالسور الواقي 2002 والتي ما تزال تداعب خيال المستوطنين لكنها أيضا تقض مضاجع نتنياهو وغالنت وهيرتسي هليفي الذين يرفضونها حتى اللحظة لأسباب مهنية، أي أن إثمها أكبر من نفعها على أمن وسياسة إسرائيل بالمفهوم الأوسع الذي لا تدركه العقول الصغيرة لسموتريتش وبن غفير.

وقال في مقال له نشر مساء اليوم حول ملحمة جنين: “هذا هو الشعب الفلسطيني وهذه هي الضفة الغربية إن همهمت أو زمجرت في وجه الاحتلال، أما من يعتقد أن في التعاون والتنسيق مع اليمام وأغوز والفهود الخلاص للشعب الفلسطيني فها هو دليل آخر على ضعف وتآكل هذا الاعتقاد”.

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، أن التصدي البطولي الذي خاضته المقاومة في جنين ومخيمها أمام العدوان الصهيوني اليوم هو جواب واضح على تهديدات العدو المتواصلة للضفة، وعلى الاحتلال أن يحسب ألف حساب لأي حماقة يفكر بارتكابها.

وعبّر العاروري عن فخره واعتزازه بوحدة المقاومين من كل الفصائل في ميدان المعركة مع العدو اليوم، مشدداً على أنّ تضحيات أبناء شعبنا من شهداء وجرحى لن تذهب هدراً

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات