الإثنين 29/أبريل/2024

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج .. القصة الكاملة

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج .. القصة الكاملة

إسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام
بأهداف كبيرة وسامية، انطلق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، قبل 6 سنوات ليتحول سريعًا إلى مكونٍ أساسيٍّ في تمثيل 7 ملايين فلسطينيي في الشتات، ويدق جدار الخزان حول قضية أراد البعض تهميشها واختزالها.

فما السياق الذي تشكل فيه المؤتمر؟ ولماذا؟ وإلى أي مدى استطاع أن يحقق نجاحات؟ وهل هدف إلى إن يكون بديلاً عن أي جهة أخرى، وما تطلعاته المستقبلية؟ هذه جملة من التساؤلات المهمة التي طرحها “المركز الفلسطيني للإعلام” في هذا التقرير.

أولى الفعاليات

في فبراير/شباط 2017، بدأت أولى فعاليات “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج” باجتماع في إسطنبول التركية بمشاركة نحو آلاف الفلسطينيين الذين توافدوا من نحو 50 دولة، بالإضافة إلى الجالية الفلسطينية في تركيا.

ورفع المؤتمر -الذي يعد الأول من نوعه- هدف توحيد جهود فلسطينيي الشتات، وإطلاق حـراك شعبي ووطني فلسطيني، وتأكيد حقهم في المشاركة السياسية.

ويوضح هشام أبو محفوظ، نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، أنه تأسس في شباط لعام 2017، بحضور أكثر من 6 آلاف فلسطيني، نتيجة لجهود عشرات المؤسسات والشخصيات الوطنية المستقلة.

اقرأ أيضًا: أبو محفوظ: المؤتمر الشعبي تبنى الدعوة لتشكيل جبهة وطنية موحدة

سياق وأهداف

وأشار أبو محفوظ في حديثه الخاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المؤتمر تأسس بهدف استعادة دور فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني والشراكة السياسية ورفض التهميش من سلطة أوسلو للفلسطينيين في الخارج.

هشام أبو محفوظ: المؤتمر تأسس في شباط 2017، بحضور أكثر من 6 آلاف فلسطيني؛ نتيجة لجهود عشرات المؤسسات والشخصيات الوطنية المستقلة.

ورأى أن المؤتمر استطاع خلال السنوات السابقة، إيجاد حالة تمثيلية شعبية لفلسطينيي الخارج، نقلتهم من جديد إلى ساحة الفعل الوطني والحراك النضالي بما يساهم في استكمال طوق الفعل المقاوم للمشروع الصهيوني ما بين الداخل المحتل والخارج وفقا لظروف كل طرف.

ملء حالة فراغ

وجاء تأسيس المؤتمر ليلامس حاجة أكثر من 7 ملايين فلسطيني (أكثر من نصف تعداد الشعب الفلسطيني) يعيشون في الشتات المخيمات وأوروبا ومختلف أرجاء العالم، وهم ثقل حقيقي ورافد للقضية الفلسطينية، وفق زياد العالول، المتحدث باسم المؤتمر.

وبيّن العالول في حديثه الخاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المؤتمر جاء ليملأ حالة فراغ بعد اتفاق أوسلو، حيث شهدت الساحة الخارجية اختزال العمل الفلسطيني الذي كان متمثلا في منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت منتشرة في العالم، عندما تم اختزال هذا الدور والذهاب للضفة وغزة، واقتصر العمل على دور السلطة في الداخل وشهد الخارج فراغا كبيرا.

وشهدت هذه الفترات زيادة في وتيرة الهجرة من الفلسطينيين من بعض المناطق العربية، على وقع الحروب والأزمات في الدول العربية ما أي لتشكل جاليات وتجمعات فلسطينية كبيرة في أوروبا.

ويوضح العالول أن معظم هذه الجاليات حاولت العمل في الأقطار المختلفة، ولكن لم يكن هناك عنوان شامل لهذا الحراك وهو ما أدى لتأسيس جسم يعبر عنهم، وهو المؤتمر الشعبي.

وبيّن أن المؤتمر يعد مظلة تنسيقية لفلسطيني الخارج ووجوده مهم؛ لأننا نتحدث عن عشرات أو مئات المؤسسات العاملة لفلسطين في العالم.

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

وأكد أن هدف هذه المظلة توحيد الجهود للفلسطينيين في الخارج، وتنظيم أمورهم، ودع وإسناد الداخل، وتعزيز الهوية الفلسطينية، والانتماء، والاشتباك مع المشروع الصهيوني خارج فلسطين سواء في الغرب أو الدول العربية التي تشهد تطبيعا.

تبديد التخوفات

وفي ظل هذه الانطلاقة القوية المرتبطة بقوة وحضور الشعب الفلسطيني في الخارج وانتشاره، جاءت ردات الفعل في حينه من القائمين على منظمة التحرير الفلسطينية بدعوى التخوف أن يكون المؤتمر بديلًا للمنظمة أو السلطة.

ويؤكد العالول، أن هذه التخوفات -التي لا يزال بعضها قائمًا- غير صحيح، مبينًا أن الهدف أن يكون دور لفلسطينيي الخرج مكمل لدور شعبنا في الداخل، والعمل على توحيد جهود شعبنا ومكوناته.

اقرأ أيضًا: ملتقى الحوار الوطني يتبنى رؤية استراتيجية للحفاظ على الثوابت الفلسطينية

نمو وتوسع

وبمرو الوقت استطاع المؤتمر الشعبي أن ينمو رويدا رويدا وأن يكون له أمانة عامة، ولجنة تنفيذية يعبر عنها بالأمانة للعامة للمؤتمر وتضم 45 شخصا من النخب والقيادات الفلسطينية في العالم، وأن يكون هناك هيئة عامة أو جسم شوري يضم حوالي 450 شخصا منتشرين في شتى بقاع العالم؛ وفق العالول.

المؤتمر يهدف إلى توحيد جهود الفلسطينيين في الخارج، وتنظيم أمورهم، ودع وإسناد الداخل، وتعزيز الهوية الفلسطينية، والانتماء، والاشتباك مع المشروع الصهيوني خارج فلسطين

ويشير أبو محفوظ إلى أن المؤتمر يعمل على توسيع دائرة امتداده عبر زيادة عدد المنسقيات، والتي بلغ حتى الآن أكثر من 20 منسقية فاعلة في 20 دولة حول العالم، بما يساهم في زيادة التعريف بالمؤتمر ووصله لشرائح المجتمع الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وبما يعزز من نشر ثقافة المؤتمر وأهدافه.

وأوضح أن المؤتمر الشعبي يضم شرائح مختلفة سياسية وشعبية من أبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج، ويسعى إلى تطوير أدوات عمله السياسي والشعبي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي بتوحيد طاقات هذه الشرائح، بما يحقق خدمة القضية الفلسطينية، ومواجهة التحديات التي تواجه المؤتمر سواء المواقف الدولية الداعمة للاحتلال أو اتفاقيات التطبيع أو التهميش السياسي من قبل سلطة أوسلو.

واستطاع المؤتمر – وفق أبو محفوظ – خلال السنوات السابقة، في إيجاد حالة تمثيلية شعبية لفلسطينيي الخارج، نقلتهم من جديد إلى ساحة الفعل الوطني والحراك النضالي بما يساهم في استكمال طوق الفعل المقاوم للمشروع الصهيوني ما بين الداخل المحتل والخارج وفقا لظروف كل طرف، وبما يملكه من إمكانيات وقدرات تخوله للعب دور أكبر في إسناد الداخل المحتل ومجابهة المشروع في الخارج.

اختراق سياسي وشعبي

ويؤكد العالول أن المؤتمر استطاع خلال 6 سنوات أن يثبت نفسه على أرض الواقع وأن يشكل اختراقا على المستوى السياسي والشعبي.

وأوضح أنه على المستوى الشعبي تواصل مع المئات من المؤسسات الفلسطينية وبات جسما تنسيقيا لهذه المؤسسات، مبينًا أن المؤسسات التي تجاوبت هي التي تتمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية، في الوقت الذي تجنبت فيه المؤسسات والشخصيات التي تعد أن أوسلو والمفاوضات طريق الحل التعامل مع المؤتمر، بل تعاملت بسلبية.

وعلى المستوى السياسي أصبح المؤتمر عنوانًا لفلسطينيي الخارج، وبات يقيم شبكة على مستوى العلاقات ليس بصفته ممثلا للشعب الفلسطيني أو فلسطينيي الخارج، ولكن يمثل مكونًا مهما من هؤلاء، وهناك علاقات مع العديد من الدول، منها: تركيا والأردن ولبنان والجزائر والمغرب وتونس وبعض دول الخليج وأوروبا.

وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي له علاقات مع معظم الفصائل الفلسطينية في الخارج وأصبحت هذه الفصائل تتفهم المؤتمر والحاجة له؛ لأنه يقوم بدور شعبي وهذا الدور مفقود لأغلبية الفصائل.

وأشار إلى دور المؤتمر في إدارة التنسيق ونصرة قضايا فلسطين كما يحدث خلال التصعيد والعدوان على غزة أو القدس أو الضفة بما في ذلك تنظيم التظاهرات.

كما أشار إلى آخر نشاط للمؤتمر وهو ملتقى الحوار الوطني الذي وصفه بأنه ملتقى مهم (عقد في لبنان) وأخذ قرار أن يكون سنويا؛ لأنه يعبر عن شريحة أكبر من المؤسسات المنضوية تحت المؤتمر.

وقال: إن ملتقى الحوار ضم الكثير من المؤسسات والفصائل وبعض الرموز الوطنية من الأرض المحتلة وخرج بخلاصة تعبر عن تمسك شعبنا بالثوابت والحقوق عبرنا عنها بوثيقة استراتيجية فلسطينية لتكون لغة للتفاهم والعمل المشترك.

التحديات

وواجه المؤتمر العديد من التحديات، ولكنها لم توقفه أو تحد من حراكه، ولكن ربما هي تبطئ بعض الأنشطة والفعاليات.

ويوضح العالول أن من هذه التحديات عدم وجود حاضنة أو مظلة له في دولة معينة، بل المؤتمر وعمله منتشر في الغرب أكثر من الدول العربية، كما أن تباعد المسافات والجغرافيا المختلفة للجاليات الفلسطينية في العالم يمثل تحديًا أيضًا، حيث توجد جاليات موجودة في بيئات متنوعة الخلفيات الثقافية واللغة.

من فعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

ويعمل المؤتمر – وفق العالول- على العديد من المشاريع المستقبلية، منها الوصول لشعبنا في سوريا في كل مناطقها، والتواصل مع شعبنا في المخيمات من أجل دعمهم وإسنادهم، وأيضا التلاحم والتواصل مع شعبنا في كل مكان.

اقرأ أيضًا: هل المؤتمر الشعبي الفلسطيني بديل عن منظمة التحرير؟

وأشار إلى ترتيبات واستعدادات لعقد مؤتمر جماهيري ضخم في لبنان وتركيا، إلى جانب العمل على مبادرة كبيرة لكسر الحصار عن غزة.

في مواجهة التذويب

ويؤكد إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة فيميد للإعلام (فلسطينية مقرها تركيا)، أهمية المؤتمر الشعبي كإحدى المؤسسات الوطنية الفلسطينية التي تعمل للنهوض بفلسطينيي الخارج، في سياق الحالة الخاصة بالعمل الوطني الفلسطيني خارج فلسطين نتيجة التهجير والاستهداف ومحاولة تذويب المجتمع الفلسطيني بعيدا عن فلسطين.

ورأى المدهون في حديثه الخاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المؤتمر نجح في الحافظ على الهوية الفلسطينية وتوحيد جهوده وطاقاته بعيدا عن ضعف منظمة التحرير واستطاع أن يعيد إحياء الثوابت الفلسطينية.


المؤتمر لم يهدف للتمثيل السياسي إنما للتمثيل الشعبي والارتقاء بالحالة الشعبية في الخارج، ونجح في تحقيق أهدافه، ومثّل الحالة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت

إبراهيم المدهون

ويشير إلى أن المؤتمر لم يهدف للتمثيل السياسي إنما للتمثيل الشعبي والارتقاء بالحالة الشعبية في الخارج، ونجح في تحقيق أهدافه، ومثّل الحالة الوطنية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت.

وأهمية المؤتمر تكمن – وفق المدهون- أنه جاء لرفع سقف تطلعات شعبنا والأخذ بالعزيمة لمواجهة أي استهداف لشعبنا في الخارج؛ خاصة قضية التذويب.

وقال: كان هناك مساعي ومحاولات صهيونية وغربية أن ينسى الفلسطيني في الخارج أرضه، وأن يتعب الفلسطيني في الداخل من العدوان؛ ولكن الفلسطيني في الخارج بقي متمسكا بهويته وحقوقه ويحلم بالعودة والفلسطيني في الداخل بقي صامدًا وثابتًا ومقاومًا.

وأشار إلى أن المؤتمر يتحرك في عدة ساحات متواجد فيها شعبنا كلبنان لبنان وسوريا والأردن وأوروبا وتركيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية وغيرها من بقاع العالم، مشددا على أن ذلك يراكم قوة معنوية وجماهيرية يمكن أن تحقق الكثير من الأهداف في المرحلة.

وميزة المؤتمر – حسب المدهون- أنه ليس بديلا عن أحد، إنما جاء ليملأ فراغ احتاجته الحالة الفلسطينية في الخارج وإيجاد عنوان شعبي يمكن الالتفاف حوله، والاستفادة من النخب والطاقات المنتشرة بالعالم، وهو بالفعل حقق الكثير من هذه الأهداف وبات أحد العناوين المهمة.

من فعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

وأشار إلى أن المؤتمر لا ينتمي لفصيل معين، إنما يعبر عن الحالة الشعبية الجماهيرية، وهو بعيد عن هيمنة أي فصيل بعكس منظمة التحرير التي يهيمن عليها شخص واحد وليس فقط فصيل ويعطل حالتها.

ويرى المدهون أن المؤتمر بحاجة لتطوير أدواته ووسائله والانتقال لمرحلة التوسع والانفتاح والقفز عن أي تخوفات.

ويشير إلى أهمية طمأنة الفصائل والمنظمة أنه يكمل عملهم وأنه لا يزاحم الأدوار، وأن القوى يمكن أن تستفيد في حال حقق المؤتمر أهدافه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات