الإثنين 29/أبريل/2024

ليلة طويلة في نابلس.. ارتقى فيها المشتبك خليل أنيس

ليلة طويلة في نابلس.. ارتقى فيها المشتبك خليل أنيس

نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام

عدوان غاشم تعرضت له مدينة نابلس، ليلة أمس؛ عشرات الآليات العسكرية تتجه إلى منزل الأسير أسامة الطويل لتفجيره، ومعها بدأت بإطلاق القنابل الغازية والرصاص صوب الأهالي.

ويتهم الاحتلال الأسير الطويل بتنفيذ عملية إطلاق النار صوب حاجز “شافي شمرون” القريب من بلدة دير شرف، يوم 11 تشرين أول/ أكتوبر 2022، التي أدت إلى قتل الجندي في جيش الاحتلال عيدو باروخ.

ولأجل ذلك تأتي الدبابات إلى المدينة ليلا لتسرق آخر حجارة البيت، في عمل اعتاده كل فلسطيني، بأن يصب الجنود جام غضبهم على الجدران ظنا منهم أنهم بذلك سيقضون على كل جذور البطل.

 كل الشوارع اشتعلت، كانت الساحة أشبه بحالة حرب، وانتشرت في محيط مخيم العين الآليات، وفي محيط حي البساتين، بين كل الأزقة وقفت تترصد رجال نابلس، والقنابل تضيء السماء التي كان عليها أن تكون هادئة لتحرس النيام.

ارتقى بين كل ذلك الشاب خليل يحيى الأنيس (20 عاما) مقبل آخر على ميدان المعركة، كان يحمل بندقية بدائية الصنع، ليرسل مع آخرين رسالة تمنع المرور إلى المدينة إلا على أجساد أصحابها.

لف جثمان خليل بالعلم الفلسطيني، وسط رغاريد النسوة، والتكبيرات والتهليل.

والدته بدموع الصابرة المحتسبة، تقول: الحمد لله رب العالمين، طلب الشهادة ونالها، لم يكن لديه أي طموح إلا الشهادة.

تضيف أن حياته كلها كانت لطلب الشهادة، قبل أسبوع أخبرني أنه سيستشهد، وختمت حديثها بحمد الله.

كما حمل الشباب صديقهم خليل على أكتافهم ورددوا: “يا حبيبي، يا أسد الكتيبة، وهم يسيرون به إلى بيته ليزف لأمه ومن أجل الوداع الأخير” ثم يعود كل منهم إلى عمله، وحياته، قبل أن يأتي الليل لتبدأ المدينة معركتها الجديدة”.

    وبالعودة إلى تفجير منزل الأسير أسامة الطويل، فقد توجهت الآليات للمنزل الذي اعتقل جل رجاله، لم يكن هناك سوى نساء عائلة الطويل، اللواتي كن يتوقعن أن تأتي جرافات الاحتلال بمعاولها المهزومة لتهدم البيت في أية لحظة، هكذا قالت أمه وهي تصدر شجاعاتها للشباب الواقفين على أرصفة الميدان يرشقون الدبابات بالحجارة.

    فجر الاحتلال البيت، وسقطت الكثير من الإصابات، وتضررت بيوت الجيران التي احتضنت عائلة الطويل، وسقطت جدرانهم واختنق الأطفال جراء القنابل التي أطلقت في سماء المدينة، قبل أن تخرج الآليات مع أذان الفجر تاركة وراءها ركام العنجهية والفوضى والإرهاب (الإسرائيلي) بين أزقة البيوت الآمنة المسلمة والشعب الأعزل.

    الاقتحام لم يكن في نابلس فقط، بل كان هناك في عقبة جبر ويعبد، باتجاه جنين كان هناك اقتحامات أيضا، والاحتلال ينتظر موافقة لزيادة الاقتحامات في شمال الضفة، والاشتباكات تزداد ونابلس تشتعل، وإلى جانبها جنين، وعقبة جبر تدخل على خط النار بين حين وآخر، والبسطاء لا يعرفون سوى أن هذه أرضهم وهؤلاء أبناؤهم ولن يخرجوا إلا على شلال دماء.

    وقالت والدة الأسير أسامة الطويل، إنّ الاحتلال الصهيوني لم يستطع هزيمة الشعب الفلسطيني، لذلك يلجأ إلى سياسة هدم البيوت.

    وشددت والدة الأسير الطويل، عقب تفجير الاحتلال منزلها في نابلس، أن نجلها الأسير المقاوم أسامة هو الذي انتصر على الاحتلال، “الذي لم يقدر على هزيمته ولا هزيمة أهله ولا هزيمة الشعب الفلسطيني بشكل عام”.

    ودعت نجلها الأسير أسامة إلى توزيع الحلويات؛ لأنه هو الذي انتصر على العدو، وليس العكس.

    واعتقلت قوات الاحتلال المطاردين أسامة الطويل (22 عاما) وكمال جوري (22 عاما) في 13 يناير من العام الجاري، بعد محاصرة شقة سكنية تواجدا فيها بمدينة نابلس.

    وفي فبراير الماضي، داهمت قوات الاحتلال منزل الأسيرين الطويل وجوري، وأخذت الفرق الهندسية التابعة للاحتلال قياسات المنزلين وأحدثت ثقوباً وعلامات باللغة العبرية على الجدران.

    وينتهج الاحتلال الإسرائيلي هدم منازل منفذي عمليات المقاومة الفلسطينية، ضمن سياسة “العقاب الجماعي”، في محاولات فاشلة في ردع حالة المقاومة المتنامية في الضفة الغربية المحتلة.

    الرابط المختصر:

    تم النسخ

    مختارات