الإثنين 29/أبريل/2024

“أوقفوا تهجير نورة”.. من يسمع الصوت ويحمي عائلة صبّ اللبن المقدسية؟

“أوقفوا تهجير نورة”.. من يسمع الصوت ويحمي عائلة صبّ اللبن المقدسية؟

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
في بيت يطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، عاشت المواطنة المقدسية نورا صب اللبن وزوجها الليلة الماضية وصباح اليوم، مشاعر لم تمر عليهما، مع دخول قرار الاحتلال الإسرائيلي بتهجيرهم قسرياً عن منزلهم الذي عاشوا فيه أكثر من 50 عاماً حيز التنفيذ، في محاولة منهم للسيطرة عليه لصالح الجماعات الاستيطانية.

البيت العتيق، الذي يقع في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، تعيش فيه الحاجة نورة (68عاماً) وزوجها مصطفى (70 عاماً) بعدما أبعد الاحتلال عنهما أبناءهم بقرارات قضائية عنصرية، محاولاً الاستفراد بهما والنيل من وجودهما قرب المسجد الأقصى، بعدما صمدوا لسنوات طويلة وخاضوا معارك قضائية للحفاظ على بيتهم التاريخي.

وتسلمت العائلة في مايو/أيار الماضي قراراً نهائياً بإخلاء منزلهم الذي استأجرته من الحكومة الأردنية قبل احتلال القدس عام 1953، بينما تدعي جمعية إلعاد الاستيطانية أن المنزل يملكه يهود قبل عام 1948م.

واستولى المستوطنون، قبل سنوات، على الجزء العلوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

وبكل ألم، تصف الحاجة الستينية وضعها المعيشي في ظل محاصرة الاحتلال لها، بأنها كـ”السجين الذي ينتظر الإعدام”، موضحة قرار الاحتلال بإخراجها من بيتها يمثّل لها حكما بالإعدام”.

مقاومة لبؤرة استيطانية كبيرة

ابن العائلة، الباحث في شؤون الاستيطان والقدس المحتلة، أحمد صبّ اللبن، أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن منزل عائلته يعدّ منزلاً قاوم الاستيطان لسنوات، وهو واقع وسط بؤرة استيطانية زرعها الاحتلال في قلب حي عقبة الخالدية المطل على المسجد الأقصى المبارك.

وقال صبّ اللبن: “الاحتلال يستهدف القدس المحتلة بشكل عام، ومنازل المقدسيين المقاومة لبؤره الاستيطانية في أحيائها بشكل كبير”، لافتاً إلى أن المقدسيين يواجهون أكثر من 200 إخطار بالإخلاء القسري يقودها الاحتلال وقادة الجماعات الاستيطانية.

وحذّر الشاب المقدسي من داخل بيتهم المهدد بالإخلاء، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تغيير الوضع الديموغرافي في قلب الأحياء المقدسية الفلسطينية والبلدة القديمة ومحطيها التاريخي والأثري، مؤكداً أن من يقود هذا الحراك هي الجماعات الاستيطانية التهويدية وبدعم من حكومة الاحتلال.

ولفت إلى أن أهالي حي عقبة الخالدية، يواجهون خطر التهجير القسري بشكل متتابع، قائلاً: “يوجد 7 عائلات مهددة بالتهجير في أي لحظة والاحتلال مستمر في سياسته العنصرية”.

يشار إلى أن مساحة البلدة القديمة في القدس المحتلة، تقدّر بـ 900 دونم، يقطن في أحيائها العتيقة نحو 40 ألف مقدسي، بالإضافة لنحو 2000 مستوطن يعيشون في 77 عقارا نجحوا في الاستيلاء عليها وطرد المقدسيين منها.

ويضاف إليهم نحو 4500 مستوطن يعيشون في “حارة اليهود” التي توسعت بعد عام 1967 على حساب حارتي المغاربة والشرف.

ورغم سياسات التهجير الطوعية والقسرية الممنهجة، والتضييقات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد سكان وتجار البلدة القديمة إلا أن كفة الميزان الديمغرافي ما زالت ترجح لصالح الفلسطينيين المتجذرين في محيط المسجد الأقصى المبارك.

“أوقفوا تهجير نورة”

وتزامناً مع قرارات الاحتلال العنصرية، أطلق نشطاء عرب وأجانب، حملة لإنقاذ عائلة صب اللبن من التهجير القسري، مطلقين عليها اسم “أوقفوا تهجير نورة”، في إشارة إلى صاحبة البيت نورا زوجها مصطفى.

ووثقت صفحة الحملة تسلسل اعتداء المستوطنين على منزل عائل صب اللبن في البلدة القديمة.

من جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز: إن المئات من الفلسطينيين في القدس المحتلة معرضون لخطر الإخلاء القسري.

وفي تغريدة لها على صفحتها الرسمية في “تويتر”، قالت المنسقة الأممية، “اليوم الأحد قد يتم إخلاء مسنين من عائلة صب لبن من بيتهما الذي عاشا فيه منذ عام 1954 في البلدة القديمة من مدينة القدس”.

وأضافت: “المئات من الفلسطينيين معرضون لخطر الإخلاء القسري في شرقي القدس. هذه الممارسة المدمرة – التي تتعارض مع القانون الدولي – يجب أن تنتهي”.

وحددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد الحادي عشر من حزيران، موعدا نهائيا لإخلاء عائلة صب لبن من بيتها لصالح المستوطنين.

ويوم الخميس الماضي، قال مكتب الاتحاد الأوروبي في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية في “تويتر” إن “نحو 150 عائلة فلسطينية في شرقي القدس مهددة بخطر الإخلاء والتهجير القسري” من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على “معارضته لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، بما في ذلك عمليات الإخلاء” القسري.

ويقع بيت عائلة صب لبن في مبنى بعقبة الخالدية في البلدة القديمة، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، ويقطنه المواطن السبعيني مصطفى صب لبن وزوجته نورا، وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل سنوات عدة على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

يذكر أنه تم رفع قضية ضد عائلة صب لبن في محاولة لإخلائها قسريا من بيتها عام 1978، ودخلت العائلة في دوامة المحاكم والقضايا مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وخاضت سبع معارك قضائية ومنها عام 2000 حيث كسبت العائلة القضية وبقيت في البيت.

وفي عام 2010، حوّلت سلطات الاحتلال العقار لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، التي بدأت برفع القضايا ضد العائلة في محاولة لترحيلهم قسريا. وفي عام 2016، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يقضي بمنع تواجد الأبناء والأحفاد في البيت بهدف منعهم من المطالبة بحق الحماية كجيل ثالث، مع بقاء الزوجين فيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات