عائلة صب لبن .. صمود مقدسي ممتد لعقود في وجه التهجير
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
ساعات قليلة، وتنتهي المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الصهيوني لإخلاء عائلة “صب لبن” من منزلها في عقبة الخالدية على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، لتواجه خطر التهجير القسري.
معاناة العائلة مع محاولات الطرد والتهجير، بدأت منذ الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967، ولكنها صمدت في وجه محاولات الاقتلاع رغم استجلاب مستوطنين وسيطرتهم قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقيت العائلة تقطن في الطابق الأوسط الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.
ساعات حاسمة
وحددت سلطات الاحتلال الساعة الثامنة صباح الأحد (11 مايو) موعدًا نهائيا لإخلاء عائلة الزوجين نورا ومصطفى صب لبن من منزلها، رغم الاعتراض الأوروبي والشعبي الواسع لهذه الجريمة.
ورغم التخوفات، لم تقطع نورا (68 عاما) الأمل أن يُثمر الضغط الشعبي والدولي عن نتائج إيجابية تُؤدي لوقف تهجيرها وزوجها من المنزل الذي أمضت عقودًا وهي تخوض معارك قضائية في المحاكم الإسرائيلية للبقاء فيه.
وتؤكد نورا صب لبن أنها لن تخلي منزلها بإرادتها مهما كان الثمن، مشددة على أن زيادة الضغط الدولي والمحلي، وتكثيف التضامن مع العائلة، يزيد من معنوياتنا وصمودنا وثباتنا في مواجهة قرارات التهجير والإخلاء.
وتقول: إن “الله معنا، ولن يتركنا وحدنا، وسنبقى في بيتنا ولن نتخلى عنه، منذ سنوات طويلة وأنا أرابط وأدافع عنه بصمودي وثباتي”.
وتظاهر نشطاء أمام منزل “صب لبن”، وأعلنوا أنهم سيعودون إليه، صباح الأحد للتصدي لأي محاولة من الاحتلال لإخلاء العائلة.
واعتدت قوات الاحتلال على المواطنين والمتضامنين الإسرائيليين والأجانب المشاركين في الوقفة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح ورضوض، كما اعتقلت ثلاثة منهم.
فصول المعاناة
وتروي المقدسية نورا صبن لبن لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” جانبا من فصول معاناة عائلتها المستمرة منذ عقود، مشيرة إلى مطامع الاحتلال في منزلها الذي يبعد مسافة قليلة عن المسجد الأقصى.
وأشارت إلى أنها ولدت في المنزل هي وأشقائها وشقيقاتها، وبقيت فيه بعد زواجها من مصطفى غيث (71 عاماً)، وأنجبت فيه 5 أبناء.
والمنزل مستأجر من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1953 ويخضع للإجارة المحمية، لكن بعد احتلال مدينة القدس، وضعه الاحتلال تحت إدارة ما يسمى حارس أملاك الغائبين، لتبدأ معاناة العائلة منذ أكثر من 5 عقود.
وتشير إلى أن حارس أملاك الغائبين لدى الاحتلال طالبها عام 1975 بدفع مبالغ كبيرة بدل إيجار، وفي عام 1978 رفع قضية ضد العائلة في محاولة لإخلائها، ولا تزال القضية في المحاكم حتى اليوم، إلا أن عام 2010 شهد تحولا جذريا ومعقدا حين تم تحويل العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية.
وتؤكد أنها توجهت عام 1985 للمحاكم الإسرائيلية عقب منعها من بلدية الاحتلال من ترميم منزلها بعد تشققات كثيرة طالته، وحينها طردتها بلدية الاحتلال هي وأسرتها بالقوة حتى منتصف عام 1999، لحين صدور أمر من المحكمة الإسرائيلية العليا يقرّ بعودتهم الى المنزل.
وحين عادت للمنزل، وجدت أول عائلة من المستوطنين بجوار منزلها وهو المنزل العربي الوحيد في الوقت الحاضر، حيث يحيط المستوطنون به من كل الجهات، وسرعان ما استولت بلدية الاحتلال على دكان تجاري للعائلة أسفل المنزل.
وشهد عام 2010 تحولا جذريا ومعقدا حين حولت سلطات الاحتلال العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية، بعدما ادعت جمعية استيطانية أن المنزل وقف يهودي، وعليه قررت محاكم الاحتلال إنهاء الإجارة المحمية للعائلة وإخلائها من المنزل.
وفي عام 2016 وفي سابقة قضائية، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بمنع وجود أبناء نورا وأحفادها فيه بهدف منعهم من المطالب بحق الحماية كجيل ثالث، مع بقاء الزوجين فيه لمدة 10 سنوات، تنتهي عام 2026.
وبموجب القرار، منع قوات الاحتلال أبناء نورا: رأفت وأحمد وزوجته وأولاده، وشقيقتهما من العيش داخل المنزل، ما أدى إلى تشتت العائلة.
وأصدرت المحكمة العليا للاحتلال عام 2019 أمراً قضائياً جديداً، بإخلاء المواطنة صب لبن حتى منتصف مارس، وصادقته محكمة الاحتلال المركزية نهاية عام 2022، في حين استأنفت العائلة القرار، قبل أن تصدق المحكمة العليا للاحتلال على قرار الإخلاء في منتصف مايو/أيار الماضي، وحددت 11 يونيو/حزيران الجاري موعداً لتنفيذه.
تضامن دولي
وتحظى عائلة “صب لبن” بتعاطف وتضامن دولي ومحلي، إذ زار العشرات من الدبلوماسيين الأجانب والأوروبيين العائلة في منزلها الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك.
وسبق أن زار وفد من قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبعثات دبلوماسية أخرى لدى فلسطين بيت العائلة للتضامن معها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...
المجلس اليهودي الأسترالي: مظاهرات الطلاب ضد الإبادة بغزة ليست معاداة للسامية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المجلس اليهودي الأسترالي رفضه بشدة اعتبار مخيمات التضامن التي أقيمت في الجامعات لدعم الفلسطينيين في غزة...
إصابتان واعتقال طفل بمواجهات شرقي قلقيلية
قلقيلية – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مواطنان، اليوم الاثنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عزون شرق قلقيلية. وأفاد الهلال الأحمر بأن...