الإثنين 29/أبريل/2024

عائلة صب لبن .. صمود مقدسي ممتد لعقود في وجه التهجير

عائلة صب لبن .. صمود مقدسي ممتد لعقود في وجه التهجير

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
ساعات قليلة، وتنتهي المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال الصهيوني لإخلاء عائلة “صب لبن” من منزلها في عقبة الخالدية على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، لتواجه خطر التهجير القسري.

معاناة العائلة مع محاولات الطرد والتهجير، بدأت منذ الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967، ولكنها صمدت في وجه محاولات الاقتلاع رغم استجلاب مستوطنين وسيطرتهم قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقيت العائلة تقطن في الطابق الأوسط الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة.

ساعات حاسمة

وحددت سلطات الاحتلال الساعة الثامنة صباح الأحد (11 مايو) موعدًا نهائيا لإخلاء عائلة الزوجين نورا ومصطفى صب لبن من منزلها، رغم الاعتراض الأوروبي والشعبي الواسع لهذه الجريمة.

ورغم التخوفات، لم تقطع نورا (68 عاما) الأمل أن يُثمر الضغط الشعبي والدولي عن نتائج إيجابية تُؤدي لوقف تهجيرها وزوجها من المنزل الذي أمضت عقودًا وهي تخوض معارك قضائية في المحاكم الإسرائيلية للبقاء فيه.

وتؤكد نورا صب لبن أنها لن تخلي منزلها بإرادتها مهما كان الثمن، مشددة على أن زيادة الضغط الدولي والمحلي، وتكثيف التضامن مع العائلة، يزيد من معنوياتنا وصمودنا وثباتنا في مواجهة قرارات التهجير والإخلاء.

وتقول: إن “الله معنا، ولن يتركنا وحدنا، وسنبقى في بيتنا ولن نتخلى عنه، منذ سنوات طويلة وأنا أرابط وأدافع عنه بصمودي وثباتي”.

وتظاهر نشطاء أمام منزل “صب لبن”، وأعلنوا أنهم سيعودون إليه، صباح الأحد للتصدي لأي محاولة من الاحتلال لإخلاء العائلة.

واعتدت قوات الاحتلال على المواطنين والمتضامنين الإسرائيليين والأجانب المشاركين في الوقفة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح ورضوض، كما اعتقلت ثلاثة منهم.

فصول المعاناة

وتروي المقدسية نورا صبن لبن لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” جانبا من فصول معاناة عائلتها المستمرة منذ عقود، مشيرة إلى مطامع الاحتلال في منزلها الذي يبعد مسافة قليلة عن المسجد الأقصى.

وأشارت إلى أنها ولدت في المنزل هي وأشقائها وشقيقاتها، وبقيت فيه بعد زواجها من مصطفى غيث (71 عاماً)، وأنجبت فيه 5 أبناء.

والمنزل مستأجر من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1953 ويخضع للإجارة المحمية، لكن بعد احتلال مدينة القدس، وضعه الاحتلال تحت إدارة ما يسمى حارس أملاك الغائبين، لتبدأ معاناة العائلة منذ أكثر من 5 عقود.

وتشير إلى أن حارس أملاك الغائبين لدى الاحتلال طالبها عام 1975 بدفع مبالغ كبيرة بدل إيجار، وفي عام 1978 رفع قضية ضد العائلة في محاولة لإخلائها، ولا تزال القضية في المحاكم حتى اليوم، إلا أن عام 2010 شهد تحولا جذريا ومعقدا حين تم تحويل العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية.

وتؤكد أنها توجهت عام 1985 للمحاكم الإسرائيلية عقب منعها من بلدية الاحتلال من ترميم منزلها بعد تشققات كثيرة طالته، وحينها طردتها بلدية الاحتلال هي وأسرتها بالقوة حتى منتصف عام 1999، لحين صدور أمر من المحكمة الإسرائيلية العليا يقرّ بعودتهم الى المنزل.

وحين عادت للمنزل، وجدت أول عائلة من المستوطنين بجوار منزلها وهو المنزل العربي الوحيد في الوقت الحاضر، حيث يحيط المستوطنون به من كل الجهات، وسرعان ما استولت بلدية الاحتلال على دكان تجاري للعائلة أسفل المنزل.

وشهد عام 2010 تحولا جذريا ومعقدا حين حولت سلطات الاحتلال العقار لجمعية “عطيرت كهونيم” الاستيطانية، بعدما ادعت جمعية استيطانية أن المنزل وقف يهودي، وعليه قررت محاكم الاحتلال إنهاء الإجارة المحمية للعائلة وإخلائها من المنزل.

وفي عام 2016 وفي سابقة قضائية، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بمنع وجود أبناء نورا وأحفادها فيه بهدف منعهم من المطالب بحق الحماية كجيل ثالث، مع بقاء الزوجين فيه لمدة 10 سنوات، تنتهي عام 2026.

وبموجب القرار، منع قوات الاحتلال أبناء نورا: رأفت وأحمد وزوجته وأولاده، وشقيقتهما من العيش داخل المنزل، ما أدى إلى تشتت العائلة.

وأصدرت المحكمة العليا للاحتلال عام 2019 أمراً قضائياً جديداً، بإخلاء المواطنة صب لبن حتى منتصف مارس، وصادقته محكمة الاحتلال المركزية نهاية عام 2022، في حين استأنفت العائلة القرار، قبل أن تصدق المحكمة العليا للاحتلال على قرار الإخلاء في منتصف مايو/أيار الماضي، وحددت 11 يونيو/حزيران الجاري موعداً لتنفيذه.

تضامن دولي

وتحظى عائلة “صب لبن” بتعاطف وتضامن دولي ومحلي، إذ زار العشرات من الدبلوماسيين الأجانب والأوروبيين العائلة في منزلها الذي لا يبعد سوى مئات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك.

وسبق أن زار وفد من قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبعثات دبلوماسية أخرى لدى فلسطين بيت العائلة للتضامن معها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات