الإثنين 29/أبريل/2024

نتائج انتخابات جامعة النجاح.. انحياز للمقاومة وتأكيد لاستحالة إقصاء حماس

نتائج انتخابات جامعة النجاح.. انحياز للمقاومة وتأكيد لاستحالة إقصاء حماس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام
فازت كتلة فلسطين المسلمة الممثلة للكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لحركة حماس، بغالبية مقاعد مجلس اتحاد طلبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس، رغم الملاحقة الأمنية المزدوجة من السلطة والاحتلال لعناصرها وقياداتها.

وبعد توقف للعملية الديمقراطية داخل الجامعة لفترة امتدت منذ آخر انتخابات عام 2017، فشلت سياسة الترهيب هذه المرة في منع الطلبة من المشاركة في الانتخابات، والإدلاء بأصواتهم، علاوة على التصويت لصالح الكتلة الإسلامية التي تعاملها أجهزة السلطة وإطار فتح الطلابي، وأمن الجامعة، كإطار طلابي محظور وملاحق وممنوع من العمل النقابي الطلابي بحرية.

وجرت الانتخابات أمس الثلاثاء، في ظل تنافس بين الكتل الطلابية، لا سيما بين الكتلتين الأكبر في الجامعة حركة الشبيبة الإطار الطلابي لحركة فتح، والكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس.

وفي النتيجة حصلت الكتلة الإسلامية على ما مجموعه 7264 صوتًا بما يُعادل 40 مقعدًا، والشبيبة الفتحاوية حصلت على 6986 صوتًا بما يعادل 38 مقعدًا، وقائمة أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية حصلت على 516 بما يُعادل 3 مقاعد.

وبلغت نسبة التصويت النهائية 69.83%، فيما صوت 15480 طالبًا من أصل 22169 ممن يحق لهم الاقتراع في الانتخابات الطلابية، وبلغ عدد الأوراق الصحيحة 14945، والفارغة 231، إلى جانب 304 أوراق انتخابية فارغة.

وعلاوة على ارتفاع نسبة التصويت مقارنة بآخر انتخابات بما لا يقل عن 11% من عدد من يحق لهم الاقتراع، فإن نتائج هذا العام تعد انقلاباً كبيراً على نتائج عام 2017، حيث حصلت حركة الشبيبة الفتحاوية في حينه على 41 مقعدًا، والكتلة الإسلامية على 34 مقعدًا، بينما حصلت كتل اليسار الطلابية على 6 مقاعد.

انحياز لخيار المقاومة

الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، قالت إن فوزها في انتخابات مجلس الطلبة يؤكد انحياز شعبنا الواضح، والتفافه الرصين حول خيار المقاومة المتصاعد، مؤكدة مضيها في تنفيذ برنامجها مع جميع مكونات الجامعة، من أجل المساهمة في تطويرها والارتقاء بها نحو منارة وطنية وصرح أكاديمي يخرّج الأبطال.

حركة حماس، من جانبها، ترى أن نتائج انتخابات جامعة النجاح فرصة للعمل الجاد على كل الصعد لحماية نشطاء العمل الطلابي من الاستهداف والملاحقة وتهديد مستقبلهم التعليمي، والتقدم نحو بناء الثقة من جديد فيما بين الكتل الطلابية وإدارات المؤسسات التعليمية ومجالس الطلبة.

وعدّت نجاح الانتخابات، فشلا ذريعا للاحتلال الذي لا يتوقف عن محاولاته المحمومة لتعطيل الحياة الديمقراطية والطلابية في جامعات الضفة الغربية، عبر استهداف ممثلي العمل الطلابي والنشطاء الجامعيين.

وتعتقد حماس أن فوز كتلتها الطلابية في جامعة النجاح تأكيد على التفاف الجماهير الفلسطينية والطلابية حول خيار المقاومة ومشروعها، داعيةً الطلبة في جميع الجامعات إلى مواصلة التحدي وعدم الاستسلام للواقع الصعب في ظل الاحتلال والملاحقات الأمنية.

دلالات ومؤشرات كثيرة

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، أن نتائج انتخابات جامعة النجاح تعبير حقيقي عن التفاف الشباب الفلسطيني حول المقاومة الفلسطينية وثقتهم الكبيرة بحركة حماس، ورسالة واضحة للجميع بأن أوسلو وتبعاتها قد فشلت وانتهت.

ووصف المدهون، في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، ما جرى في جامعة النجاح بـ”الزلزال” الذي ضرب الجامعة التي اتسمت بالقبضة الأمنية القوية، مبيناً أن النتيجة ضربة لتغول الأجهزة الأمنية، ومحاولاتها إقصاء الكتلة الإسلامية من الحياة الجامعية.

وبين أن الشباب الفلسطيني يعمل جدياً على الانعتاق من مسار التنسيق الأمني، واختار طريق المقاومة واستطاع كسر معادلات الاحتلال الصهيوني.

وبالنظر إلى تاريخ الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وقيادة عدد من قياداتها السابقين الشهداء والأسرى لمسارات مختلفة من العمل المقاوم وخصوصاً ابان انتفاضة الأقصى عام 2000، يرى المدهون أن نجاح الكتلة سيفتح آفاقاً واسعة أمام المقاومة في الضفة، متوقعاً أن نشهد تطورا في العمل المقاوم في الضفة المحتلة خلال الفترة المقبلة.

من جهته، بين الباحث والكاتب الفلسطيني ساري عرابي، أن فوز الكتلة الاسلامية في انتخابات جامعة النجاح الوطنية له دلالات كبيرة، أبرزها نفي إمكانية إقصاء حركة حماس، مشيراً إلى أن “الحركة متغلغلة على المستوى الشعبي والاجتماعي في أوساط الجماهير الفلسطينية والأجيال الجديدة”.

ويرى عرابي، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، في نتائج الانتخابات دليلاً على فشل كل محاولات حرمان حركة حماس من ممارسة العمل في المجال العام، “وهو ما يؤكد أن اجتثاث الحركة من الضفة الغربية أمر مستحيل”.

ويعتقد عرابي، أن هذا ينبغي أن يعطي مؤشرا لقيادة السلطة وحركة فتح من أجل اتخاذ سياسات جديدة ومختلفة من أجل إدارة المشهد في الضفة الغربية بعيدا عن الإقصاء الممنهج لحركة حماس والذي فشل على مدار سنوات.

وبين أن نتائج الانتخابات تشير أيضاً إلى أن خيار المقاومة يحظى بمصداقية عالية لدى الجماهير والتفاف كبير وواسع، في مقابل حالة سخط كبيرة على السلطة التي تمثلها حركة فتح.

رغبة في التغيير وتصويت لمن يستحق

القيادي الفلسطيني والأكاديمي في جامعة النجاح ناصر الدين الشاعر، يرى أن فوز الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح دليل على رغبة الطلبة في التغيير وإعطاء صوتها لمن يستحق.

وأشار، في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن نتائج انتخابات اتحاد طلبة النجاح، مؤشر على أنه لا يمكن لأحد أن يقصي الآخر، معبراً عن أمله في أن يتم تشكيل مجلس طلبة مشترك يفضي إلى انتخابات نسبية في عموم الوطن.

وأوضح الشاعر أن النتائج تشير إلى تأكيد الطلبة على التفافهم حول خيارات العمل الوطني ومواجهة الاحتلال نهجاً لتحرير فلسطين، لافتاً إلى أن الأطر الطلابية جميعها تمسكت بذلك وأن الطلبة يعرفون من يتمسك قولاً وفعلاً ومن يأخذه شعاراً دون فعل.

وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز خيارات العمل الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أنها الورقة الرئيسة التي كانت في يد الأطر الطلابية.

وذكر الشاعر أن الطالب قرر وانتخب من يعمل بها فرفعته ولم ترفع من يحملها دعائياً، مؤكداً أن من يلتزم بخيارات العمل الوطني الفلسطينية فسيكون ذلك رافعة لكل فلسطيني يتمسك بذلك.

ورأى أن الخاسر بنجاح العرس الديمقراطي في جامعة النجاح هو الاحتلال، داعياً إلى ضرورة أن يكون الصراع الحقيقي مع الاحتلال فقط؛ دفاعاً عن الحقوق الوطنية والدينية والقومية، مشدداً على حتمية أن توجه البوصلة نحو القدس، وأن يتوحد الناس حول بناء مؤسساتهم وتوحيد صفوفهم.

وعبر الشاعر، وهو نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة، عن أمله بأن يكون نجاح انتخابات جامعة النجاح مقدمة لانتخابات عامة في عموم الوطن، داعياً إلى عدم التهرب من الحياة الديموقراطية والعمل على التداول السلمي الصحيح للسلطة وتجديد الشرعيات لكل المراكز العامة.

عرس ديمقراطي وحدوي

رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، قال إن نتائج انتخابات جامعة النجاح الوطنية عرسٌ ديمقراطيٌّ وحدويٌّ تمثل إرادة الشعب الفلسطيني الذي عبّر عن دعمه للمبادئ عاش واستشهد من أجلها.

وأوضح “دويك”، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة النجاح، تؤكد أنه آن الأوان لحرية الرأي بعيدًا عن سياسة الترهيب.

وأضاف أن الانتخابات هي خيار ورغبة الشعوب كافة، وأن الحرية هي أصل الحياة ومنهج ثابت فيها.

ودعا إلى ضرورة تجاوز ما وصفه بـ”سياسة الإرهاب والإغراء المالي أيا كان شكله”.

عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح وأمين سر المجلس الثوري السابق أمين مقبول، قال إن فوز الكتلة وتقاربها في النتائج مع الشبيبة الفتحاوية، يفتح المجال أمام تشكيل مجلس موحد في جامعة النجاح الوطنية.

وأكد “مقبول” في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن وحدة الحركة الطلابية ستنعكس نفسها على الوضع الوطني بشكل عام.

وعبّر عن ترحيبه بفوز الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، واصفًا هذا النجاح بِـ “إفراز لعملية ديمقراطية هادئة جرت في الجامعة”.

وشدد “مقبول” أنّ مهمة الأطر الفائزة التكاتف والتعاضد في تحقيق طلبات الطلبة، ومراعاة الوضع الوطني والسياسي وتشكيل مجلس موحد يقوي الحركة الطلابية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات