الإثنين 29/أبريل/2024

37 عاما خلف القضبان.. الأسير وليد دقة جسد متعب وعزيمة جبارة

37 عاما خلف القضبان.. الأسير وليد دقة جسد متعب وعزيمة جبارة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكن 37 سنة خلف قضبان الاحتلال، لا يرى فيها الشمس، قادرة على تحطيم معنويات الأسير المناضل وليد دقة (62 عامًا)، فهل يستطيع هذا المرض الذي جاءه يحمل أوزاره الثقيلة ويلقيها على جسده المنهك في سجون الاحتلال الصهيوني، أن ينال من إرادته؟

الأسير دقة، من بلدة باقة الغربية بأراضي عام 1948، عام 1961م، واعتقل في 25 آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه، هم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًّا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره: “الزمن الموازي”، و”يوميات المقاومة في مخيم جنين”، و”صهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”.

المثقف الثابت كالجبل
برز الأسير وليد دقة على مدار سنوات أسره الطويلة كمناضل سياسي وكاتب متميز ومثقف ومفكر وقائد محنّك ومؤثر، ويُعد أحد أبرز مفكري ومثقفي الحركة الأسيرة، وواحداً من أبرز الأسرى الذين أبدعوا في كتاباتهم عن الحالة الفلسطينية.

قضي هذا الأسير أيامه ولياليه خلف القضبان مؤمنا بقضيته، مُنكبًّا على التأليف، غارقا بين صفحات التاريخ، يقرأ ويتأمل، يحلل ويصنّف، تُخبرنا تجارب الأسرى أن مثل هذا البطل عصيٌّ على المرض، عصي على الانكسار، عصي على الذوبان في القهر والاكتئاب والمرض النفسي الذي يريده الاحتلال.

لكنَّ قدر الله تعالى أن يبتلي أحبابه، ويرفع قدرهم بالصبر، فابتلي أسيرنا دقة مؤخرا، وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت، إن الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان وليد دقة، القابع في مستشفى “برزلاي”، ما يزال خطيرا حتى اللحظة، وبحاجة لرعاية صحية حثيثة.

يقول الأسير المحرر عبد الناصر فروانة: “إن الأسير دقة وعلى الرغم من سنوات السجن الطويلة والمرض الخبيث الذي أنهك جسده، فإن عقله ظل حراً، وبقى ملتصقاً بقضايا شعبه ورفاقه الأسرى، وما زال يكتب سرّ حكاية الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين عانوا المرض والإهمال الطبي، والجرائم الطبية المتعمدة، وتعرضوا للقتل البطيء”.

حالة صحية معقدة
الحالة الصحية التي يمر بها الأسير دقة معقدة، بسبب إصابته بسرطان نادر في نخاع العظم، وقد خضع في 12 نيسان/ أبريل الجاري لعملية استئصال جزء من رئته اليمنى، ويعاني من وجود التهاب وتلوث في رئته اليسرى، إضافة لشعوره بأعراض هزال، وعدم قدرته على النطق بشكل جيد.

وثمة خطورة من نقل الأسير إلى عيادة سجن الرملة في ظل صعوبة حالته الصحية، لينضم إلى كوكبة ن أسرانا الأبطال، الذين يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال في سياسة ممنهجة تقضي على ما تبقى من آمالهم في الحرية والعيش في أحضان أهلهم وبين أبناء شعبهم.

محتل لا يرحم
يذكر أن زوجة الأسير وطفلته ميلاد تمكنتا، الخميس الماضي، من زيارته في مستشفى “برزلاي” العسكري في عسقلان، بعد مماطلة دامت أكثر من أسبوعين، ليثبت المحتل الصهيوني من جديد ضربه للأعراف الإنسانية كافة بعرض الحائط، وليتجدد يقين شعبنا أنه لا بد من إنقاذ هؤلاء الأسرى من بين أنياب هذا المحتل قبل أن يعودوا محمولين على الأكتاف.

تقول زوجته إنه يعاني من صعوبة في النطق، وهو بحاجة إلى مراقبة طبية حثيثة ورعاية متواصلة على مدار الساعة، نظرا لما أصابه من هزال عام، وفقدان للوزن. فهل تشفع له 37 سنة قضاها خلف الشمس؟ هل تنقذه مقاومة شعبنا قبل أن يفارق الحياة بعيدا عن زوجه وطفلته؟ أم أنه سينضم إلى عشرات الأسرى الذين قضوا بالقتل البطيء ثم يُطوى الملف؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات