الإثنين 29/أبريل/2024

تهديدات متصاعدة باغتيال قادة المقاومة.. المشهد والأهداف وردود الأفعال

تهديدات متصاعدة باغتيال قادة المقاومة.. المشهد والأهداف وردود الأفعال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
شنت وسائل الإعلام العبرية، خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، حملة تحريض ودعوات لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، لكن التركيز كان واضحاً باتجاه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.

ويتهم الإعلام العبري الشيخ القائد صالح العاروري، بالوقوف خلف العمليات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، خلال العام الماضي و”محاولة إطلاق انتفاضة ثالثة في الضفة على امتداد العقد الأخير”.

وزعم الإعلام العبري، أن العاروري يقف خلف ما سُمي باستراتيجية “وحدة الساحات” التي بدأت معركة سيف القدس مايو 2021 واستمرت حتى وحدة الساحات في أغسطس 2022، كما تكررت بنسخة مصغرة أكثر مباشرة مرة أخرى خلال شهر رمضان 2023 عبر إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان قبل أسبوعين على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

ويشارك في الحملة التحريضية خبراء أمنيون وعسكريون صهاينة سابقون، أصبحوا كتاباً وباحثين مرموقين، ودعوا لاغتيال الشيخ صالح العاروري بمنتهى الوضوح.

وقالت القناة “12” العبرية، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ألمح إلى إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة حال تدهور الأوضاع الأمنية.

وذكر المراسل العسكري للقناة نير دفوري، أن “الكابينت ناقش المسألة خلال جلسته الأخيرة، ودعا نتنياهو وزراءه إلى تجنب الحديث عن خيار العودة للاغتيالات على الإعلام”.

وبين المراسل أن الكابينت ناقش سيناريوهات دخول غزة على خط المواجهة، حيث تم الحديث عن ضرورة استعادة قوة الردع التي بدأت بالتآكل خلال الفترة الأخيرة.

وتحدث المراسل العسكري أن “الرسالة الإسرائيلية لقادة حماس هي أنهم لن يستطيعوا الاختباء خلف نشطائهم في الضفة الغربية ولبنان وأن إسرائيل تنوي استعادة الردع والرد بقوة على أي عملية”، على حد قوله.

ردود فصائلية جادة

ولقيت تهديدات إعلام الاحتلال وتحريضه على قادة المقاومة ورموزها بالاغتيال، ردودا جادة من فصائل المقاومة الفلسطينية.

وقال ممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي إن سلوك حكومة الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، أو في الضفّة، أو في عزمها على اغتيال قيادات في المقاومة الفلسطينية، في سعيٍ منها لاستعادة الردع المفقود ولترميم صورة قوّتها المتهالكة، سيؤدّي بالتأكيد لردّة فعل من المقاومة، تتجاوز المواجهات التقليدية السابقة.

وشدد، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن “ذلك سيؤسِّس لواقعٍ جديدٍ ضدَّ الاحتلال، وأعتقد أنّ حدوث ذلك هو مسألة وقت، والنصرُ سيكون لنا”.

بدوره، أكد الناطق باسم حماس، حازم قاسم، أن تهديدات العدو الصهيوني بتفعيل سياسة الاغتيالات ضد قيادات حركة حماس، محاولة فاشلة لتعزيز صورته بعد تعاظم ثورة شعبنا وتعدد جبهات الفعل المقاوم.

وقال في تصريح صحفي: “إن العدو يده ليست مطلقة ليمارس ارهابه، ورد المقاومة على أي حماقة أكبر واوسع مما يتوقعه”، مشدداً على مواصلة نضال المشروع ضد الاحتلال ولن نخشى هذه التهديدات”.

بدوره، أوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن أي جولة قادمة مع الاحتلال قد تكون تضحيات جسيمة نقدمها، لكنْ كل المؤشرات والحسابات تقول إن مصير الكيان الأسود من أهم نتائج الجولة القادمة.

وقال، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن على موعد مع مستقبل قريب يحمل مفاجئات لن تكون في صالح الاحتلال وسيكون يقيناً لصالح فلسطين القضية والشعب والمقاومة”.

وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، أن تهديدات العدو الصهيوني بتفعيل عمليات الاغتيال لن تخيف المقاومة الفلسطينية من القيام بواجباتها ومسؤوليتها.

وشدد سلمي، في تصريح صحفي، أن سياسة الاغتيالات لن تغير شيئا في قواعد الاشتباك التي رسختها المقاومة أمام العدو الصهيوني، مؤكداً أن تهديدات قادة الاحتلال هي محاولة “إسرائيلية” فاشلة لترميم قوة الردع التي تآكلت بصمود شعبنا ومقاومته بالإضافة لتحقيق صورة نصر لإرضاء الشارع الصهيوني المنقسم.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية يدها على الزناد وأي حماقة أو عملية اغتيال ينفذها ضد قادة المقاومة سيدفع ثمنها غالياً، مشدداً على أن المقاومة في مواجهة لن تتوقف إلا بزوال العدو عن هذه الأرض.

أهداف صهيونية

ويرى العديد من المراقبين، أن هذا التحريض يأتي في إطار رسائل تهديد مبطنة للدول المضيفة، ولزيادة الضغط على المقاومة الفلسطينية للعمل على تحييد وتحجيم نشاطات الشيخ صالح العاروري.

الكاتب عاطف أبو موسى، يرى أن التصريحات والتسريبات الإسرائيلية تهدف إلى طمأنة للشارع الصهيوني، وتهدئة للجبهة الداخلية خاصة بعد الهزيمة النفسية التي تلقاها بعد نجاح أبناء الشعب الفلسطيني في حماية المسجد الأقصى، وإفشال المخططات التي كان الاحتلال يريد تنفيذها هناك.

وقال في مقال له، إن الاحتلال يعلم تمام العلم بأن الكُلفة الباهضة التي سيدفعها عند الاغتيال لا يحتملها خصوصاً أنها ستكون من أكثر من جبهة، وساحة، لذلك فإن اغتيال أحد قادة المقاومة هو السقف الأعلى لدى المؤسستين العسكرية والأمنية.

ويرى أن الاحتلال يريد من التهديدات والتلميحات أن تكون بمثابة إنذار مبكر للوساطات الدولية، والعربية بالتحرك العاجل للوصول إلى قيادة المقاومة والجلوس معها، ومحاولة الحصول منها على ما يدور في عقلها، ومحاولة تهدئتها وتبريد ما أمكن من الساحات التي تؤرق الاحتلال ومستوطنيه.

وبين أن الاحتلال يريد كذلك إحداث خلخلة في جدار الجبهة الداخلية الفلسطينية، والتي ظهرت متماسكة في أحداث الاعتداء والاقتحامات التي طالت المسجد الأقصى، وزرع حالة من الترقب وعدم الاستقرار بين المواطنين.

وأوضح أن الاحتلال بتسريباته يوصل رسالة لقادة المقاومة بضرورة العودة خطوة إلى الوراء، وعدم الدفع بتنفيذ عمليات جديدة، والتراجع عن تثوير الساحات مجتمعة، وخفض مستوى النار.

وقال إن التصريحات الإسرائيلية فيها رسالة تهديد وإحراج للدولة اللبنانية التي تستضيف على أراضيها الشيخ صالح العاروري، من خلال استنطاق بعض القوى والأحزاب الموالية للدفع باتجاه خروج الشيخ صالح العاروري من أراضيها، والتحريض عليه.

من جهته قال الناشط السياسي والباحث ثامر سباعنة، إن تحريض الاحتلال لاغتيال قادة المقاومة هي محاولة لترميم قوة الردع المتآكلة بعد العمليات والضربات التي تلقاها خلال شهر رمضان.

وأوضح سباعنة، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال منذ مجموعة العمليات التي تلقاها من أكثر من محور من لبنان وغزة وعمليات الضفة، وهو يتحدث عن قوة الردع التي بدأت بالتأكل ولا بد من ترميمها، ومؤخرًا يتحدث عن العودة لعمليات اغتيال.

وأشار إلى أن الاحتلال لم يوقف عمليات الاغتيال، بل هي مستمرة، معتبرًا أن “الإعلان بهذا الشكل هو نوع من الدعاية الإعلامية لحكومة الاحتلال أمام جمهورها والشارع الإسرائيلي”.

وبين أن الاحتلال يبحث الآن عن نقاط ترفع من رصيد الحكومة أمام المجتمع الاسرائيلي في محاولة لإثبات قوة الردع، لكن في نفس الوقت يخشى من ردة الفعل وحدود المواجهة القادمة.

ولفت إلى أنه لا يشترط أن يكون تحريض الاحتلال ضد الشيخ صالح العاروري يعني أن الهدف القادم من الاغتيال هو شخص الشيخ صالح، بل ممكن استهداف قيادات أخرى قد تكون في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات