الإثنين 29/أبريل/2024

السلطة تتبنى الشهداء بعد تعذيبهم.. ما سر هذه الازدواجية؟

السلطة تتبنى الشهداء بعد تعذيبهم..  ما سر هذه الازدواجية؟

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

تعتقلهم، وتزجهم بالسجون، وتساومهم على أسلحتهم ونهجهم المقاوم، وحتى على علاجهم، وما أن يستشهدوا تحاول السلطة الفلسطينية التمسح بدمائهم للحفاظ على ما تبقى لها من قاعدة شعبية.

هذا ما حدث مع الشهيد سعود الطيطي الذي ينتمي لكتائب شهداء الأقصى، والذي كان معتقلًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وارتقى مشتبكًا قبل أيام رفقه الشهيد محمد أبو ذراع عصر الثلاثاء الماضي.

رفض نهج السلطة

يقول محمد صباح صهر الشهيد سعود أبو ذراع: “قبل أن تبرد دماء الشهداء، بدأت تهل منشورات وصور يتناقلها أبناء سلطة أوسلو”.

يوضح في منشور له عبر “فيسبوك” تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ليعلم الجميع أن سعود كان برتبه عقيد في أمن السلطة، ومن أول لحظة لامست قدماه خارج الأسر رفض التعاطي معهم ورفض كل العروض، مقابل التخلي عن فكره ونهجه”.

يؤكد صباح أن أمن السلطة قام بمحاربته بشتى الطرق والوسائل القذرة، ومنها خلق مشاكل وقضايا لا صحة لها، وعلى إثرها تعرض للاعتقال في سجونهم أكثر من مرة.

وأوضح أن سعود الطيطي كان منتميًّا لحركة فتح، إلا أنه كان يرفض نهج التفاوض والخيارات السلمية، إلا أن خيار الشهيد سعود كان تصحيح نهج كتائب شهداء الأقصى الذي حرفه طخيخه الأعراس، وفق صباح.

ووجه رسالة للسلطة الفلسطينية وقال لهم: لا تبنوا أمجاد على دمائهم الزكية، فأنتم حاربتموهم، قبل أن يحاربهم الاحتلال.

والد سعود الذي فقد اثنين من أبنائه شهداء، يقول: أمضى سعود نصف عمره في سجون الاحتلال، وأفرج عنه في مارس/ آذار 2022 بعد اعتقال متواصل لمدة 16 عامًا، وخرج من سجنه أشد عزيمة على مواصلة الدرب الذي اختاره لنفسه.

وأكد والده أن السلطة حاربت نجله على خلفية عمله المقاوم، وزجته بالسجون عدة سنوات.

قطع راتبه

أما والدة رفيق سعود، الشهيد محمد أبو ذراع، فقالت إن نجلها المنتمي لكتائب شهداء الأقصى، خرج من سجون الاحتلال بعد 8 سنوات من الأسر في صفقة وفاء الأحرار التي عقدتها حركة حماس عام 2011، مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط.

وأكدت في تصريح صحفي أنه قاوم واشتبك مع الاحتلال باسم كتائب شهداء الأقصى، “ومع ذلك لم يشفع لمحمد عند السلطة الفلسطينية، التي قطعت راتبه منذ 6 سنوات”.

وأشارت إلى أن نجلها لم يكن له أي مشاكل، أو قضايا، ونجلها تربى شهيدًا، وهو سليل عائلة مجاهدة، فوالده وجده وعمته شهداء قضوا في سبيل الله والوطن.

السلطة ضد كل من يحمل السلاح

ياسين عز الدين الكاتب والمحلل السياسي يؤكد أن هذا نهج السلطة الفلسطينية ضد كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال حتى لو كان من أبنائها ومهما علت رتبته.

ويقول عز الدين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن السلطة تنتهج نهجًا مزدوجًا، الأول ملاحقة المقاومين، وتعذيبهم، وافتعال المشاكل لهم لتبرير اعتقالهم، والنهج الثاني التغني بأمجادهم، وبطولاتهم بعد استشهادهم.

وأشار إلى أن هذا النهج يهدف إلى إرضاء الاحتلال بالتنسيق الأمني، والحفاظ على القاعدة الشعبية المتبقية للسلطة الفلسطينية، في ظل تآكل الدعم الشعبي للسلطة.

خداع الرأي العام

محمد شاهين، الكاتب والمحلل السياسي يقول إن السلطة ارتدت عبادة التنسيق الأمني، منذ سنوات طويلة، وهي التي تتبادل مع الاحتلال الأدوار في ملاحقة المقاومين.

وأوضح في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن ما كشفته الوثائق الأمريكية المسربة عن استمرار التنسيق الأمني في وقت تغنت فيه السلطة بوقفه، يشير إلى أن السلطة طالما عملت على خداع الرأي العام.

وأكد أن السلطة تلاحق أبناء الأجهزة الأمنية الذين يمارسون دورهم الوطني المقاوم، فتلاحقهم وتسجنهم، وبعد استشهادهم تسارع لتبنيهم في محاولة لتبييض الصورة القبيحة لدى جماهير الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن تبني السلطة وأتباعها للمقاومين بعد تعذيبهم، ما هو إلا ركوب لموجة المقاومة والنضال المتصاعدة في الضفة الغربية منذ أشهر، والحقيقة المرة هي ما أوردها الكثير من ذوي الشهداء عن تعرض أبنائهم للاعتقال والتعذيب على يد أمن السلطة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات