الإثنين 29/أبريل/2024

نتنياهو.. خطاب مهزوم وغدر متوقع

نتنياهو.. خطاب مهزوم وغدر متوقع

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد أيام قليلة من صفعات مدوية تلقاها كيان الاحتلال ردًا على الإجرام في الأقصى، وما تبعها من ردود صهيونية أظهرت تآكلًا لقوة الردع التي طالما تباهت بها الدولة اللقيطة، خرج بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز، محاولًا تبييض صورة كيانه المهزوم.

نتنياهو المأزوم داخليًّا، والمهزوم خارجيًّا، بدأ خطابه بالتعريج على الأزمة الداخلية التي تعصف بالكيان الصهيوني، وحاول توجيه اللوم لحكومة سلفه زعيم المعارضة الحالي يائير لبيد، واتهمه بالتسبب بتصاعد عمليات المقاومة.

نتنياهو حاول أن يصنع صورة نصر كاذبة لجيشه، بحديثه عن الرد على الجبهات في غزة ولبنان وسوريا.

وحاول ترويج أن الكيان لا يسعى لحرب شاملة، وبالحقيقة ووفق مراقبين فإن المعضلة أمام الكيان الصهيوني هي قدرته على خوض مواجهة متعددة الجبهات من عدمها، وفي الوقت ذاته تصدر تحذيرات من غدر محتمل لاسيما وأن الغدر صفة الكيان منذ الاحتلال عام 48م.

شعبوية وغدر

الدكتور صلاح العواودة، الكاتب المختص في الشأن الصهيوني، يقول: أهم ما في خطاب نتنياهو اعترافه بضعف الكيان، وتآكل القدرة على الردع.

وأضاف العواودة في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن نتنياهو يحاول أن يستفيد من هذا الضعف لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية من خلال إتهام المعارضة وتحميلها المسؤولية عن الضعف.

وتابع: ولأنه إنسان شعبوي ويحسن الخطابة وترديد الشعارات الفارغة، توعد باستعادة الردع واستعادة الهدوء، وحاول تضخيم الغارات على غزة ولبنان من خلال ذكر عدد الأطنان وهو يعلم أنه مجرد ورقة التين التي لجأ إليها لتغطية ضعفه وعجزه عن وخوفه من خوض معركة لا يتحكم بحدودها.

ولوحظ -وفق العواودة- رجفة في صوت نتنياهو وهو يتحدث عن الضربات، وتدل على عدم قناعته بما يقول.

وأشار إلى أن نتنياهو حاول شحن معنويات الجمهور الصهيوني، بما يشير لأجواء هزيمة وأجواء كارثية لا أجواء انتصار، من خلال حديثه عن قوة وصلابة الكيان والجمهور على تجاوز المحن.

وأكد أن نتنياهو شخص يجيد الانسحاب والتراجع عند استشعار الخطر داخليا وخارجيا.

وأوضح أن نتنياهو جمد الإصلاحات القضائية خوفاً من السقوط، وهو مستعد للتراجع أمام المقاومة أيضا حتى لا يدخل معركة ليس مستعدا لها ولا يستطيع أن يتحمل نتائجها سيما وأن المؤسسة الأمنية التي تقرأ الواقع جيداً حذرته وتحذره من التورط وهو ينقاد للمؤسسة الأمنية تاريخيا، ولا يقودها خوفاً من تحمل مسؤولية الفشل.

ويرى الكاتب أن نتنياهو ينتظر من المؤسسة الأمنية فرصة ذهبية يستعيد من خلالها الكيان القدرة على الردع عبر اغتيال ما أو عملية خاصة يسوقها لجمهوره على أنها بطولة، لكن في ظل حسابات المؤسسة الأمنية الدقيقة، يبدو ليس من السهل تحقيق حلمه هذا في المدى المنظور.

ودعا إلى رفع مستوى الحذر لدى مختلف جبهات المقاومة، حتى لا يحظى بأي فرصة.

وأكد أن نتنياهو يستمر ببيع الوهم من خلال شعبويته، وهو أكثر السياسيين الصهاينة تراجعاً عن مواقفه، وتغييرا لرأيه حسب المستجدات والضغوطات.

ارتطم بالأرض

الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي رجائي الكركي قال: نتنياهو بعد خطابه كالذي حاول أن يقفز من علو اتجاه النهر، لكنه تفاجئ لحظة سقوطه أنه ارتطم بالأرض.

وأضاف: معارضيه نعتوه بالخطاب اللاّ مسؤول قبل أن ينعته الآخرون.

حماس: حديث نتنياهو لا يخيف شعبنا

علق الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم على خطاب رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” قائلاً:” حديث نتنياهو لا يمكن أن يُخيف شعبنا الفلسطيني الذي سيواصل معركة الدفاع عن هوية المسجد الأقصى في مواجهة الحرب الدينية التي يشنها العدو”.

وأضاف في تصريح صحفي أن خطاب نتنياهو محاولة لقلب الحقائق، فالاحتلال هو أساس كل التوترات ، وهم من يمارس الارهاب بشكل ممنهج ومستمر، لافتاً إلى أن شعبنا يخوض معركة مشروعة لانتزاع حقه بالحرية والاستقلال.

وشدد قاسم على أن تهديدات “نتنياهو” ضد شعبنا الفلسطيني وسوريا ولبنان وإيران؛ يؤكد أن الاحتلال يشكل خطراً على كل المنطقة ومصالحها.

نتنياهو المأزوم

وعلى صعيد الردود الداخلية وما يظهر حجم التشققات، زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، يقول إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفقد السيطرة أمام الشعب الإسرائيلي.

وأوضح لبيد في تغريدة عبر حسابه في تويتر: “بدلاً من عقد المؤتمرات الصحفية وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها الحكومة المتطرفة والفاشلة، فقد حان الوقت لنتنياهو ولوزرائه أن يتوقفوا عن التذمر وتحمل المسؤولية”.

من جهته قال رئيس حزب يسرائيل بيتا، أفيغدور ليبرمان، إن بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء اليوم يثبت أن الرجل غير لائق لشغل منصبه الحالي.

من ناحيتها أوضحت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي، أن خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب والتحريض من شخص جرّ إسرائيل نحو الهاوية في 3 أشهر، داعيةً إياه بالرحيل.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، فقال: “عندما أكون رئيسًا للوزراء أتحمل المسؤولية ولا ألوم الحكومة السابقة، إنه عرض محزن ومثير للشفقة، إنه تقريبًا خطاب يائير نتنياهو”.

كما أكد عضو الكنيست جدعون ساعر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دائمًا يشتت الانتباه ويقوم بإلقاء اللوم على الآخرين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات