الإثنين 29/أبريل/2024

القدس تشهر سيف العصيان بوجه المحتل.. الإرادة الفولاذية

القدس تشهر سيف العصيان بوجه المحتل.. الإرادة الفولاذية

المقدسيون أشهروا سيف العصيان المدني في وجه الاحتلال الصهيوني وإجراءاته العنصرية المقيتة، وشمل العديد من الأحياء والبلدت المقدسية، وتخلل العصيان إغلاق طرق رئيسية.

الاحتلال جن جنونه في ساعات العصيان الأولى، وشهدت البلدات مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، تخللها استخدام الاحتلال آليات ضخمة لإعادة فتح مداخل الأحياء التي أغلقها الشبان بالمتاريس المشتعلة وحاويات النفايات، في وقت تعطلت فيه الدراسة في هذه الأحياء، وامتنع العمال عن الذهاب إلى أماكن عملهم.

كما اندلعت مواجهات عنيفة، صباح اليوم، عند الحاجز العسكري المقام عند مدخل مخيم شعفاط بين شبان المخيم وقوات الاحتلال التي تحاول عبثا فتح مداخل المخيم الذي أغلقه الشبان بالمتاريس الضخمة وحاويات النفايات.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة صوب الشبان، وسُجلت ثلاث إصابات على الأقل حتى اللحظة.

وأعاد شبان إغلاق مداخل بلدة العيسوية وسط القدس، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي فتحتها قوات الاحتلال، مستعينة بجرافات ضخمة وسيارة المياه العادمة لتفريق الشبان الذين رشقوها بالحجارة، وألقوا نحوها الزجاجات الحارقة.

واندلعت كذلك مواجهات في بلدات جبل المكبر وعناتا والرام عند بدء العصيان وإغلاق مداخل تلك البلدات، واستخدم جنود الاحتلال الغاز والرصاص المطاطي، كما حدث عند مدخل بلدة الرام الشمالي.

مواصلة العصيان

ويؤكد ناشطون في هذه الأحياء والبلدات المقدسية أنهم عازمون على مواصلة هذا العصيان حتى تتوقف سلطات الاحتلال عن ممارساتها القمعية بحق أحيائهم وبلداتهم، وخاصة في مخيم شعفاط، الذي يتعرض سكانه لحملات قمع وتنكيل يومية، بينما تشنّ قوات الاحتلال حملات اعتقال ودهم على مدار الساعة تتخللها سرقة أموال الأسرى وذويهم، والحجز على حساباتهم البنكية.

وبدت مشاهد الأحياء التي أغلقها الشبان أشبه بساحات مواجهة بفعل الإطارات المشتعلة والكميات الضخمة من المتاريس المشتعلة.

وكانت المساجد قد صدحت الليلة الماضية، في كل من مخيم شعفاط، والرام، وكفر عقب، وجبل المكبر والعيسوية، وشعفاط، وفي جميع أحياء وبلدات القدس المحتلة، معلنة الإضراب العام والعصيان المدني الشامل اليوم الأحد، ردًّا على إجراءات الاحتلال العنصرية، وممارسات التنكيل والقمع اليومية بحق أهالي مخيم شعفاط، وسائر أنحاء المدينة المقدسة.

ويشمل العصيان المدني دعوة العمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومقاطعة الاحتلال وعدم التعامل معه بشتى الطرق (المعاملات الرسمية، دفع الفواتير والرسوم والضرائب، بلدية الاحتلال)، بالإضافة إلى إغلاق الطريق المؤدي إلى حاجز مخيم شعفاط وعدم السماح لأي شخص بالمرور من خلاله، وإغلاق مدخل بلدة عناتا.

إبداع في مقاومة الاحتلال
فخري أبو دياب، المختص بشؤون الأقصى، ذكر أن التقصير تجاه ما تتعرض له القدس، دفع الفلسطينيين لابتداع خطوات نضالية في مواجهة إجراءات الاحتلال العقابية بدأوها بالعصيان المدني.

وأكد أن الاحتلال يحاول تشديد القبضة على القدس ظناً منه تركيع أهلها؛ لكنه سيعود للنزول مجدداً عن الشجرة.

وأشار إلى أنه كلما زاد الاحتلال شراسة تجاه أهل القدس، زاد المقدسيون صموداً، وهم عازمون على مواصلة تحدي الاحتلال في مواجهة سياسته.

ثقة وفخر
أما الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، فقد أكد أن ما يجري في القدس ننظر له بعين الثقة والفخر بعد تصدي المقدسيين لإجراءات الاحتلال.

وقال: الاحتلال يكشف عن الوجه القبيح المجرم في القدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول كسر إرادة صمود المقدسيين من خلال المجازر وهدم المنازل والتهجير.

وأكد حمادة أن العصيان المدني والمواجهة، تعبير عن حالة الرفض المقدسي لجرائم الاحتلال.

توقيت مهم

الكاتبة لمى خاطر قالت: توقيت العصيان المدني في القدس مهم جدًّا، وحكومة الاحتلال المتطرفة لم تلتفت إلى حساسية توقيت العصيان المدني في القدس.

وأضافت أن الإعلام العبري كان يلمس حجم الاستعداد لخيار المقاومة في القدس، وتابعت: “سنكون أمام استمرار العصيان والمواجهة مع الاحتلال في المرحلة القادمة”.

وتوقعت امتداد المواجهة من القدس والضفة إلى الأراضي المحتلة في الـ48، مؤكدًة إن المقدسيين اليوم ليس لديهم ما يخسرونه بعد هدم الاحتلال منازلهم.

وحدة ميدانية

وفي الأثناء، أكد عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية، الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، أن القدس وأحياءها وقراها، جسدت اليوم وحدة ميدانية في التصدي للاحتلال وإجراءاته العسكرية.

وقال أبو الحمص: المشهد اليوم واضح، فبعد ما كان هناك دعوة من مخيم شعفاط للتصدي لعنجهية الاحتلال بإعلان الإضراب والعصيان المدني كان هناك تلبية من أحياء وقرى القدس بالتضامن ومساندة أهالي المخيم.

وأشار أبو الحمص إلى أن وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، خرج للإعلام محاولا كسر أي عصيان أو مظاهر احتجاج على سياسته العنصرية؛ لكن كان الرد ما شاهدناه اليوم من وحدة وطنية جسدتها القوى الوطنية والإسلامية، ونأمل أن تمتد هذه الوحدة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات