الإثنين 29/أبريل/2024

صعقت المحتل بمقاومة شرسة.. أريحا تدخل دائرة النار

صعقت المحتل بمقاومة شرسة.. أريحا تدخل دائرة النار

فوجئ الاحتلال بمقاومة شرسة لم تكن في حسبانه عند اقتحامه مخيم عقبة جبر في أريحا حيث خاضت المقاومة اشتباكًا ضاريًا مع القوات المقتحمة ما فنّد أوهام بأن أريحا مدينة بعيدة عن دائرة النار في الضفة المحتلة.

قوات إسرائيلية اقتحمت المخيم في محاولة منها لاعتقال مطاردين تزعم أنهم حاولوا تنفيذ عملية إطلاق نار صوب مطعم للمستوطنين قبل 9 أيام لتفاجأ بمقاومة قوية وأن المخيم لم يكن سهلًا على القوات الغازية.

وتقع مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية بالقرب من نهر الأردن شمالي البحر الميت وهي أقدم المدن في التاريخ ويبلغ عدد سكانها قرابة 25 ألف نسمة.

مفآجات

جيش الاحتلال اعتقد أنه سيقتحم المخيم بكل سهولة وسيحاول البحث عن منفذي العملية واغتيالهم أو اعتقالهم كعادته المتبعة في مثل هذه الحالات لكن ما وجده جنود الاحتلال من مفاجآت داخل المخيم هزت الجيش وأجبرته على التراجع والتفكير ألف مرة قبل اقتحام المخيم.

مقاومة شديدة إطلاق نار من كل مكان قنابل مزروعة بجانب الطرقات وتضامن شعبي غير معهود وحالة صمود غير معهودة كانت هذه الملامح الأولى التي اعترف جنود الاحتلال بوجودها داخل مخيم “عقبة جبر” في أريحا الأمر الذي يُعيدنا لتحذيرات الاحتلال المتكررة من انتقال المقاومة من مخيم جنين ومدينة نابلس لبقع ومدن أخرى وهذا يبدو ما تحقق.

العدوان الذي دام ساعات عدة في المخيم أسفر عن إصابة 13 مواطنًا واعتقال 5 آخرين وفشل الاحتلال بالوصول إلى منفذي العملية.

وكان لافتًا إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تصدي مقاتليها لقوات الاحتلال في مخيم عقبة جبر بأريحا.

وأكدت “القسام” أن المقاومين خاضوا اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال ما أدى لانسحابهم من المخيم.

الاحتلال متخوّف

جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” عبّر عن خشيته أن تكون هناك نواة لمجموعات جديدة في أريحا لتنفيذ عمليات ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.

ويرجح الشاباك أن يكون الشاب -الذي نفذ عملية إطلاق النار على مفترق ألموج قبل نحو أسبوع- أحد أفراد تلك المجموعات وكان هو هدف جيش الاحتلال من عملية اقتحام أريحا صباح أمس السبت.

ولليوم التاسع على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار خانق ومشدد على على مدينة أريحا ومخيم عقبة جبر بعد عملية إطلاق النار البطولية التي استهدفت مطعمًا للمستوطنين قرب البحر الميت قبل نحو أسبوع تقريبًا.

حركة حماس من جانبها أكدت أن الحصار لن يكسر صمود وإرادة شعبنا وعدته جريمةً وعقابًا جماعيا مخالفًا لكل القيم والأعراف الإنسانية ومحاولة يائسة لكسر صمود شعبنا وعزيمة شبابنا الثائر.

تمدد المقاومة
الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة يقول: إن ظهور المقاومة المفاجئ في منطقة يعدّها الاحتلال نسبيا هادئة دلالة على تمدد المقاومة ووصولها إلى كل المناطق في الضفة المحتلة.

وأضاف الزبدة في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المقاومة من الواضح أنها تجاوزت عنق الزجاجة وأنها نجحت كذلك في تجاوز الملاحقة المزدوجة من السلطة والاحتلال واليوم تتصدر مشهد الدفاع عن شعبنا.

وأكد الزبدة أن “المقاومة الفلسطينية تقوم بمهام يفترض أن تقوم بها أيضا أجهزة السلطة الفلسطينية التي يملك عناصرها آلاف القطع من السلاح واليوم نكصوا عن واجبهم والمقاومة تقود المواجهة وتقود المشهد في الضفة وتتصدره”.

وقال الزبدة: المقاومة نجحت على صعيد كبير في قيادة المشروع الوطني في حين فشل مشروع السلطة في تحقيق أي إنجاز يذكر.

وأشار إلى أن ظهور المقاومين فاجئ الاحتلال بما يؤكد أن المقاومة تتقدم في الصراع الأمني مع الاحتلال وأنها تستطيع إرباك الاحتلال الذي فشل في اعتقال المقاومين والتخفي بشكل لافت.

وقال: الاشتباكات الذي خاضها المقاومون لا سيما مقاومي القسام تظهر مدى شجاعة هؤلاء المقاومين والبسالة التي يتحلون بها وقدرتهم على ردع الاحتلال وصد عدوانه.

وأوضح الزبدة أن ظهور كتيبة القسام في هذه المنطقة يؤكد أنها نجحت في إعادة تنظيم صفوفها رغم الملاحقات والاعتقالات بما بات يؤكد أن مشروع المقاومة هو الأجدر بقيادة المرحلة.

ألف حساب

أما المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة قال: إن الاحتلال الإسرائيلي ظن أن أريحا خارج منطقة الصراع بعد تصاعد المقاومة في نابلس وجنين والخليل مضيفًا أن أريحا بعد تصدي عناصر المقاومة لاقتحام قوات الاحتلال السبت دخلت الصراع وأقلقت منظومة الاحتلال الأمنية.

وأكد رمانة في حديث صحفي أن الشعب الفلسطيني تعود على مثل هذه التصرفات من الاحتلال الإسرائيلي مشددًا أن حصار مدينة أريحا لن يفت من عضد المقاومة.

وأضاف أن الاحتلال غير قادر حتى الآن على اعتقال المقاومين الذين نفذوا علمية إطلاق نار التي استهدفت مطعمًا على مفرق “ألموغ” جنوب أريحا مشيرًا إلى أن الاحتلال يقوم بهذا الحصار من أجل هذا الهدف.

وأوضح رمانة أن طبيعة مدينة أريحا تقلق الاحتلال إذا توسع العمل المقاوم فيها لأن عدد المستوطنات والمستوطنين كبير مؤكدًا أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تحسب لهذا الأمر ألف حساب.

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن طبيعة مدينة أريحا ستساعد المقاومين في التخفي بين الأراضي الزراعية والوديان وهذا يقلق الاحتلال مشددًا أن هذا الأمر سيكون تحديدًا جديدًا أمام الاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الأمنية.

تداعي منظومة السلطة

أما الكاتب والمحلل ياسين عز الدين فقد قال: هذا يدل على تداعي المنظومة الأمنية للسلطة فمخيم عقبة جبر يبعد مئات الأمتار فقط عن مقر المقاطعة وأيضًا يدل على فشل حملة “كاسر الأمواج” التي يشنها جيش الاحتلال منذ حوالي العام والتي شهدت امتداد رقعة المقاومة في الضفة بدلًا من احتوائها وتراجعها كما يأمل الاحتلال.

وأشار في تصريحات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أهمية أريحا والأغوار التي تكمن في موقعها الاستراتيجي حيث تعبرها ممرات تهريب السلاح من الأردن إلى الضفة ورغم أن أكثر المهربين هم من تجار السلاح إلا أن هذا يقلق الاحتلال في ضوء التحولات التي تشهدها الضفة الغربية.

وأضاف: الجانب الآخر هو ما يحدث في أريحا يشجع باقي مناطق وسط وجنوب الضفة لنقل التجربة وهذا يزيد رقعة الاستنزاف التي يتعرض لها جيش الاحتلال والشاباك في الضفة.

“لا تعليمات بالتصدي”
وفي موقف مناقض خرج محافظ مدينة أريحا جهاد أبو العسل بموقف يعبر عن السلطة الفلسطينية قائلًا إنه لا أوامر ولا تعليمات من أجل التصدي للاحتلال.

واستدرك في حديث لقناة الجزيرة مباشر “لمّا يكون عنا تعليمات بالتصدي للاحتلال ما عنا مشكلة”.

وأضاف “نحن موجودون من أجل حماية أبناء شعبنا والوقوف إلى جانبهم في كل المحن”.

وبشأن وجود مقدرة لدى السلطة من أجل التصدي للاحتلال قال أبو العسل: “حتى لو لم يكن لدينا مقدرة؛ فأضعف الإيمان أن نسب عليهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات