الإثنين 29/أبريل/2024

الشيخ عكرمة صبري في رادار التحريض الصهيوني.. حقد وكراهية

الشيخ عكرمة صبري في رادار التحريض الصهيوني.. حقد وكراهية

يبدو أن العجز الصهيوني في منع الفلسطينيين من مواصلة مقاومتهم وتصديهم للمخططات الهادفة لتهويد وتقسيم المسجد الأقصى بات يدفعهم لخطوات إضافية كان آخرها حملة تحريض قذرة يقودها الإعلام الصهيوني ضد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ الثمانيني عكرمة صبري.

صحيفة “معاريف” العبرية نشرت في صدر صفحتها الأولى تقريراً تحريضيًّا تحت عنوان “محرضو القدس” مرفقاً بصورة للشيخ عكرمة صبري.

واتهمت الصحيفة في تقريرها الشيخ عكرمة صبري بأنه “أحد آلات التحريض الكبرى ضد اليهود” وقالت إن “الدولة لا زالت تسمح لشخص كهذا بالتجول حرًّا”.

وتضمن التقرير التحريضي صفحتين كاملتين تتوسطهما صورة للشيخ عكرمة صبري وإلى جانبيه الشيخ رائد صلاح والمطران عطا الله حنا.

وقالت الصحيفة إن “الشيخ صبري يؤيد العمليات الاستشهادية ويدعو المسلمين للشهادة ويشارك في مناسبات حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي ويقف وراء جميع أعمال العنف في المسجد الأقصى هل يستطيع أحد الايضاح لنا كيف تسمح دولة عقلانية لهذا الشخص بالتجول بحرية؟”.

وفي 2 يناير الماضي استجوبت وحققت سلطات الاحتلال مع الشيخ عكرمة صبري لساعات.

وتعرّض خلال السنوات الماضية للاعتقال والاستدعاء للتحقيق عدة مرات والإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه عدة أشهر ومنع السفر خارج البلاد وأيضًا منع التواصل مع شخصيات فلسطينية من الداخل المحتل.

كراهية وحقد.. ولن نرضخ
الشيخ عكرمة صبري قال في تصريحات صحفية إن غطرسة الاحتلال وتهديدات المتطرفين لن تضعف موقفنا تجاه الأقصى وسنواصل الدفاع عنه ولن نرضخ لحملات التحريض الإعلامية الإسرائيلية.

وبين أن حملة التحريض ضده متوقعة وهي امتداد لحملات منظمة تهدف لإبعادنا عن قضية الأقصى.

واتهم الشيخ “صبري” الإعلام الصهيوني بـ”الكذب والتحريض على الشعب الفلسطيني” مشددًا أن “هذا لن يضرنا ولن يوقف دفاعنا عن الأقصى والحفاظ عليه”.

من جهته عبّر المطران عطا الله حنا عن رفضه لحملة التحريض الصهيونية على الشيخ عكرمة صبري والشخصيات الوطنية المقدسية الإسلامية والمسيحية عادًّا الحملة مؤشراً على حجم الكراهية والاستهداف والحقد تجاه كل فلسطيني مسلم أو مسيحي يدافع عن القدس والمقدسات.

وقال “حنا” في تصريح خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إن التحريض وحملاته المتكررة لن تؤثر على الشخصيات الوطنية المقدسية والاحتلال مخطئ إن ظن أن هذه الشخصيات يمكن أن تخاف أو تتراجع”.

وبين أن هذه الحملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مؤكداً أنها: “لن تزيدنا إلا صموداً وثباتاً ورباطاً وتمسكاً بالثوابت الفلسطينية”.

وشدد أنه “لا توجد قوة على وجه الأرض يمكنها تحييد الشخصيات المقدسية الوطنية ومنعها من ممارسة حقها في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

وقال: “هناك قاعدة ثابتة وهي أن من حقنا بل من واجبنا أن ندافع عن القدس ومقدساتها وهويتها وتاريخها وتراثها وعراقتها والوجود الفلسطيني الإسلامي والمسحسي فيها”.

وعبر المطران المقدسي عن تضامنه مع الشيخ عكرمة صبري وكل المرجعيات الدينية والوطنية التي تتعرض للتحريض الصهيوني.

وشدد على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية مبيناً أن هذه الوحدة تتجلى في أبهى صورها في مدينة القدس وقال إن استهداف المسجد الأقصى هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحييه واستهداف المقدسات المسيحية كذلك أيضاً.

لن تكسر عزيمته
من جهتها قالت حركة “حماس” إنّ حملة التحريض الشرسة التي يقودها الإعلام العبري بحق خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري لن تكسر عزيمته ولن تثنيه عن مواصلة الدفاع عن القدس والأقصى.

وبينت “حماس” في تصريح للناطق باسمها عن مدينة القدس محمد حمادة مساء اليوم السبت أن محاولات الاحتلال اليائسة لتغييب القادة والشخصيات الوطنية والدينية المؤثرة عن ساحة القدس والأقصى يهدف للاستفراد بهما ضمن حملة شاملة لاستكمال السيطرة عليهما وتنفيذ مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة بفرض التقسيم الزماني والمكاني والتهيئة لهدم الأقصى وإقامة “الهيكل” المزعوم.

ووجهت “حماس” التحية للشيخ عكرمة صبري “الذي وقف ثابتًا شامخًا أمام محاولات صده عن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك على مدار السنوات السابقة ولاقى الكثير من المعاناة والملاحقة بالرغم من بلوغه سن الرابعة والثمانين”.

وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات حملة التحريض الهمجية بحقه مؤكدة أنه سيبقى قدوة للجيل الثائر في التشبث بالأرض وحماية المقدسات.

الهيئة الإسلامية العليا بالقدس من جهتها حذرت اليوم السبت من تبعات حملة التحريض الإسرائيلية ضد رئيسها الشيخ عكرمة صبري.

وأوضحت الهيئة في تصريح صحفي أن وسائل إعلام عبرية بدأت صباح اليوم حملة تحريض جديدة ضد خطيب المسجد الأقصى بزعم أنه يحرض الفلسطينيين على تنفيذ عمليات فدائية.

وحذرت الهيئة من أي خطر يتعرض له الشيخ صبري مشددة على أن المساس به بمنزلة “مساس بالمرجعية الدينية في فلسطين”.

وفي تصريح منفصل عدت هيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس أن المساس بالشيخ صبري “مساس بجميع المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي”.

من هو الشيخ عكرمة صبري؟

ولد الشيخ عكرمة سعيد صبري في مدينة قلقيلية عام 1938م لعائلة عرفت بالتدين وحب العلم فوالده المرحوم الشيخ سعيد صبري كان قاضياً شرعياً لعدة مراكز كان آخرها قاضي بيت المقدس وعضو محكمة الاستئناف الشرعية وهو عضو مؤسس للهيئة الإسلامية العليا في القدس كما تولى الخطابة في المسجد الأقصى المبارك.

أتم الشيخ عكرمة دراسته الثانوية في المدرسة الصلاحية بمدينة نابلس حيث كان والده يعمل قاضياً في المدينة وقتئذ ثم التحق الشيخ عكرمة بجامعة بغداد ليتخرج منها عام 1963م حاصلا على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية واللغة العربية.

في عام 1989 حصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر بمصر في تخصص الفقه عام 2001م.

بدأ الشيخ عكرمة حياته العملية مدرسا في ثانوية الأقصى الشرعية (المعهد العلمي الإسلامي سابقاً) وبعد حرب حزيران عام 1967م تولى الشيخ عكرمة إدارة مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية.

أظهر الشيخ عكرمة وجوداً مميزاً خلال عمله في ثانوية الأقصى الشرعية حيث برزت أنشطة المدرسة وأصبحت رادفاً لدور القرآن الكريم في القدس وضواحيها وكانت أول دار للقرآن الكريم قام بتأسيسها عام 1972م.

تولى الشيخ عكرمة صبري عدداً من المناصب منها مديراً للوعظ والإرشاد في الضفة الغربية ومديراً لكلية العلوم الإسلامية / أبو ديس ومفتياً عاماً للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية.

للشيخ عكرمة نشاط ملحوظ في الفعاليات العلمية والاجتماعية؛ فهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992م ورئيسها ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي بمكة المكرمة وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهو عضو مؤسس لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وانتخب رئيساً للهيئة الإسلامية العليا في القدس عام 1998م .

للشيخ عكرمة كتابات منها مذكرات في الحديث ثلاثة أجزاء وكانت مقررة لسنوات طويلة على طلبة المدارس الشرعية في الضفة الغربية وأضواء على إعجاز القرآن الكريم والإسلام والتحديث والتربية في الإسلام والإسلام ورعايته للبيئة وارحموا أهل الأرض والمنتقى من أحاديث المصطفى واليمين في القضاء الإسلامي.

إضافة إلى كتاب الوقف الإسلامي بين النظرية والتطبيق والذي كان عبارة عن أطروحة الدكتوراه وكتاب فتاوى مقدسية وغيرها من المؤلفات وله أربعون بحثاً في موضوعات متنوعة سبق أن قدمت من خلال المؤتمرات والندوات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات