الثلاثاء 21/مايو/2024

نزار ريان.. 14 عامًا على استشهاد العالم المجاهد

نزار ريان.. 14 عامًا على استشهاد العالم المجاهد

يوافق الأول من يناير ذكرى استشهاد العالم المجاهد الشيخ الشهيد نزار ريان مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه بعد أن قصفت طائرات الاحتلال منزله في معركة الفرقان عام 2009م.

ترجل عالمٌ مجتهد في علم الحديث الشريف وقائدٌ سياسي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ترك بصمة في ميادين الجهاد والمقاومة ولا تزال بصماته واضحة في علمه ونهجه وجهاده يعرف أثره جيش الاحتلال حين قال “لن يدخلوا مخيمنا” ففشل في اجتياح مخيم جباليا خلال معركة أيام الغضب عام 2004م.

تعرف بصماته أيضاً طائرات الاحتلال التي فشلت في قصف عشرات منازل المواطنين والمجاهدين؛ إذ كانت تجد الشيخ ريان ومعه مئات المواطنين على أسطح تلك البيوت للحيلولة دون تدميرها.

تعرف بصماته ثغور الرباط على حدود قطاع غزة التي دأب على الرباط فيها ليحيي ليله مرابطاً مجاهداً في حين هو في النهار عالم يتجول بين مجلدات العلم في مكتبته التي كانت تضم ما يزيد على خمسة آلاف مجلد ومرجع شرعي.

العسقلاني

في السادس من مارس عام 1959 أبصر ريان الحياة في معسكر جباليا لاجئاً من بلدة “نعليا” قرب عسقلان مترعرعاً في رحاب مسجد الخلفاء الراشدين الذي كان فيه إماماً وخطيباً.

حصل على بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1982 وتتلمذ على مشايخ الحجاز كالشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ ابن جبرين.

نال درجة الماجستير من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في عمان في تخصص الحديث الشريف عام 1990 ثم أكمل درجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1994م وواصل مسيرة العلم وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة بعد أن حصل على درجة الأستاذية في الحديث الشريف.

بين الناس

وتمتع الشيخ ريان بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني واشتهر بالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين وشارك الوسط الذي يعيش فيه وكان أحد رجال إصلاح ذات البين بين الناس.

اعتقله الاحتلال مرات عدة ليقضي في سجونه نحو أربع سنوات كما اعتقلته السلطة مرات عديدة وعُذِّب في سجونها.

وكان الشيخ ريان بارزاً في كل الميادين فخاض صولات وجولات في معركة أيام الغصب حتى اندحرت دبابات الاحتلال من شمال القطاع عام 2004 وكان يقود طليعة المجاهدين على الثغور ويبث فيهم روح العزيمة والثبات ويقوم الليل معهم في ميدان الرباط.

ودأب الشيخ العالم على تقدم صفوف المجاهدين وقدم نجله إبراهيم شهيداً في عملية فدائية في مغتصبة (إيلي سيناي) عام 2001 قتل فيها 6 من جنود الاحتلال واستشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه في محرقة غزة وأصيب ابنه بلال إصابة شديدة في قدمه.

ولم تقف سيرة شهيدنا العطرة هنا؛ حيث قاد أول مبادرة جريئة لحماية بيوت المجاهدين من القصف بالتجمهر مع المواطنين فوق أسطحها مانعاً الاحتلال من سياسته التي حاول فرضها.

كما أضفى طابعاً خاصاً على المناورات العسكرية لكتائب القسام حين يتقدم ركبهم ببدلته العسكرية يحثهم على الجهاد ويحبب إليهم الشهادة.

موعد مع الشهادة

عصر الخميس الأول من يناير عام 2009م خلال معركة الفرقان قرر الصهاينة قصف بيت الدكتور المجاهد نزار ريان لكنه رفض الخروج كيف لا وهو الذي كان يقف على أسطح بيوت المجاهدين لحمايتها ليبقى الشيخ في منزله حتى قصفته طائرات الاحتلال واستشهد مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه.

ترجل العالم المجاهد بعد أن أوصى بمواصلة الجهاد في سبيل الله وعدم الركون إلى الحلول الهزيلة داعياً طلبة العلم لأن يكونوا أوفياء للدين وقضية فلسطين.

مضى الشيخ ريان شهيداً راسماً النموذج الفريد الذي زاوج فيه بين العلم والدعوة إلى الله والجهاد والمقاومة والعمل السياسي ليواصل مسيرتَه تلاميذُه من أهل العلم والمجاهدين على المنهج ذاته والطريق ذاته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات