الأحد 19/مايو/2024

مهرجان حماس في لبنان.. تجسيد للمشروع الوطني الفلسطيني في صورة واحدة

مهرجان حماس في لبنان.. تجسيد للمشروع الوطني الفلسطيني في صورة واحدة

في حضورٍ لافتٍ وتفاعلٍ فلسطينيٍّ واضحٍ وملحوظٍ على المستوى الشعبي والنخبوي أقامت حركة حماس في ذكراها الخامسة والثلاثين مهرجانًا جماهيريًّا حاشدًا في مدينة صيدا بجنوب لبنان.

ووسط اهتمامٍ إعلاميًّ ووطنيٍّ لافتٍ تلألأت مدينة صيدا اللبنانية بالأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس لتكتمل الصورة الوطنية بين الداخل والخارج لتؤكد أن الطوفان الهادر سيتحرك من كل أماكن تواجد شعبنا النابض بالمقاومة.

وشارك في مهرجان الانطلاقة أكثر من عشرة آلاف من كوادر الحركة وأنصارها ومحبيها ومن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وتضمن المهرجان العديد من الفقرات الفنية والكشفية والشعبية.

وبدأ المهرجان بعرضٍ كشفيٍ من كشافة شباب فلسطين في لبنان رفعوا خلاله صور شهداء الضّفة وثوّارها وصور أهالي الشهداء من آباء وأمهات وأرسلوا التّحية لعرين الأسود وكتيبة جنين.

رسالة مشروع المقاومة

بدوره أكد رأفت مُرّة مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان أن الاحتفال بانطلاقة حماس في الذكرى الـ 35 في لبنان بهذا المشهد الشعبي والوطني الكبير هو رسالة مستمرة لانطلاقة الحركة وأهدافها ورؤيتها الاستراتيجية المتمثلة في المقاومة والتحرير والعودة.

وأوضح مرة في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذا الحشد بمنزلة تعبير عن قوة مشروع المقاومة الذي تمثله حركة حماس في الداخل والخارج لافتًا إلى أن حماس موجودة بقوة في مختلف المناطق الفلسطينية وبالتحديد في غزة والضفة الغربية وأيضًا في الشتات وبشكل أساسي في مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأشار إلى أن المجتمع الفلسطيني في لبنان هو مجتمع مقاوم صاحب تاريخ وتجربة وطنية كبيرة ودافع عن الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية وواجه كل مشاريع تصفية المخيمات والوجود الفلسطيني في لبنان ونزع الهوية الوطنية عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وذكر مُرّة أن هذا المهرجان يؤكد التفاف الشعب الفلسطيني في لبنان حول حركة حماس ومشروع المقاومة وحق العودة منبهًا أن الوضع الفلسطيني في لبنان صعب ويعاني من انهيار اقتصادي وأزمات وانقطاع في الخدمات إجمالًا؛ لكن ورغم هذه الحالة إلا أن اللاجئين في لبنان يلبون دائمًا دعوة حركة حماس في مختلف المناسبات والأنشطة.

وحدة القضية

وأكد أن المهرجان حمل رسالة مهمة وهي أن اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين متمسكون بوحدة القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني والأرض والأهداف الفلسطينية.

وأضاف مُرّة: أن “اللاجئين الفلسطينيين يؤكدون كل يوم أنهم شركاء في المشروع الوطني ويجب أن يكونوا شركاء في القرار الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية وهم يرفضون تغييب الفلسطينيين في الخارج عن القرار ومراكز وآليات صنع القرار سواء في السلطة أو منظمة التحرير وكل المشروع الوطني الفلسطيني”.

وتابع: “اللاجئون بحضورهم ومشاركتهم انطلاقة حماس يعلنون بكل صراحة أنهم مع مشروع المقاومة؛ لأنه يكفل حقهم في التعبير والمشاركة ويكفل حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ذات الأراضي التي هجروا منها عام 1948” مشدداً أنهم يرفضون التسوية والاعتراف والتنازل عن الهوية الوطنية الفلسطينية حيث لا يمكن خداعهم أو إغراؤهم بمشاريع تسوية أو مشاريع اعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد مُرّة أن مشهد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوم الأحد وهم يحتفلون بذكرى الانطلاقة يكملون رسم المشهد الوطني الفلسطيني الشامل الذي يمثله قطاع غزة بهذه المقاومة الباسلة التي تضرب الاحتلال ويرسمون المشهد مع الضفة الغربية الذين يضربون مثالاً رائعًا في المقاومة ومواجهة الاحتلال.

وقال إن حماس في لبنان خصصت أولى عروضاتها في الاحتفال بذكرى انطلاقتها في لبنان بتحية مخصصة لعرين الأسود وللضفة الغربية.

ولفت إلى أن مشهد الانطلاقة في لبنان يأتي مكملاً للمشهد الوطني الفلسطيني الذي يظهر كل يوم في شوارع وأزقة قطاع غزة وفي شوارع وجامعات ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وفي القدس المحتلة وفي الأراضي المحتلة عام 48.

من جهته قال إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي: “لقد أسرني مشهد آلاف الفلسطينيين في لبنان.. مشهدٌ مبهج يعطي مناعة وطنية ويمنحنا ثقة جديدة بضرورة ووجوب حق المقاومة الأصيل؛ فالحضور واسع ومتفاعل ومتأهّب للعمل والعاطفة العميقة بأوجها وكأننا نعيش بداية النكبة نفس الحماس للعودة لم ينطفئ فشعبنا في الخارج ما زال بخير يصحوا ويغفوا على رائحة فلسطين وكل ما يقرب إليها من قول أو عمل”.

وأكد المدهون لمراسلنا أنه يُحسب لـ”حماس” لبنان هذا التنظيم الراقي المميز؛ “فنحن أمام قوة فلسطينية قادرة على العمل والترتيب والتنظيم بما يخدم صورة الفلسطيني ويقدمّه بأجمل حلة وأبهى إطلالة ويستثمر حضوره في الاتجاه الصحيح؛ فشعبنا في الخارج هو نواة قوتنا الحقيقية القادرة على التفاعل في كل لحظة مع فلسطين ويستعد للعمل أربعًا وعشرين ساعة مع مقاومته من أجل التحرير والعودة”.

وأضاف: “نجاح هذه الفعاليات الضخمة وتنظيم حشدها دليل على حضور شعبنا وتمسّكه بهويّته وانتمائه للمقاومة وتعاظم دوره في الخارج فيؤكد شعبنا الفلسطيني في لبنان أنه أقوى من كل المؤامرات وعَصِيٌّ على الكسر”.

وتابع: “رغم التجويع والتضييق وما يعانيه شعبنا في لبنان وما تعانيه مخيماتنا من ضغط وتضييق للانفضاض والتّخلي عن مقاومته وهويته تأتي الجماهير أفواجًا أفواجًا لحماس بيوم ماطر تجدد ارتباطها المصيري بالمقاومة وبطريق عودتها لأرضها”.

ونبّه المدهون أن هذا المشهد يحتم على قيادة شعبنا ومقاومتنا زيادة دعم ومساندة الفلسطيني في لبنان وتقوية مؤسساته وواقعه المعيشي؛ “فهذا الشعب يُعتمد عليه في الشدائد ومتأهب لكل طريق يؤدي ويوصل لفلسطين”.

وأشار إلى أن تلبية الفلسطينيين في لبنان لنداء حماس اليوم يُفشل كل محاولات فض الحاضنة الشعبية عن مقاومتها وحركتها لافتًا إلى أنه يحمل رسالة للاحتلال الصهيوني أنك فشلت بتذويب شعبنا وتمزيقه “فالفلسطيني بالخارج له دور لا يقل عن دور الفلسطيني بغزة والضفة والقدس وحماس بلبنان لها فعل وحضور أكبر مما تظنّهُ”.

ويقول المدهون: “لفت انتباهي خلال المهرجان الحضور النوعي للقوى اللبنانية السياسية والعلمائية والحزبية فلبنان بكل قواه يحتضن شعبنا ومقاومتنا وهناك مساندة ودعم واضح من اللبنانيين للفلسطينيين ومؤاخاة وشراكة حقيقة؛ فالهدف واحد والطريق والمصير مشترك وهذا ما عبّر عنه الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش من خلال كلمته المهمة؛ حيث أكد على أن قضية فلسطين قضية عقيدة ودين وأنه يطالب ويؤيد حق توفير حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين في المخيمات”.

وأكد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل تمسك الحركة بالثوابت بدءًا من الأرض وهي كل فلسطين والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحق العودة والمقاومة وعمق الانتماء للأمة والحرية للأسرى مشددا على عدم التخلي عن هذه المبادئ والثوابت والحقوق مهما كانت التحديات.

وقال مشعل خلال كلمته في مهرجان “آتون بطوفان هادر: ” احتفالًا بانطلاقة حركة حماس الـ 35 في مدينة صيدا اللبنانية: “إن الاحتلال يظن أنه بحكومته المتطرفة سوف يُنهي قضيتنا لكن شعبنا العظيم بأصالته ووحدته يستطيع أن يحول هذا التحدي إلى فرصة فكل مشاريع التسوية هُزمت وآخرها كان صفقة القرن” مؤكدًا أن فلسطين تلفظ الغزاة ولا تصبر عليهم وشعبنا قادر على هزيمة الاحتلال وحكومته الفاشية.

ودعا مشعل إلى تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة الحكومة الفاشية الجديدة وأن تكون وحدتنا مؤسسة على روح الشراكة في المسؤولية والقرار في الميدان والقيادة على أسس ديمقراطية.

أمة أصيلة

وأكد رئيس حركة حماس في الخارج أن أمتنا الأصيلة التي ظلت على العهد لم تغير ولم تبدل وهي حاضنتنا وعمقنا وشريكتنا مبينًا أن مونديال قطر أكد الحقيقة بأن الأمة موحدة وتحتاج إلى مشروع وراية ونجاحات للتحرك خلفه.

وشدد على أن التطبيع ثبت أنه وهم وهو شيء مصطنع لا جذور له بين شعوبنا داعيًا الأنظمة التي سوقت للتطبيع إلى ترك هذه البضاعة التي تبعدها عن شعوبها وتصنع الأزمات.

وأشار مشعل إلى أن الشتات الفلسطيني كان مفجر الثورة يومًا ما وكان يقود المعارك عبر حدود فلسطين وكانت مخيماته ألوية للمقاومة وكان جزءًا من مسيرة التحرير واليوم سوف يستعيد دوره في مسيرة التحرير والنضال والعودة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق

الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عزت الرشق، عن قلقه من الأنباء التي تحدثت عن تعرض طائرة...