الإثنين 29/أبريل/2024

عمار مفلح.. بسالة في مواجهة احتلال مجرم

عمار مفلح.. بسالة في مواجهة احتلال مجرم

ما بين بسالة الشاب الفلسطيني عمار مفلح وخسة الجندي الصهيوني الذي أعدمه بدم بارد تتلخص حكاية شعب أبيّ في مواجهة احتلال مجرم.

المشاهد المصورة لعملية الإعدام الميداني للشاب مفلح التي تداولتها منصات التواصل الاجتماعي أشعلت حالة من الغضب ضد الاحتلال وكالعادة السؤال الحائر بلا إجابة إلى متى يستمر العدو في اقتراف جرائمه دون محاسبة أو مساءلة؟!

إعدام بدم بارد
وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد استشهد عمر مفلح جراء تعرضه لعملية “تصفية جسدية” بدم بارد بعدما أطلق أحد جنود شرطة حرس الحدود “الإسرائيلي” النار تجاهه مساء الجمعة من مسدس على الشارع الرئيس في بلدة حوارة في نابلس.

ويروي المركز -في بيان له- تفاصيل جريمة إعدام مفلح مبينًا أنه حوالي الساعة 4:00 مساء أمس الجمعة أقدم شرطي من حرس الحدود “الإسرائيلي” على إعدام المواطن عمار حمدي نايف مفلح (23 عاماً) من سكان نابلس بإطلاق النار المباشر تجاهه من المسافة صفر على الشارع الرئيس في بلدة حوارة جنوب شرقي نابلس.


وأشار إلى أن ذلك جاء إثر عراك بينهما خلال محاولة المواطن المذكور تخليص نفسه من قبضة الجندي الذي أطبق خناق رقبته بذراعه محاولاً اعتقاله بعدما سحبه الشرطي عن الأرض إثر إصابته بشظايا بعد تعرضه لإطلاق نار من مستوطن كان يستقل سيارة في المكان.

ولم تسمح قوات الاحتلال للمواطنين أو طواقم الإسعاف من الوصول للمواطن المذكور وتركته ينزف 20 دقيقة قبل نقله بسيارة إسعاف إسرائيلية من المكان وبعد نحو ساعة أبلغت الارتباط الفلسطيني بمقتله رسميًّا.


اعتداء المستوطن
ويروي المواطن ثائر خالد عبد ربه أبو صالحية (36 عاما) في إفادته التي نقلها المركز الحقوقي تفاصيل أخرى لبداية الحدث قائلاً: “لفت انتباهي شاب يقف مقابل المنطقة التي أقف فيها ويدق بأصبع يده على زجاج سيارة مستوطن من الجهة اليمنى حيث كانت تجلس مستوطنة في المقعد الأمامي للسيارة. على الفور ودون أن يفتح المستوطن نوافذ سيارته أطلق ثلاثة أعيرة نارية من مسدس”.

وأضاف “شاهدت الشاب الذي طرق الزجاج يسقط على الأرض وكان هناك دماء في وجهه بعد لحظات وصل أحد جنود حرس الحدود الإسرائيلي مسرعاً وحده قادماً من الجهة الغربية للشارع أي جهة مدينة نابلس وسحب الشاب المصاب عن الأرض وحاول اعتقاله فتدخل عدد من الشباب لمحاولة إفلاته من يدي الجندي الذي أطبق بذراعه على رقبة الشاب وسحبه لمسافة مترين أو ثلاثة وكان الشاب يحاول تخليص نفسه ويهاجم الشرطي للإفلات منه”.

وتابع “خلال ذلك سقطت بندقية الشرطي وأفلت الشاب من يديه مباشرة سحب الشرطي مسدسه عن جانبه وأطلق تجاه الشاب عدة رصاصات في الجزء العلوي من جسده ولم يسمح لأحد بالاقتراب منه. بعد لحظات وصلت عدة آليات عسكرية وفرضت طوقاً أمنياً على المنطقة وأغلقتها ولم تسمح لسيارات الإسعاف بالاقتراب من الشاب المصاب الذي ترك ينزف حوالي 20 دقيقة قبل أن تصل سيارة إسعاف إسرائيلية نقلته من المكان”.

وأكد المركز الحقوقي أن تحقيقاته وإفادة شهود عيان ومقاطع الفيديو التي وثقت الواقعة تؤكد أن إطلاق النار تجاهه جاء دون أي مبرر.


وأكد المركز أن إعدام مفلح نموذج صارخ لسياسة الإعدام الميداني والقتل دون مبرر بسبب التسهيلات في تعليمات إطلاق النار ونتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي أدت لارتفاع جرائم القتل التي يقترفونها في الأرض الفلسطينية المحتلة حيث قتل 10 فلسطينيين 7 منهم من المدنيين خلال أقل من 80 ساعة.

حضور وطني دائم
رحل الشهيد عمار مفلح وبقي توثيق جريمته وسيرته العطرة شاهدة على نموذج للشباب الفلسطيني الأبي الذي يتحدى الاحتلال ويواجهه رغم المخاطر.

فعمار لم يتوانَ يومًا عن أداء واجبه الوطني وكان دائم الحضور في الفعاليات الوطنية والمواجهات لا سيما رفقة الشباب الثائر في جبل صبيح رفضاً للاستيطان.

وسبق أن تعرض عمار للإصابة 4 مرات برصاص قوات الاحتلال كما اعتقل وهو طفل لم يتعدَّ الـ 13 عامًا في حين لا يزال شقيقه سامر أسيرًا في سجون الاحتلال يقضي حكماً بالسجن خمس سنوات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات