السبت 27/أبريل/2024

البازار التراثي.. معرض في غزة يستذكر أمجاد الأجداد

البازار التراثي.. معرض في غزة يستذكر أمجاد الأجداد

بأدوات يدوية بدأ النحات اللاجئ الفلسطيني محمود دهيش يمارس مهنة النحت على الخشب ضمن زوايا معرض للتراث الفلسطيني أقيم في غزة.

ويقول دهيش: إنّ “صناعته تعتمد على الجهد اليدوي أساسًا وتمرّ بعدة خطوات ومراحل وصولاً إلى الخروج بقطع فنية متميزة قابلة للاقتناء وتحمل دلالات وطنية وتراثية تستهوي أنظار الناس.

مساهمة اللاجئ دهيش كانت ضمن معرض البازار التراثي الذي نظّمته الهيئة العامة للشباب والثقافة والمركز الثقافي الماليزي اليوم الثلاثاء في أرض المعارض بساحة السرايا وسط مدينة غزة بمُناسبة يوم التراث الوطني الفلسطيني.

وشارك في المعرض التراثي العديد من أصحاب المهن والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية والحرفية والتراثية والجمعيات والمراكز في حين عَمّ المكان أجواء غلبت عليها الملامح التراثية والفلكلورية الفلسطينية والتي اشتملت على لوحات الدبكة الشعبية والأغاني التقليدية.

ذاكرة الأجيال
بدوره؛ أكّد رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة أحمد محيسن أنّ البازار التراثي يهدف لربط الماضي بالحاضر حتى يبقى في ذاكرة الأجيال الممتدة والذي يتحدث عن الأغاني والأمثال الشعبية والقصص والعادات والتقاليد ويتحدث عن الزي الشعبي الفلسطيني والمأكولات والمعالم الأثرية والمواقع وهذا واجبنا أن نحافظ عليه؛ حتى نربط الأجيال ببعضها.

أما المواطنة تحرير بلال فاستخدمت الأدوات التقليدية للتعبير عن حُبها للتراث الوطني الفلسطيني عبر صُنع المجسمات والاكسسوارات والقطع الفنية بالخيوط والخرز في محاولة لتذكير الأجيال على مدار الوقت بتراثهم.

سرقة التراث

وتقول المُشارِكة تحرير لمراسلنا: إنّ مشاركتها في المعرض تأتي “في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة لسرقة التراث الفلسطيني ونسبته إليه كما حصل في سرقة الكوفية والثياب والطعام”.

وتضيف: “ركزت في القِطع على تجسيد علم فلسطين ومفتاح العودة في رسالة للأجيال الجديدة بأن لنا تاريخاً وبصمة”.

ويحتفل الشعب الفلسطيني في أكتوبر/ تشرين الأول من كُل عام بتراثه عبر فعاليات مُختلفة تحمل في طياتها ملامح التراث الفلسطيني؛ بهدف الحفاظ عليه من النسيان ومنع المحاولات المتواصلة لسرقته من الاحتلال الإسرائيلي.

وزيّنت خيمة الشعر مدخل المعرض وتميزت بالسجاد الذي حيك يدوياً والفرش والمسانِد التي غلبت عليها الألوان التقليدية كما امتلأ المكان برائحة القهوة المصنوعة على الحطب.

وتضمّن المعرض العديد من الأقسام المتنوعة مثل السجاد اليدوي والمشغولات النحاسية والفخارية والمنتجات الزجاجية والخياطة والتطريز والصوف كذلك العديد من منتجات التحف والخزف ومشغولات القش والمشغولات الخشبية وضم كذلك أقسام الإكسسوار المُطعمة بالألوان التراثية والحقائب والمُعلقات وأثواب البلدات الفلسطينية والدمى.

أكلات فلسطينية
ولم يغفل المُشارِكون في المعرض عن تخصيص جانبٍ خاصّ بالأكلات الفلسطينية والتي تحضّر طازجةً للزوار مثل المعجنات المُطعمة بالأجبان والزعتر والسبانخ كذلك خبز الشراك والمخللات والمقلوبة والمسخن وغيرها من الأطعمة التقليدية.

وضمت جنبات المعرض منتجات القش وأدوات الزينة المنزلية والتي كُتب عليها العبارات الوطنية وأمنيات العودة إلى المُدن المحتلة كذلك البراويز وقطع المرايا التي قصَّت على شكل خريطة فلسطين وبجوارها زوايا لسيدات يمتهنّ نقش الحناء.

واحتوى المعرض كذلك على زاوية خاصة بمجسّم المسجد الأقصى بما يحتوي عليه من قِباب ومُدرجات وجدران عتيقة وإلى جانبه عدد من اللوحات الفنية التشكيلية والتي صَوّرت ملامح التراث المتمثل بالكوفية والحطة والعقال.

وقالت اعتماد أبو عمرة التي شاركت في زاوية متحف القرارة التراثي: إنّ “المشاركة جاءت للحِفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني من خلال إظهار تفاصيل التراث والذي يعدّ من أساسيات الحضارة الفلسطينية”.

وضمّت الزاوية الخاصة بالمتحف عدداً من القطع القديمة والتي يعود عمرها إلى عشرات السنين ومنها القطع النحاسية العتيقة والقطع الفخارية وكذلك الطاحونة وبابور الكاز وسلال وصواني القش والأدوات الزراعية الخشبية القديمة.

ويسعى الفلسطينيون دائمًا إلى التعبير عن تمسكهم بتراثهم الوطني المتمثل في الأزياء والمستلزمات المنزلية والقطع الفنية والمأكولات والحلويات بغرض حمايته من محاولات القرصنة الإسرائيلية المتواصلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات