الأحد 19/مايو/2024

بتسيلم الإسرائيلية: الفلسطينيون مستباحون أحياءً وأمواتًا

بتسيلم الإسرائيلية: الفلسطينيون مستباحون أحياءً وأمواتًا

“حتى حق الحِداد ليس مكفولًا للفلسطينيين. مستباحون أحياءً وأمواتًا”، بهذه الكلمات لخّصت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية ما وصفته بسياسة العقاب الجماعي ونظام الفصل العنصري “الأبارتهايد” الذي تمارسه تل أبيب بحق الشهداء وعائلاتهم.

وفي تقرير لها، سلّطت المنظمة الإسرائيلية الضوء على أمرين: الأول، الاعتداء على جنائز الشهداء وما يعنيه ذلك، والثاني يتمثل في احتجاز جثثهم، وهدف “إسرائيل” من ذلك كله التأثير في معنويات عائلاتهم.

ووثقّت “بتسيلم” اعتداء قوات الاحتلال على جنائز 4 فلسطينيين أبرزها جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة عندما اعتدى الجنود بوحشية على المشيعيّن وحملة النعش يوم 13 مايو/أيار الماضي في مشهد أثار انتقادات صارمة عالميًّا، ولم تتخذ “إسرائيل” أيّ إجراءات لمحاسبة المتورّطين في ذلك الاعتداء.

ومنذ ذلك الحين، وثّقت المنظمة الإسرائيلية تشييع ثلاث جنائز أخرى اعتدت خلالها شرطة الاحتلال على المشيّعين، ومنعتهم من وداع الشهداء وتشييعهم وتكريمهم بمراسم لائقة.

وقع الاعتداء الأوّل شرقي القدس خلال جنازة وليد الشريف (23 عامًا) يوم 16 مايو، والثاني في مخيم العروب للاجئين خلال جنازة غفران وراسنة (30 عامًا) في الأول من يونيو/حزيران، والثالث في بيت أمر خلال جنازة نايفة الطوس -شقيقة الأسير محمد الطوس- في الأول من الشهر الجاري.

وأظهرت تسجيلات الفيديو والإفادات التي أدلى بها عدد من المشيّعين للمنظمة، أن جنود الاحتلال ضربوا المشاركين بالهراوات وأطلقوا نحوهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وتؤكد “بتسيلم” في تقريرها أن العنف الذي مارسته “إسرائيل” خلال هذه الجنائز ليس استثنائيًّا؛ فقد سبق أن وثّقت أحداثًا مشابهة، وهي تندرج ضمن مختلف تجلّيات السياسة الرسمية لنظام الأبارتهايد في تعامله مع حداد الفلسطينيين على شهدائهم.

وضربت المنظمة مثالين على ذلك: أولهما احتجاز “إسرائيل” جثث 103 فلسطينيين -منها 9 لقُصّر- بتصديق من محكمة العدل العليا ومنع عائلات الشهداء من وداع أعزّائهم ودفنهم، والثاني إلغاء -شبهَ تلقائي- أي تصاريح كانت تل أبيب قد أصدرتها لأقارب الشهداء الذين قتلهم الاحتلال.

وتبرّر “إسرائيل” احتجاز الجثث بأنها تحتاج إليها لتجعلها أوراق ضغط للمساومة في أي مفاوضات مستقبلية، أما إلغاء التصاريح فدعواها فيه هي أنها تخشى قيام أقارب الشهداء بعمليات انتقاميّة.

غير أن هذه الادعاءات -وفق “بتسيلم”- ليست سوى تمويه بائس لسياسة العقاب الجماعي القاسية التي تُلحق أذًى بالغًا بالعائلات التي فقدت أعزّاءها، كما أنها تكشف وجهًا آخر من ممارسات نظام الأبارتهايد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات