بعد هدم منزلها.. عائلة الرجبي تستقبل العيد بواقع حزين وصمود متواصل
في خيمة مهترئة وفوق ركام منزلها، احتفلت أسرة المقدسية أم فارس الرجبي، بعيد الأضحى المبارك.
ولم يكن العيد هذا كغيره من الأعياد على عائلة الرجبي المكونة من 30 فردًا جلهم من الأطفال، فلا كعك للعيد، ولا مكان لاستقبال الزوار سوى الشارع.
ولم يعلق الأطفال زينة العيد، ولم يناموا ليلة العيد على أسرّتهم، ولم يحظوا بليلة عيد هادئة بين جدران منزلهم، فجرافات الاحتلال الإسرائيلي هدمت في العاشر من مايو المنصرم بناية سكنية للعائلة، في حي عين اللوزة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
البيت المكون من خمس شقق موزعة على طابقين تؤوي أكثر من ثلاثين فردا، أصبح أثرا بعد عين، واستبدله أصحابه بخيم عديدة مشتركة، تفصلها قطع قماشية.
دمار وصمود
تقول أم فارس الرجبي، إنها صامدة وعائلتها رغم الهدم والدمار الذي حلّ بمنزلهم، مبينة أنها لن تغادر منزلها المدمر، وستحتفل في العيد على أنقاضه.
أم فارس التي اعتادت على إعداد الكعك قبيل العيد وتوزيعه على أبنائها وأحفادها، لم يسعفها المكان لتحضيره هذا العام، فلم يتبقَّ لها فرن ولا أدوات تحضير الكعك التي تساعدها على طهيه، إلى جانب أن حالتها النفسية والمعنوية لم تساعدها على ذلك.
وتتساءل بحيْرة: كيف لها أن تستقبل الزوار خلال العيد، ما بين الخيمة والشارع، وكيف ستمكّن أحفادها من الاستمتاع بالعيد.
ورغم ما حلّ بها وبعائلتها من دمار وخراب إلا أن أم فارس تصر على الصمود والرابط في القدس، حيث أرضها ومنزلها المدمر، مضيفة “لو بتلحف السماء وبنام على الأرض ما بتحرك منها.. هاد أرضي وأنا مزروعة فيها، مش رح أتحرك منها ليوم ما أموت”.
وتتأمل أم فارس والدموع محبوسة في عينيها، أن يكون الفرج قريبا، موقنة بأن النصر صبر ساعة، وأنه مهما طال الزمن أو قصر، لابد من زوال الاحتلال.
سياسة لا تتوقف
وبلغت عدد عمليات الهدم لمنشآت سكنية وتجارية في القدس، خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، 90 عملية هدم، منها 79 عملية هدم ذاتية، تركزت في بلدات سلوان، والعيسوية، وجبل المكبر والطور.
ونفذت العائلات المقدسية سلسلة من الاحتجاجات والوقفات أمام مبنى بلدية الاحتلال ضد سياسة هدم المنازل، وأصدر أهالي بلدة جبل المكبر جنوبيّ القدس وعشائر السواحرة قرارًا غير مسبوق بوقف جميع أنواع الهدم الذاتية في البلدة داعين باقي بلدات وأحياء القدس لاتخاذ الإجراء ذاته.
وساندت ما تُسمى “سلطة الطبيعة والبيئة” الإسرائيلية طواقم بلدية الاحتلال للسيطرة على عدد من أراضي المقدسيين، خاصة في حيّ وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب “الأقصى”، حيث اعتدت طواقمها على عائلة “سمرين” بعد اقتحام أرض العائلة ومحاولة جرفها؛ ما تسبب بإصابات خطيرة واعتقالات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...
المجلس اليهودي الأسترالي: مظاهرات الطلاب ضد الإبادة بغزة ليست معاداة للسامية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المجلس اليهودي الأسترالي رفضه بشدة اعتبار مخيمات التضامن التي أقيمت في الجامعات لدعم الفلسطينيين في غزة...