السبت 27/أبريل/2024

كيف يتصدى الفلسطينيون لهيمنة الاحتلال المتصاعدة؟

كيف يتصدى الفلسطينيون لهيمنة الاحتلال المتصاعدة؟

قبل أيام من الإعلام عن انهيار ائتلافه الحكومي أبدى “نفتالي بينيت” رئيس حكومة الاحتلال التي تعد أيامها الأخيرة، تطرفاً شديداً وتحدياً متصاعداً وهو يتحدث عن ممارسات جيشه وأجهزته الأمنية مع خصومه في إيران وجنوب لبنان وغزة.

يتفوق كيان الاحتلال على محيطه في القدرات العسكرية والاقتصادية، مستفيدًا من تحالفه مع الولايات المتحدة الأمريكية الأولى لكنه يعاني من تطورات وأزمات داخلية مع احتدام الصراع فوق رقعة كامل فلسطين التاريخية.

حالة الوعيد المتكررة من قادة الاحتلال لأعدائها تفي بها بواسطة عمليات اغتيال وإعدام ميداني وانتهاك يومي للقوانين حتى أضحى الحديث عن تمييزها العنصري والأبارتهايد متكرراً في دول عديدة.

عدوان متصاعد

وصول “إسرائيل” لقمة هرم العلو والهيمنة ليست نبوءة قرآنية فقط؛ فجرائمها العسكرية والأمنية وانفتاحها السياسي خاصةً في ملف التطبيع تضع شواهد دامغة على هيمنة “إسرائيل” بفلسطين المحتلة والإقليم.

يقول اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشئون العسكرية: إن إسرائيل تعد الآن في أوج قوتها وتحقيق شوطها، وإن رئيس حكومتها (المنهارة) “بينيت” يزعم قبل أيام أنه حقق أكثر ما حققته حكومات “إسرائيل” في عشر سنوات مضت.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “يعزّزون مؤخراً ردع إيران وحزب الله، ويتوعدون برد قاس بمنطق الغطرسة بعد أن حولوا غزة لأكبر سجن في العالم، ونجحوا في اغتيال علماء وقادة عسكريين في إيران”.

لا تجد “إسرائيل” رادعاً كاملاً أمام هيمنتها وغطرستها وممارستها العنصرية بحق الفلسطينيين خاصة مع تراجع الدور العربي تجاه قضية فلسطين التي يعاني أبناؤها من انقسام داخلي ممتد.

وتفتقد الساحة الفلسطينية، حسب رؤية الخبير شرقاوي، لقيادة عمل وطني موحدة تراجع ما يمارسه رئيس السلطة من دور سياسي سلبي، وتحاول تخطي عقبات الانقسام السيئة.

ويؤكد جورج جقمان -المحلل السياسي- أن حكومات عديدة في الإقليم موافقة على ما تمارسه “إسرائيل” التي تتعرض قليلاً لضغوط مخففة لكبح جموح المستوطنين المتطرفين وهم يمارسون تطرفاً كبيراً.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن في مرحلة غير مسبوقة في هيمنة إسرائيل على الأرض والحقوق والمقدسات، وهي مرحلة خطيرة يشجعها في ذلك الضعف الفلسطيني والتطبيع العربي”.

وتمضي “إسرائيل” في عدوانها بإيماءة موافقة من الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها و”الكونجرس” المساند وسط تقاعس من الرأي العام الرسمي الدولي الذي يكبح جماحها.

نقاط القوة
صحيح أن الفلسطينيين يبدون في الآونة الأخيرة صموداً متصاعداً منذ اندلعت أحداث الشيخ جراح ومعركة سيف القدس، لكنهم بحاجة لتعزيز نقاط القوة في الصراع مع الاحتلال.

ونجحت “إسرائيل” منذ إدارة الرئيس الأمريكي “ترمب” في التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع عدة دول عربية على رأسها البحرين والإمارات والمغرب ودول أخرى في حين يجرى الحديث عن اقتراب تطبيعها مع السعودية.

ويصف الخبير شرقاوي حالة الاشتباك بين “إسرائيل” وخصومها بغير الإستراتيجية في دول الجوار، في حين يضعِف الاعتقال السياسي وسلبية مواقف السلطة الفلسطينية من المشهد الفلسطيني المنقسم أصلاً.

وتعززت في السنوات القليلة الماضية مشاهد المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تثبت عودة في الوعي ووحدة في الهوية، لكنها بحاجة أن تصل لحالة عصيان مدني شامل، كما يرى الخبير شرقاوي.

ويشير الخبير شرقاوي أن المقاومة السلمية إذا تصاعدت بشكل عصيان مدني تكبِّد الاحتلال خسائر مادية، وتحرجه أمام العالم معنوياً وأخلاقياً، وتؤثر في الرأي العام الدولي.

يجرى عدوان “إسرائيل” في فلسطين المحتلة وسط حالة صمود متصاعدة بحاجة لتطوير برنامج وقيادة موحدة في ملف المقدسات والاستيطان في حين تحاول مقاومة غزة التدخل وقضم الردع الإسرائيلي.

ويؤكد جورج جقمان -المحلل السياسي- أن الفلسطيني يقاوم عملية التهجير المنظمة وسرقة الأراضي وقد حقق نقاطا إيجابية في القدس والاستيطان ومسلسل تهجير مسافر يطا.

ويتابع: “تعزيز نقاط القوة يكون بتطوير صمود الفلسطينيين الذين يشكلون نصف سكان فلسطين التاريخية الآن فوق أرضها، ووضع برنامج مقاومة ليس فصائلياً فقط، والاستفادة من ملايين فلسطينيي الخارج، وفضح ممارسات التمييز العنصري أمام العالم والقضاء الدولي”.

ويبدو المشهد في المرحلة الحالية من الصراع معقدا أمام واقع “إسرائيل” المهيمن على الأرض ومحاولة استعادة القوة الفلسطينية على الصعيد الشعبي والوطني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...