السبت 27/أبريل/2024

إعادة بناء مرصد الفاتح.. رسائل ردع وقوة

إعادة بناء مرصد الفاتح.. رسائل ردع وقوة

إعادة بناء مرصد الفاتح شمال قطاع غزة، خلال ساعات معدودة يبعث على الفخر، ويرسل للاحتلال برسائل من ردع ونار.

صباح اليوم قصفت طائرات الاحتلال المرصد الذي طالما استفز المستوطنين الإسرائيليين في مستوطنة “نتيف هسعراه” الذي يكشف المستوطنة والتحركات فيها.

جيش الاحتلال عدّ قصف المرصد إنجازًا، وبثوا فيديوهات للحدث؛ في رسائل طمأنة للمستوطنين الذين طالما طالبوا بإزالة البرج من المكان.

لم تدم النشوة طويلًا؛ إذ تحدثت مصادر في كتائب القسام لمراسلنا أن المرصد أعيد بناؤه من جديد، وأفضل مما كان.

وأوضحت المصادر أن إعادة إنشاء المرصد جاء من باب التحدي والإصرار على مواجهة المحتل.

مشهد عزّة

من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن سرعة إعادة بناء كتائب القسام المرصد الذي قصفه الاحتلال صبيحة اليوم السبت، مشهد عزة وقوة، ورسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال.

وقال في تصريح لمراسلنا: إنه تأكيد على جهوزية المقاومة الدائمة لبناء وتطوير مواقعها ومقدراتها رغم كل الصعاب والتحديات.

رسائل تحدٍّ

الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري قال: إن إعادة بناء المرصد خلال ساعات من استهدافه وتدميره من الاحتلال الاسرائيلي هو رسالة تحدٍّ للاحتلال بأن المقاومة لن تتراجع عن أي خطوة فرضتها في الميدان.

وأضاف في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن محاولة تغيير الواقع الأمني في محيط القطاع لن تنجح، والمقاومة بالمرصاد له، ولن تعطي الاحتلال أي فرصة لتحقيق صورة النصر.

ومضى يقول: “أيضا هي رسالة واضحة لمستوطني الغلاف بأن الجيش مهزوم ومردوع أمام المقاومة ولم يستطع أن يمنع إعادة بناء وترميم هذا المرصد، وأن استعراضه بالصور وتفاخره بقصف المرصد هو نصر وهمي بدّدته المقاومة بتصميمها واستعدادها وجهوزيتها لإعادة بنائه فورا”.

وأكد أبو زهري أنه بات راسخا في الوعي الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية لا تتراجع ومصممة على مواصلة تحقيق أهدافها مهما كلفها ذلك من ثمن، وأن المقاومة تقبل التحدي، ولا يردعها أي تهديد من جيش الاحتلال.

وأكمل قائلا: “بل وتستعد جيدا وتسابق الزمن لاستثمار الفرصة لتوجيه ضربة قاسمة للاحتلال في أي مواجهة مرتقبة، وهذا ما يفسر حالة السخرية من المستوطنين والانتقادات لقيادة الجيش بعد أن تمكنت المقاومة من بناء هذا المرصد وإعادة بناء مواقعها في وقت سابق أيضا”.

قواعد الاشتباك

الكاتب الفلسطيني عبد الرحمن يونس، قال: إن إعادة بناء المرصد الذي قصفه الاحتلال خلال ساعات قليلة هو رسالة تحدٍّ كبيرة من المقاومة للاحتلال.

وأضاف في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال حاول بقصفه المرصد أن يظهر بصورة المنتصر بعد إسقاط المنطاد شمال غزة واغتنام المقاومة معدات متطورة.

واستدرك قائلًا: إن إعادة بنائه بهذه السرعة هو دليل على الجهوزية العالية التي تتمتع بها المقاومة في أي مواجهة مقبلة.

كما أن سرعة إعادة الترميم في المكان نفسه يدل على أن المقاومة تحافظ على تثبيت  قواعد الاشتباك التي فرضتها خلال المرحلة الماضية، وفق الكاتب.

معركة الوعي

أما الكاتب محمد شاهين فقد قال: إن هيبة الاحتلال تتآكل، ومعادلة ردعه سقطت أمام ثبات المقاومة وتكيتكاتها المتنوعة في مواجهة آلة الإرهاب والصهيوني.

وأضاف في تصريح لمراسلنا أن المقاومة استطاعت فرض معادلة جديدة عنوانها “نحن أصحاب اليد العليا، وأننا مقاومة للكل الفلسطيني”.

وأكد أن المقاومة استطاعت أن تحقق نصرًا جديدًا في معركة الوعي مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد يوم من سيطرتها على منطاد عسكري تجسسي شمال القطاع.

مساس بقوة الردع

وعدّ المراسل العسكري لموقع “والا العبري”، أمير بوخبوط، ترميم حركة “حماس”، الموقع القريب من مستوطنة “نتيف هعسراه” بسرعة، مساسًا بقوة ردع الجيش الإسرائيلي الإقليمية، خصوصًا حينما نتحدث عن وعي ورأي إعلامي وصورة انتصار.

وأضاف: “بهذه الطريقة يمس الجيش قوة ردعه، ويؤثر سلباً على الرسالة التي يحاول إيصالها لسكان مستوطنة نتيف هعتسرا، وبالرسالة التي يحاول إيصالها لحماس”.

ونشر موقع “دورون كدوش” العبري صورًا للمرصد أثناء عملية الترميم من رجال القسام، على مرأى من المستوطنين وجيش الاحتلال.

وقال: “بعد ساعات من استهداف المرصد، رمّم عناصر حماس، المرصد الذي يراقب سكان مستوطنة نتيف هعسراه، حتى أعلام حماس أعيدت بالفعل إليه”.

ونشر مستوطنو “نتيف هعسراه” على حدود قطاع غزة شريط فيديو أعدّوه في أعقاب قصف نقطة المراقبة والرصد القريبة منهم والتابعة لحماس التي بدورها أعادت بناءها وترميمها بسرعة كبيرة.

وعبّر المستوطنون خلال الشريط -الذي تضمن أغنية- عن قلقهم، وكتبوا فيه: إن حماس تبني نقطة رصد بثمن زهيد أعلى من جدار “إسرائيل” الذي كلف الملايين.


واستنكر المستوطنون قصف الجيش لنقطة المراقبة بقذيفتين باهظتي الثمن، في حين النقطة ما زالت شبه قائمة، وتساءلوا في نهاية الشريط: هل ستعيد حماس بناء النقطة، أم ستصر “إسرائيل” على موقفها؟!

وسخر المستوطنون من جيشهم قائلين: “ما كان يجب أن يحدث من أول ثانية أصبح هدفا لليوم الذي طال انتظاره”.

من جانبه، قال الصحفي “متان تسوري”، في صحيفة يديعوت أحرنوت، والمختص في الشأن الأمني في “غلاف غزة”، في تغريدة له عبر فيس بوك: “مرة تلو الآخر يخسر الجيش الإسرائيلي في المعركة على الوعي وفي المعركة على النصر أمام الأعداء، واليوم أيضاً أمام مواطني الدولة”.

“الليلة قام الجيش الإسرائيلي -بهجوم ترضية- ماذا يعني ذلك؟ تم مهاجمة نقطة لحماس بُنيت على مسافة عشرات الأمتار بعيداً عن مستوطنة نتيف هعسراه. طوال أشهر طالب السكان في المستوطنة بإزالتها خشية من استخدامها من نيران القناصة أو نيران المضاد للدروع”.

يضيف: “ولكي يرضي الجيش المواطنين هاجم النقطة (نقطة رصد) لا.. إنها بقيت واقفة على أعمدتها، ويبدو أنه سيتم قريباً جداً إعادة ترميمها، الجيش قام بنصف عمل، فبدل أن يدمرها حتى آخرها اكتفى بهجوم ضعيف نسبياً”.

“دعونا نعترف بالحقيقة، هذه النقطة رمزية جداً، هناك نقاط أهم بكثير منها في قطاع غزة، لكن الجيش أراد إرضاء السكان ومهاجمة النقطة، وأن يقدم لهم صورة نصر وكأنه يقول لهم طلبتم ذلك ونحن فعلنا”.

وتابع: “ولكن هذا لم يكن كما أراد وبقي العمل ناقصاً، وما زالت النقطة قائمة، والسكان غاضبون من ذلك، وهم على حق ويتساءلون إذا كنتم قررتم وهاجمتم.. إذن لماذا لم تدمروها كاملاً؟”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...