السبت 27/أبريل/2024

جماعات المعبد المتطرفة.. هكذا تعمل لإقرار واقع جديد بالأقصى

جماعات المعبد المتطرفة.. هكذا تعمل لإقرار واقع جديد بالأقصى

جماعات المعبد المتطرفة تحاول خلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية، تكريس عدد من الممارسات والطقوس التوراتية، بهدف جعلها مكتسبات دائمة.

وفي مقدمة هذه الممارسات يأتي تكرار “السجود الملحمي” على ثرى المسجد الأقصى المبارك، رغم أن “السجود الملحمي” ممنوع على الحجارة وفق التشريع التلمودي إلا في “الهيكل” المزعوم. 

بالإضافة إلى تثبيت أدائها للصلوات العلنية الجماعية بصوت عالٍ، وترديدها للتراتيل التوراتية والأناشيد القومية بصوت عالٍ طوال فترة تواجدها في الأقصى.

كما يعمد المقتحمون للمسجد الأقصى إلى ارتداء الملابس البيضاء حصرًا، وهي ملابس التوبة التي ينبغي على “كهنة المعبد” أن يرتدوها ما داموا في خدمة “الهيكل” وفق التعاليم الدينية لهذه الجماعات.

تكريس البائكة الغربية لقبة الصخرة بعدِّها نقطة صلاة ثابتة إلى جانب الساحة الشرقية، وهي البائكة التي سبق لمدير أوقاف القدس عزام الخطيب أن طرد حارسات الأقصى من أمامها في بداية مسار جماعات المعبد التي كانت تحاول تكريسها كنقطة تجمع في شهر تموز يوليو 2018.

معبد قائم

يقول أستاذ دراسات بيت المقدس، عبد الله معروف، إن هذه الممارسات الأربع للمقتحمين تمضي في طريق تكريس التعامل مع المسجد الأقصى كونه معبدًا قائمًا وذلك بإحياء كل خصوصيات المعبد التي اندثرت باندثاره وفق الرواية الدينية، وهو خطر يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بالقفز إلى الصراع على طبيعة الأقصى وهويته.

وأضاف معروف لمراسلنا أن شرطة الاحتلال أعادت أشكالًا من التضييق ارتبطت بذروات سابقة للعدوان مثل: اقتحام الأقصى ليلًا ومحاولة منع الاعتكاف، وتحديد أعمار المصلين لصلاة الظهر للتمهيد لفترة الاقتحام الثانية التي تأتي بعد صلاة الظهر.

وتابع: هذا المسار سيتصاعد أكثر في المحطات التالية للعدوان، وستدخل المعركة على الأقصى فصولًا أكثر مصيرية، ولا بد أن ندرك بصراحة وبلا مواربة أن محاولات الحديث عن معادلات ردعٍ تفصيلية في الأقصى على مستوى منع دخول الجامع القبلي أو منع رفع علم الاحتلال لم تكن أكثر من وهم.

وأكد أن الطريق ما زال طويلًا أمامنا على إجبار الاحتلال على تراجع إجمالي في الأقصى، وفرض هذه التراجعات وارد وممكن كما ثبت بالتجربة، لكن استعجالها والحديث عنها – بينما هي لم تحصل – يشكل عبئًا على صراعنا وعلى خوضنا له بالشكل الصحيح.

طقوس مصطنعة

من جانبه، وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، قال الباحث المختص في شؤون القدس، جمال عمرو: “ما تسمى الديانة اليهودية لم تعد موجودة، لا يوجد ديانة يهودية، وإنما يوجد طقوس مصطنعة وأراجيف وضعها الحاخامات بأيديهم، وعملوا على ترويجها، وهناك انقسامات حولها، وخلافات عميقة جدًّا، لكن الصهيونية الدينية المتطرفة تدعوا لمثل هذه الطقوس مع تزايد نفوذها، وبروز دورها بشكل أكبر داخل الكيان، بينما يوجد يهود متدينين من اتباع (الشرائع الموسوية) لا يرغبون في التورط في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ولا القيام بمثل هذه الطقوس”.

وأضاف أن هذه الطقوس يسميها اليهود الصهاينة المتدينين، وهم الأشد تطرفًا، تجسيد معنوي لـ”الهيكل” المزعوم، معتقدين أنه لن يطول الزمان حتى يجسدوا “الهيكل” ماديًّا، بمعنى بناء “الهيكل”، فهم يعتقدون أنه لن يأتي المخلص إلا بعدما يبنوا “صنم قدس الأقداس” المزعوم على أنقاض البيوت العربية، هذه أراجيف يؤمن بها هؤلاء المرتزقة المستجلبين إلى أرض فلسطين.

وتابع: هذه مرحلة سوداوية تمر بالأقصى، وهي شديدة الخطورة، لكن الكثير من المسلمين متنبهون لكل هذه الأراجيف والأكاذيب والأباطيل، ولن يسمحوا لها بالمرور، حتى لو اشتعلت حرب دينية في المنطقة، “إذا أراد اليهود أن ينتصروا بهذه الأراجيف على وعد الله، وعلى القرآن الكريم، وعلى عباد الله، فلينتصروا، وإذا لم ينتصروا، فعليهم أن يدفعوا الثمن إذا أشعلوا حربا دينية في المنطقة علي هذه الأسس الهاوية المتهافتة”.

ويشير عمرو إلى أن الحديث الآن يدور حول محاولة الاحتلال لاقتطاع باب الرحمة والدونمات المحيطة به، وباب الرحمة يتكون من قاعة مسقوفة، ولها بوابتان نحو مقبرة باب الرحمة، ومن هناك يستطيعون الدخول والخروج دون المرور من باب المغاربة، ودون التعرض لملاحقة المرابطين والمرابطات، وهذا هو الأمر الأكثر خطورة، لكن هذا لن يحدث.

جهد لحوح

من جهته، ينبه الكاتب الفلسطيني، ساري عرابي، في حديث خاص بـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى الجهد اللحوح والمثابر الذي قامت به أوساط صهيونية متعددة، منها جماعات الهيكل، لتكريس وقائع جديدة في المسجد الأقصى، تهدف إلى تطبيع الوجود اليهودي الاستيطاني فيه، والتمهيد لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

وأوضح أن هذا الجهد أخذ يتضاعف منذ عقد من الزمان، بحماية الأوساط السياسية الحكومية والأمنية، التي ترى في الأمر جزءًا من سياساتها لتكريس “السيادة الإسرائيلية” على كلّ ما يتعلق بالقدس.

وينبه ساري عرابي إلى تصاعد نفوذ تيارات الصهيونية الدينية، ومنها جماعات الهيكل، في المجتمع الإسرائيلي، وفي الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية، وهو ما يضطر الأوساط الحزبية والسياسية الإسرائيلية لمراعاة هذا الحضور المتصاعد.

ويقول: “ومن جهة أخرى تدفع هذه التيارات المؤسسة الإسرائيلية بكل مستوياتها نحو المزيد من التصعيد، في القدس والمسجد الأقصى، وضد الفلسطينيين عمومًا، وهو ما يعني توقع المزيد من هذه الممارسات، وانفلات السياسة الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب من الفلسطينيين تطوير أدواتهم النضالية لمواجهة هذا التحدّي والتصدي له”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...