السبت 27/أبريل/2024

‏أحداث النجاح تشعل موجة غضب عبر مواقع التواصل

‏أحداث النجاح تشعل موجة غضب عبر مواقع التواصل

أشعلت الأحداث المؤسفة في جامعة النجاح في نابلس موجة غضبٍ عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط تصاعد تلك الأحداث وتجنّد أمن الجامعة وعناصر من أجهزة أمن السلطة للاعتداء على الطلبة؛ الأمر الذي عدّه النشطاء والمغردون بأنه هجوم عدواني غير مبرر.

وتداول المغردون والنشطاء تعليقات وصورًا متنوعة ومختلفة حول ما يجرى في جامعة النجاح، وعبّر المغردون عن غضبهم عما يجرى بطرقٍ مختلفة.

احتجاج فريد

الكاتب والمحلل السياسي والأسير المحرر المبعد إلى غزة سعيد بشارات، أعلن تضامنه الكامل مع الطلاب الأحرار في جامع النجاح الذين تعرضوا اليوم لهجوم عنيف وبربري وإجرامي من عناصر أمن السلطة التي تحكم هذه الجامعة، بسبب احتجاجهم على سلوك الإدارة وأمنها في ملاحقة والاعتداء على الطلاب، حيث قرّر “من الآن فصاعداً أن لا أقول لأحد، ولا أكتب في سيرتي الذاتية أني درست في جامعة النجاح، وسأرفع من التعريف الخاص بي في الفيس أنني درست في جامعة النجاح”.

وأضاف: “يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تسمح فيها إدارة جامعة رامي الحمد الله للأجهزة وأمن الجامعة بالدخول والاقتحام وضرب الطلاب والاعتداء على الحوامل فيها، حدث أصعب من هذا في العام 1997 وحينها كادت الجامعة أن تفقد الاعتراف بها في العالم كجامعة، ولا يخفى على الطلاب في فترتنا فيها؛ كيف عمل رامي الحمد الله على كبت رأي الطلبة ومنعهم من إقامة الفعاليات فيها عندما لحم كراسي القاعات ببعضها، وتثبيتها بالأرض”.

شجاعة وتغول

الكاتبة الصحفية لمى خاطر، تحدثت عن فارق الشجاعة والإقدام في طليعة طلبة جامعة النجاح الذين صمدوا في وجه التغول والقمع، وبين نذالة وبلطجة أمن الجامعة، من خريجي مزرعة التنسيق الأمني، وعشاق السحل والقهر والتشبيح.

وقالت في تغريدة لها على فيسبوك: “الجامعة التي تسمح بكل هذا يجب مقاطعتها بشدة من كل الأحرار حتى ترتدع وتستقيم”، مبينةً أنّ مشاهد اعتداء ما يسمى بأمن الجامعة على الطلبة قبل قليل يندى لها الجبين، وستظل عاراً في جبينهم.

وتعتقد خاطر أنّ الحراك الطلابي في جامعة النجاح سجّل اليوم خطوة متقدمة، في درب مليء بالشوك؛ إذ أصر على مواصلة خطواته الاحتجاجية، وهذا ما أثار حفيظة عناصر التشبيح، الذين أرادوا ضمان قهر إرادة الطلبة بأي ثمن، ثم إعادتهم خطوات عديدة إلى الوراء، كما حدث عقب اغتيال محمد رداد، في حرم الجامعة عام 2007.

وأشارت الكاتبة الفلسطينية إلى أنّ هذا الحراك بارقة أمل ينبغي أن تتسع، وهو اليوم على مفترق طرق، ولا بدّ من تطوير الاحتجاج السلمي باتجاه إضراب طلابي شامل وممتد، مع مقاطعة وامتناع عن التسجيل في الجامعة للطلبة الجدد.

ونبهت خاطر إلى تجارب جامعية عديدة، يمكن الاستئناس بها لأجل تطوير الحراك وإسناده وتحشيد أكثرية الطلبة خلفه، فالتغيير الجذري تقوده وتصنعه دائماً نخبة مضحية وقادرة على احتمال وامتصاص الخسائر الآنية، لأجل مكتسبات لاحقة ودائمة لمصلحة المجموع، وهم هنا الطلبة ومستقبلهم وبيئتهم الجامعية، النظيفة والحرة.

الناشط فخر عاهد، قال في تغريدة: “والله حرام أكثر فترة جميلة في حياتك بتقضيها في الجامعة تكون في جامعة مثل النجاح.. الناس اليوم تدفع أموال طائلة مشان ابناءها وأطفالها يمتلكوا ويكتسبوا شخصية منطلقة وفريدة وخلّاقة.. مش مشان تطلع شخصية مسخ مسحوقة بهوية مزيفة واهتمامات تافهة بسبب القمع اللي يمارس عليه.. عشان هيك اكسبوا ولادكم واكسبوا شخصياتهم وابعدوهم عن هالكيان الذي يسمى زوراً جامعة النجاح”.

رئيس المرصد الأورو متوسطي رامي عبده، كتب تغريدة بالتزامن مع أحداث جامعة النجاح قال فيها: “عندما تخسر السلطات حضورها شعبياً سواء عبر الفضاء العام أو عبر ممارسة ديمقراطية، تلجأ لتعبئة منتسبيها بنظريات المؤامرة والاستهداف، يترجم ذلك بارتفاع منسوب خطابات التحريض المسمومة وعمليات القمع والملاحقة وتشديد خنق الحريات”.

مقارنة
الكاتب والمحلل السياسي مأمون أبو عامر، كتب مقارنة بين ما جرى في قرية أم النصر في قطاع غزة، وما جرى بجامعة النجاح بنابلس، وقال: “ما جرى في قرية أم النصر من أحداث مؤسفة، خلال ساعات كان كل الشارع الفلسطيني يعرف حقيقة ما جرى هناك من تجاوزات سواء من الشرطة أو من المعترضين على عمل الشرطة، وفي خلال ساعات قليلة الجهات المسؤولة أعربت عن أسفها، واعترفت بالخطأ وقالت إنها ستعالج مشكلة المنطقة برمتها، والمؤسسات الحقوقية والفصائل قالت رأيها”.

وتساءل: “فهل يا ترى في خلال الساعات القادمة سيعرف الجمهور ما جرى من أحداث مؤسفة في جامعة النجاح وتقوم الفصائل الوطنية والمنظمات المدنية والحقوقية بمتابعة ما جرى، وتنقل لنا الصورة كاملة بشكل موازٍ لما جرى في قرية أم النصر؟، حتى يحكم الجمهور ويعرف المخطئ والمعتدي”.

وتابع أبو عامر يقول: “هل ما شهدناه من اعتداء على نائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر، وهو أستاذ جامعي في الجامعة نفسها وطرده بهذه الصورة، هو رد فعل موازٍ على زيارة ممثل الرئيس محافظ الشمال اللواء صلاح أبو وردة!!”.

يذكر أن بيان إدارة جامعة النجاح ومبرراتها التي ساقتها للجمهور أثارت موجة موازية من الغضب رافقتها موجة من السخرية حول تلك التبريرات مع ما انتشر من فيديوهات ومقاطع موثقة للاعتداءات الواضحة بحق الطلبة من أمن الجامعة وعناصر من الأجهزة الأمنية.

الصحفية مجدولين حسونة التي تابعت الاعتداءات على طلبة جامعة النجاح منذ الصباح، كتبت في وقتٍ لاحق على صفحتها على فيسبوك: “أنا خائفة من المشي بالشارع”، همست بأذن زميلتي أثناء ذهابنا لزيارة زميلنا الصحفي سامر خويرة، الذي اختطفه الأمن الفلسطيني اليوم وضربوه وأهانوه وشتموه ثم ألقوه على الرصيف، حين أمشي في الشارع تتحول وجوه المارّة لمخبرين وقتلة ورجال أمن يمكنهم اختطافي وقتلي في أي وقت، ولا شيء سيمنعهم من ذلك، لا شيء على الإطلاق”.

وتابعت: “صدقوني، نحن نفتقد للأمان، وجل وقتنا يقتصر على تفكيرنا في كيفية الدفاع عن أنفسنا من احتلال وسلطة. هذا الواقع بات لا يطاق”، كما تقول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...