عسكرة وفلتان.. ماذا يُجرى في جامعة النجاح الوطنية؟!

قمعٌ شديد، وسحل، واعتداءات وضرب.. هذا كان المشهد اليوم في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، والتي تشهد في الأيام الأخيرة موجة قمع شديدة بحق الحراكات الطلابية.

ماذا جرى اليوم؟

فقد أصيب عدد من طلبة جامعة النجاح، مساء اليوم الثلاثاء، بجروح ورضوض نتيجة قمع أمن الجامعة اعتصاما طلابيا داخل الجامعة.

وأفادت مصادر طلابية أن أربعة طلاب نقلوا إلى المستشفى العربي التخصصي في نابلس، بعد إصابتهم برضوض وجراح في رؤوسهم، في حين أظهرت فيديوهات تم تداولها اعتداء الأمن الجامعي على الدكتور ناصر الدين الشاعر.

وأظهرت الصور لحظة ركل رجل أمن طالبًا في وجهه بعد ضربه وتمزيق ملابسه، كما أظهرت مشاهد أخرى إلقاء الطلاب من بوابة الجامعة إلى الشارع منهم مصابون بجراح ودماؤهم تسيل من رؤوسهم.

وفي الأثناء، يفيد مراسلنا أن مسلحين أطلقوا النار صوب الطلبة المعتدى عليهم عند بوابة الجامعة.

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 14 2022

 
إشكاليات سابقة

والأربعاء الماضي، وقعت الاعتداءات في جامعة النجاح أثناء اعتصام طلابي، جرى خلاله الاعتداء على الصحفيين الذين حضروا لتغطيتها، وهو ما دفع الجامعة لتشكيل لجنة تحقيق.

وعلى إثر ذلك، قررت إدارة جامعة النجاح، فصل 15 شخصاً، منهم 5 من طلاب الكتلة الإسلامية، و5 آخرون من طلاب الشبيبة الفتحاوية، و5 موظفين من أمن الجامعة.

 وأعربت الكتلة الإسلامية، والشبيبة الفتحاوية في بيانات منفصلة، عن رفضهما لقرارات إدارة جامعة النجاح فصل عدد من كوادر الطرفين، في حين أكدت الجامعة أنّ هذه القرارات اتخذت بناء على توصيات لجنة التحقيق المنبثقة عن قرار عمداء الجامعة.

حياة جامعية آمنة

المتحدث باسم الحراك الطلابي في جامعة النجاح صهيب حمد قال: ما حدث هو أننا نظمنا وقفة احتجاجية ضد قرارات الجامعة، وأهم مطالبنا هو حقنا في حرية التعبير، فحرية التعبير هي حق للجميع.

وأضاف لمراسلنا أن وقفة اليوم جاءت لمطالبة إدارة الجامعة بـ”تحديد” وظيفة أمن الجامعة؛ وهي الحفاظ على أمن الجامعة، ولا يوجد طالب يريد أن يعيش في جامعة يعتدي عليه فيها أمن الجامعة.

وأشار إلى أن هناك أعدادًا كبيرة من الإصابات بين الطلاب، وبعض الطلاب شُجّت رؤوسهم وسالت دماؤهم نتيجة اعتداء أمن جامعة النجاح عليهم.

وأكد أن الوقفة كانت سلمية، وطالبنا بحقوقنا، ولم نعتدِ على أحد مطلقاً، وإن الجامعة بهذه الأفعال وصلت إلى الهاوية وتسير في هذا الطريق.

وكشف أنهم سيشرعون قريباً في حملة “اسحب ملفك من الجامعة”؛ لأن جامعة النجاح لا تحترم الطلاب، ولذلك لا نريد الدراسة فيها.

 

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 14 2022

إطار أكبر

من جانبه، أكد الكاتب ياسين عز الدين أن الاعتداء على الوقفة في جامعة النجاح تأتي ضمن إطار أكبر من الاعتداءات الممنهجة وحملة منظمة من أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية؛ لإرعاب الناس وإخافتهم، وخلق أجواء توتر.

وفي تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال عز الدين: وذلك بعد تصاعد العمل المقاوم مؤخرًا في جنين ومناطق مختلفة من الضفة، وفقدان السلطة السيطرة الأمنية، ما شكل تهديدًا مباشرًا على الاحتلال ومنظومته الأمنية.

وأشار إلى أن ما يحصل هو بتخطيط وتوجيه من الاحتلال وتنفيذ من السلطة التي تريد الإثبات له أنها قادرة على ضبط وقمع الشارع الفلسطيني.

وقال: في تقديري أنها لحظات حاسمة ما بين سعي الشارع الفلسطيني في الضفة للانعتاق من القبضة الأمنية لمنظومة أوسلو ومحاولة السلطة العودة للوراء وإخماد أي صوت مقاوم أو رافض للاحتلال والسلطة.

 

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 14 2022

قمع

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف فقد تساءل: أما من سيوقف هذا العدوان الذي يتم على أيدي أجهزة أمن برضى من الجامعة، ومن يقودها؟ وكأننا  أمام جهاز أمني قمي يسمى جامعة النجاح؟!

وقال لمراسلنا: جريمة ترتكب باسم جامعة النجاح بحق فلسطين وبحق طلبة علم وطالبات، وما الحل؟ وكيف الخروج مما وضعت به جامعة النجاح نفسها وسمعتها وتحولها إلى أداة قمع وتعذيب بدلا أن تكون وسيلة لنشر العلم والفضيلة والأخلاق.

وتابع: “لن نقول وداعا لجامعة النجاح، ولكن سنقول نعم لعودة الجامعة لتكون صرحا علميا، ولكن بعد رحيل الطغاة والقمعيين في إدارتها التي لم تعد علمية ولا وطنية وانحازت بشكل سافر إلى الإرهاب والتعدي على طلبتها بدلا من خدمة العلم والعلماء والوطن”.

 

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 14 2022

عسكرة وفلتان

من جانبه، شدد القيادي في حركة حماس فازع صوافطة، على أن عسكرة جامعة النجاح، وحالة الفلتان والعربدة التي ينتهجها أمن الجامعة ضد الطلاب تحتاج لوقفة مسؤولة من كل المؤسسات والفعاليات الوطنية، لوضع حد لها.

وحمّل صوافطة، في بيان وصل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إدارة الجامعة المسؤولية كاملة عن كل نقطة دم تسيل على أرض الجامعة، وعن استمرار هذه المهزلة.

وأكد أن بيان المؤسسات الذي صدر أمس، هو بيان هزيل ومنحاز لإدارة الجامعة وأمنها.