السبت 27/أبريل/2024

المقاطعات الشبابية .. إرادة حرة تصفع التطبيع الرسمي مع الاحتلال

المقاطعات الشبابية .. إرادة حرة تصفع التطبيع الرسمي مع الاحتلال

عبر إرادة حرة وإيمان واعٍ بالقضية الفلسطينية، يقاطع الشباب الأردني أي فعاليات يشترك فيها كيان الاحتلال؛ ليصفع التطبيع الرسمي مع الاحتلال، ويصوب الانحراف في العلاقة مع الكيان الغاصب إلى وضعها العدائي الصحيح.

وباتجاه مغاير للسياسة الرسمية في الأردن المتمثلة بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني، ومحاولة فتح قنوات للتطبيع، تكرر في الآونة الأخيرة رفض طلاب وشبان سياسة التطبيع، عبر انسحابهم من المسابقات والمؤتمرات الدولية التي يشارك فيها الاحتلال الصهيوني.

وتأتي الانسحابات من طلبة وشباب وسط هرولة أنظمة رسمية عربية وراء التطبيع وبناء علاقات دبلوماسية وثقافية ورياضية مع الاحتلال، ليدلل على الموقف المبدئي للجمهور العربي الرافض للاحتلال والمناصر لفلسطين القضية، وهو أمر يمثل حال الأغلبية من الشباب العربي في شتى البلدان.

مقاطعات واحتفاء شعبي
فمطلع يونيو الجاري، أعلن 5 طلاب وطالبات من الجامعة الأردنية، انسحابهم من سفراء منظمة التحالف من أجل الإنسانية، بعد علمهم بأن المنظمة تدعم “إسرائيل”.

كما رفض الأردني أسامة أبو جامع، لاعب تنس الطاولة لذوي الاحتياجات الخاصة، مواجهة لاعب إسرائيلي ضمن منافسات المجموعة الأولى من بطولة العالم المقامة في سلوفينيا، والمؤهلة للألعاب البارالمبية (مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة) المقررة في طوكيو الصيف المقبل.

وأظهر موقع البطولة، نتيجة المباراة التي احتسبت للاعب الإسرائيلي بـ3 أشواط نظيفة، مشيرا إلى أن أبو جامع لم يأت للعب المباراة، وعُدّ منسحبا، وفقا للوائح البطولة.

وفي مارس/آذار الماضي، انسحب المدرب الأردني محمد السعود عضو الاتحاد الأردني للكيك بوكسينغ وإبراهيم سرقمة المدرب الجزائري للفل كونتاكت والكيك بوكسينغ من الدورة الدولية للمدربين المقامة في البحرين بسبب مشاركة فريق إسرائيلي فيها.

وتكررت مثل هذه الأخبار عدة مرات مؤخرًا لشبان من الأردن والكويت والجزائر ومصر وغيرها من الدول العربية، وسط احتفاء شعبي كبير بهذه النماذج المشرفة في بلدانها وفي فلسطين.

نقيض الموقف الرسمي

ويرى فاخر دعاس، منسق الحملة الوطنية لحقوق الطلبة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للأعلام” أن مشهد انسحاب الطلبة الأردنيين من مؤتمرات وندوات دولية يشارك فيها الاحتلال الصهيوني رفضاً للتطبيع وهو موقف يناقض هرولة العديد من الدول خلف توطيد العلاقات مع الاحتلال في جميع المجالات؛ يكرس الوعي لدى الطلبة برفض جميع أشكال التعاون مع الاحتلال، وأن ثقافة العداء للعدو الصهيوني ما زالت راسخة رغم مرور 74 عاما على احتلال فلسطين.

وشدد دعاس على أن القضية الفلسطينية هي عنوان رئيسي لكل شاب، وهو ما تجسد في رفض الطلبة الشباب سواء في المدارس أو الجامعات لكل أشكال التطبيع رغم كل محاولات تجميل الاحتلال وعرض المغريات.

الوعي الشبابي
وحالة رفض الاحتلال والتعاون معه تمثل نكسة للاحتلال الذي استثمر الكثير من المال والجهد والسياسات ليتغلغل وسط الجماهير العربية، لتضيع جهوده هذه هباءً منثورًا تبددها حقائق التاريخ والواقع والجرائم اليومية للاحتلال؛ لتكون النتيجة أن الأجيال الشابة لا تزال متمسكة بحق العودة ورفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال.

وأشار دعاس أن حالة الوعي لدى الشباب أصبحت محط نظر مراكز الأبحاث الصهيونية والغربية؛ لتقف أمامها مذهولة لا تجد لها أي تفسير.

ومع انتشار العديد من المدارس الدولية التي تعترف بكيان الاحتلال “الإسرائيلي” وهو ما سهل انخراط المجتمع الأردني في العديد من المؤتمرات التي يشارك فيها الاحتلال كدولة؛ إذ يعد هذا مؤشرا خطيرا من وجهة نظر دعاس.

ويبين أنه مع انتشار المدارس الدولية التي تسوق للاحتلال وتبرر وجود كلمة “إسرائيل” بحكم اعتراف المجتمع الدولي بوجود الكيان كدولة أدى إلى سهولة تمرير أفكارهم في الكتب المدرسية أو من خلال المعارض والمؤتمرات وغيرها”.

على الأنظمة مراجعة سياساتها 
ويرى النائب الأردني صالح العرموطي أن ظاهرة انسحاب طلبة الجامعات والمدارس في المجتمع الأردني ليس بجديد لانتمائه إلى أمة ترفض وجود الاحتلال الصهيوني في فلسطين.

وأضاف في حديثه مع “المركز الفلسطيني للإعلام” “ما نراه من مقاطعة هذه المؤتمرات هو جزء لدعم الصمود الفلسطيني في أرضه، وهي خطوة إيجابية تسجل على المستوى السياسي الدالة على رفض الشعب الأردني التعاون مع العدو الصهيوني وللتنسيق الأمني والتطبيع معه بكل أشكاله.

ويعد موقف الشباب الأردني من انسحابات من الأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية منسجما مع مطالب الشارع الأردني المطالب بإلغاء جميع الاتفاقيات مع الاحتلال.

ويرى العرموطي أن على الحكومة إعادة النظر بالاتفاقيات الجديدة التي وقعتها مع الكيان وسط الحرب الإعلامية التي يشنها الأخير ضد الأردن وسيادته.

ومع هذا الموقف الشبابي المتقدم الذي يثبت فشل المقولة الصهيونية “الكبار يموتون والصغار ينسون” يطالب العرموطي الأنظمة العربية بإعادة النظر بالتعاون والتعامل مع العدو الصهيوني الظالم المرتكب للمجازر بحق الشعب الفلسطيني والعربي في كل لحظة ليتماشى مع الصحوة الشبابية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...