الأحد 19/مايو/2024

ماذا تعرف عن منظمة كاخ ومجلس شورى المجاهدين؟

ماذا تعرف عن منظمة كاخ ومجلس شورى المجاهدين؟

قبل أيام قررت واشنطن إزالة حركة “كاخ” اليهودية المتطرفة من قائمة الإرهاب، وفي محاولة مكشوفة لإظهار توازن كاذب بهدف شرعنة حركة “كاخ” أزالت تنظيمًا سلفيًّا وهميًّا يدعى “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس” من  ذات القائمة، في محاولة لتضليل الرأي العام.

وفي إشعارات نشرها السجل الفيدرالي، قالت الخارجية الأمريكية إنه تم إلغاء 5 منظمات ضمن القائمة المذكورة، بموجب قانون الهجرة والجنسية، وهي: منظمة كاخ اليهودية، ومجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، والجماعة الإسلامية في مصر، وطائفة أوم شينريكيو اليابانية، ومنظمة إيتا الباسكية.

وكانت التنظيمات الخمسة قد صنفت على أنها منظمات إرهابية أجنبية عام 1997، باستثناء مجلس شورى المجاهدين الذي دخل القائمة عام 2014.

ويترتب على إزالة المنظمات من قوائم الإرهاب، إلغاء مجموعة من الإجراءات التي فُرضت عليها، منها إزالة العقوبات المالية، وإلغاء حظر سفر أعضائها.

غضب فلسطيني

ولقي القرار الأمريكي برفع منظمة “كاخ” المتطرفة من قائمة الإرهاب انتقادات حادّة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومكونات مجتمعية عدّت القرار بمنزلة المكافأة لمنظمة إرهابية تاريخها حافل بارتكاب الجرائم، والتي كان من أبرزها مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994.

كما رأى الشارع الفلسطيني في قرار واشنطن رفع اسم تنظيم سلفي وهمي يدعى “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس” محاولة أمريكية مفضوحة، تريد من خلالها أن تظهر للرأي العام على أنها متوازنة في قراراتها، لكنها فقط أرادت من ذلك شرعنة “كاخ”.

ما هي منظمة “كاخ”

تأسست حركة “كاهنا كاخ” اليهودية المتطرفة على يد مائير كاهانا، في نهاية الستينيات بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنها بدأت نشاطها السياسي في “إسرائيل” عام 1971، عندما هاجر “كاهانا” إليها مع عدد من أتباعه.

وصاغت شعارها “يد تمسك بالتوراة، وأخرى بالسيف”، وكتب تحتها كلمة “كاخ” بالعبرية، بمعنى أن السبيل الوحيد لتحقيق الآمال الصهيونية هو التوراة والسيف (أي العنف المسلح والديباجات التوراتية)، وهذه أصداء لبعض أقوال الزعيم الصهيوني المتطرف جابوتينسكي.

وتدعو الحركة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وترحيلهم إلى الدول العربية ضمن ما يعرف بخطة “التراسفير”، وأن تكون “إسرائيل” خالصة لليهود وحدهم، كما ترى أن التوسع الاستيطاني أمر غير قابل للمساومة.

وعارضت الحركة إعادة سيناء إلى مصر، كما تعارض إعادة الجولان لسوريا واتفاقية أوسلو، فهي ترى أن لـ”إسرائيل” الحق في الأرض والسيادة، وينبغي لها أن تطبق سيادتها على الأرض فورًا؛ لأن في ذلك ضرورة لمصالح “إسرائيل” الأمنية.

وترى “كاخ” أن خلاص الشعب اليهودي لن يتحقق إلا بعد ضم المناطق المحتلة، وإزالة كل عبادة غريبة، من جبل الهيكل (في إشارة للمسجد الأقصى المبارك)، وإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين.

وتضم “كاخ” مجموعة من الإرهابيين الذين يشهد لهم التاريخ بـ “التطرف والعنصرية”، من بينهم يهودا ريختر، المتهم بضلوعه في قتل أحد أعضاء حركة السلام الآن، إضافة لـ”باروخ غولدشتاين” الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، والتي أدت لاستشهاد 29 فلسطينيًّا وإصابة العشرات.

ومن أبرز منتسبي الحركة سابقًا، عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الذي ظهر اسمه على سطح الصراع مؤخرًا، وكان سببًا رئيسيًّا لمواجهات عنيفة اندلعت بين الاحتلال والفلسطينيين في القدس وأراضي الـ48 والضفة الغربية.

“بن غفير” الذي يُعرف بمعاداته الشديدة للعرب، درس المحاماة، وأصبح مدافعًا شرسًا عن كل من يعتدي على الفلسطينيين وممتلكاتهم، فدافع عن قتلة عائلة “الدوابشة” وقاتل “الرابي” وشخص آخر حاول حرق كنيسة في القدس.

“شورى المجاهدين”

وينسب تأسيس “مجلس شورى المجاهدين” إلى هشام السعيدني في عام 2012، والذي اغتالته قوات الاحتلال في تشرين الأول أكتوبر من نفس العام، عندما استهدفت طائرة لجيش الاحتلال الدراجة النارية التي كان يستقلها في شمال قطاع غزة.

وكان السعيدني والذي عرف بين أنصاره بـ “أبو الوليد المقدسي”  يقود “جماعة التوحيد والجهاد”، قبل اتفاق دمجها مع جماعات سلفية جهادية أخرى، وتكوين “مجلس شورى المجاهدين”.

ومنذ اغتيال السعيدني، اختفى وجود تنظيم “مجلس شورى المجاهدين” في غزة، ولم يسمع به أحد، باستثناء بيان أصدرته عام 2014، ترفض فيه المصالحة بين حركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بدعوى أنها “تخالف الشريعة الإسلامية”.

ازدواجية المعايير

قال أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشأن الفلسطيني والشرق أوسطي، حسام الدجني، إن “صورة أميركا تتكشف يومًا بعد يوم، من حيث ازدواجية المعايير، وعدم النزاهة وغياب العدالة”.

واتهم الدجني إدارة بايدن بتضليل الشعب الأميركي، خاصة أنصار الحزب الديمقراطي، عبر إظهار “التوازن” بشطب تنظيم فلسطيني لا فعل سياسي أو عسكري أو تاريخي له، واختفى عن الوجود منذ سنوات طويلة، لتبرير شطب حركة كاخ، التي لم يتخلَّ أتباعها عن فكرهم الإرهابي والمجاهرة به.

وأضاف:  “إذا أرادت واشنطن المنطق والتوازن فعلا، فلترفع عن قائمة الإرهاب منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وقوى فلسطينية تتمسك بحقها المكفول في القوانين الدولية بمقاومة الاحتلال طلبا للحرية”.

ومن جهته، وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”  قال ساري عرابي، مدير مركز القدس للدراسات، إن القرار الأمريكي غير مستغرب بالنظر إلى الدعم الأمريكي غير المنقطع للكيان الصهيوني، لكنه يأتي في وقت حساس للغاية حيث يتصاعد فيه نفود الجماعات الكهانية على عدة مستويات، سواء بتأثيرها في القرار السياسي الإسرائيلي، أم في تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، أم في الاعتداء المباشر على الفلسطينيين في الضفّة الغربية.

 مما يفرض قراءة مختلفة لسياسة إدارة بايدن، التي تبدو من هذه الحيثية داعمة لاعتداءات الجماعات الكهانية على الفلسطينيين.

 أما رفع ما يسمى مجلس شورى المجاهدين عن قائمة الإرهاب، والكلام لعرابي، فهو أشبه بالمخاتلة وذر الرماد في العيون، إذ لا يمكن المقارنة بين جماعات يهودية ذات فاعلية على الأرض وتأثير متصاعد في السياسة الإسرائيلية، بجماعة فلسطينية لا وجود لها في حقيقة الأمر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات