الإثنين 29/أبريل/2024

ما خفي أعظم.. رسائل من نار في الاتجاهات كافة!

ما خفي أعظم.. رسائل من نار في الاتجاهات كافة!

حمل تحقيق “ما خفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية، عدداً من الرسائل العسكرية والإعلامية والأمنية الخطيرة التي قد تربك حسابات الاحتلال وجبهته الداخلية، في ظل حالة شديدة من الترقب حول ما يمكن أن تجره “مسيرة الأعلام” التي ينوي الاحتلال تنظيمها في مدينة القدس المحتلة غدًا الأحد.

وأظهرت كتائب القسام من خلال خطاب القائد البارز فيها محمد السنوار خطاباً إعلاميًّا يحمل نبرة عالية من الثقة والتمكن العملي واللغوي أيضاً، أرسلت فيه “القسام” عدداً من الرسائل النارية التي قد تشكل لجاماً للاحتلال ومستوطنيه خلال الأيام القادمة، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ يد المقاومة على الزناد تنتظر الإشارة لتحقيق معادلة جديدة في ردع المحتل.

وبث التحقيق التلفزيوني مشاهد حصرية لعدد من عمليات المقاومة خلال معركة “سيف القدس” العام الماضي، كما بث مشاهد لغرف قيادة المقاومة خلال المعركة، وكشف عن غرفة عمليات أمنية مشتركة مع محور المقاومة ضمت ضباطاً من استخبارات القسام، وحزب الله، والحرس الثوري الإيراني.

رسالة واضحة

القيادي في حماس فوزي برهوم، علّق على ما كشفته حلقة برنامج “ما خفي أعظم” قائلا: “ما كشفه البرنامج من مقدرات كتائب القسام العسكرية، وإدارتها لمعركة سيف القدس، رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، تعكس إستراتيجية الردع وفرض المعادلات التي استندت عليها، واستعدادها وقدرتها الفائقة على حسم وكسب أي معركة قادمة مع العدو”.

وكان التحقيق قد كشف للمرة الأولى عن حجم الضربة الختامية التي كانت تجهزها كتائب القسام للرد على جرائم الاحتلال في معركة “سيف القدس” والتي قدرتها الكتائب بأكثر من 362 صاروخًا تستهدف أبرز المدن والمستوطنات في فلسطين التاريخية المحتلة عام 1948.

ويؤكّد المحلل السياسي أحمد أبو زهري أنّ ما كشفت عنه كتائب القسام يؤكد كذب الاحتلال وراويته وتضليله لجمهوره الداخلي أيضاً حول ما كان يجرى في كواليس معركة “سيف القدس”.

وأوضح أبو زهري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ ما كشف من خبايا يمكن أن يشكل رادعاً للاحتلال ومستوطنيه وترويجهم لمسيرة الأعلام القادمة، مضيفاً “خطاب محمد السنوار العسكري ورسائله كانت تحمل إشارة واضحة أنّ استعداد المقاومة وجاهزيتها حديث لا يحتمل التأويل”.

وأشار المحلل السياسي إلى أنّ كتائب القسام استطاعت في دقائق معدودة توجيه عدد من الضربات الاستخبارية للعدو الصهيونية كشفت فيه عن جزء من استعداداتها وجدارتها وثقتها العالية في قيادة المعركة وتحريك مقدرات المقاومة على الأرض في معركة سيف القدس.

ويعتقد أبو زهري أنّ كتائب القسام أرادت من خلال الظهور العلني الأول للقائد الكبير محمد السنوار، أن تتحدى الاحتلال وتؤكد له أن الرجل على رأس عمله بكل قوة؛ لكونه أحد أبرز المطلوبين لـ”إسرائيل” وشقيق قائد حماس في غزة يحيى السنوار.

ويرى المحلل الفلسطيني أنّ أبرز ما قاله السنوار “نقول لكل أحرار الأمة والعالم: الأقصى ينتظركم، فانتظروا الإشارة”.

ويتوقع أبو زهري أن تكون آثار التحقيق كبيرة جدًّا وعلى المستويات كافة في دولة الاحتلال.

جديد الحلقة

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أكّد أنّ الجديد بالنسبة له فيما نُشر حول معركة سيف القدس، هو ما كشفه التحقيق عما سُمي بـ”عملية الإعماء” من خلال ضرب جميع كاميرات المراقبة حول قطاع غزة في وقت واحد.

وأشار في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذه العملية تمثل “سلوكًا يدل على وعي وتقدم كبير في إدراك وحنكة القيادة في إدارة المعركة من خلال ضرب قدرة الاحتلال البصرية ميدانيا؛ ما يعطي المقاومة القدرة على اجتياز الحدود رغم وجود الجدار إذا تقرر اتخاذ مثل هذا القرار”.

وأوضح أبو عامر أنّ نشر التحقيق في هذا التوقيت يشكل رسالة حرب نفسية موجهة للمجتمع الإسرائيلي وقيادته السياسية لإجبارها على تجنب الدخول في مواجهة، إن لم تخسرها فلن تربحها، وبكل حال سيكون نصرا معنويا للمقاومة، لإجبار الاحتلال على لجم زعرانه في مدينة القدس والمسجد الأقصى!

أبرز الرسائل

المحلل السياسي والكاتب أمير أبو عرام، يشير إلى أنّ تحقيق “ما خفي أعظم” حمل عدداً من الرسائل المهمة، مبيناً أنّ إظهار آية وعد الآخرة خلف القائد السنوار في هذا التوقيت تحمل تأكيداً أنّ “أي حدث قادم قد يتطور إلى حربٍ كبيرة”.

وبيّن أنَّ الرسالة الثانية تؤكّد بلا شك أنّ الضربة الصاروخية التي لم تتم ما تزال معلقة وتنتظر اللحظة المناسبة، كاشفاً أنّ التحذيرات بخصوص القدس ليست مجرد تصريحات عابرة.

وأشار إلى أنّ نشر محضر اجتماع كتائب القسام يُرسل برسالة تحذيرية أن أسر الجنود سيكون ثمن أي دخول بري، وأنّ العمل ليس مجرد ردة فعل، بل منظم من خلال إظهار أن إدخال القدس للمعادلة كان بقرار رسمي قبل أشهر من بدء الحرب.

وأوضح أبو عرام أن التحقيق حمل رسالة أن الرد بقصف الأبراج في أي حدث قادم لن يمر بصمت، مبيناً أنّه يكشف عن امتلاك قدرات صـاروخية لم تستخدم ولم يعلن عنها من قبل.

وأكّد المحلل السياسي أنّ رسالة مهمة في التحقيق أشارت إلى أن تفعيل جميع الجبهات بما فيها الداخل ضرورة للنجاح في أي حدث، مبيناً أنّ محور المقاومة قويّ، ويساهم بقوة في أي حدث حتى لو لم تكن المساهمة علنية.

ويعتقد أبو عرام أنّه بالرغم من التركيز على القدرات الصاروخية للمقاومة، فإن بداية أي حدث قادم لن تكون تقليدية، وستفاجئ جميع الأطراف، وقد تستخدم قدرات أخرى في اللحظات الأولى.

بدوره أكّد القيادي في حماس رأفت مرة، أنّ حركة حماس نجحت مرة جديدة -الليلة، عبر برنامج “ما خفي أعظم”- في توجيه رسائل سياسية وعسكرية وأمنية بالغة الأهمية والتعقيد، كما أنها دقيقة وواضحة منتهى الوضوح.

وأشار إلى أنّ ملخص الرسائل: “نحن نواصل الإعداد والبناء، مستمرون في مقاومتنا، سنضرب الاحتلال بقوة وبشكل قاس ومرعب، لن نتهاون، لن نهادن، ومستمرون مع شعبنا وحلفائنا في المنطقة، وأمتنا، حتى التحرير”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات