الإثنين 29/أبريل/2024

يوم القدس العالمي.. مناسبة تخلد النصرة وتبشر بالتحرير

يوم القدس العالمي.. مناسبة تخلد النصرة وتبشر بالتحرير

لا شيء يشبه مشاعر اشتياق ملايين المسلمين للصلاة في القدس ورؤيتها حرة من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسابق الزمن لتهويد المدينة العتيقة في تفاصيلها كافة.

شكلت القدس ولا تزال بوصلة الغزاة والمحتلين الذين مروا بأرض فلسطين التاريخية طوال آلاف السنين، لكنها بقيت محافظة على صبغتها الإسلامية على مرّ العصور.

وتعد مناسبة يوم القدس العالمي مناسبة عالمية انطلقت من جمهورية إيران الإسلامية بدعوة من الإمام الخميني في رمضان عام 1399 هـ لمناصرة الشعب الفلسطيني في آخر جمعة من شهر رمضان من كل سنة.

وتعم عواصم ومدن أكثر من 80 دولة تظاهرات معارضة لاحتلال القدس، وتدعو لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي في مشهد تشارك فيه مئات الآلاف من الجماهير العاشقة لفلسطين.

مناسبة عالمية

يأتي يوم القدس العالمي هذا العام وسط أجواء ميدانية وسياسية خاصة بعد أقل من عام على معركة سيف القدس التي انطلقت شرارتها من ساحات الأقصى وفي سياق استمرار حملة تهويد واستيطان غير مسبوقة.

العدوان الإسرائيلي في القدس لم يقتصر على مظاهر ومقدسات المسلمين؛ فقد طال مؤخراً مشاعر ومقدسات الدين المسيحي، في مشهد أثبت عنصرية الاحتلال تجاه كل ما هو غير يهودي.

ويؤكد د.غسان وشاح، أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية، أن مدينة القدس ومسجدها الأقصى تعد من أهم مقدسات العالم الإسلامي، ولها مكانة كبيرة في العقيدة والقرآن.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال الإسرائيلي يكرر مؤخراً أن المسجد الأقصى سيكون القنبلة النووية التي ستفجر كل المنطقة، وليس الضفة وفلسطين وحدها”.

وحذرت أطراف دولية وسياسية عديدة في الأسابيع الماضية الاحتلال الإسرائيلي من انفجار الموقف بالقدس، بعد حملة المتدينين الصهاينة لإقامة شعائر تلمودية وتوراتية في ساحات الأقصى تتحدى مشاعر المسلمين.

ويرى فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، أن تخصيص يوم للقدس يعني تحديد وجهة تحريرها المرتقبة، وإعلان تحدٍّ أنها لن تبقى أسيرة تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “يوم القدس العالمي هو يوم التحرير فيه مدت إيران ولا تزال يدها للمقاومة الفلسطينية كقوة ميدانية تكافح الاحتلال وتحرر القدس”.

مرحلة فاصلة

المؤشرات كلها تتجه إلى وصول ملف القدس لمرحلة الذروة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي بات أسيراً لرؤية المتطرفين اليهود والصهاينة المهيمنين على القرار السياسي.

وأن تعمّ هذه السنة مظاهرات سنوية تحيي يوم القدس العالمي تزامناً من حالة استماتة في الصمود والرباط في ساحات الأقصى يعني أن لحظة الصدام وشيكة.

ويرى الدكتور وشاح أن الثورة الإيرانية من عهد الخميني تولي اهتماماً كبيرًا للقدس، بل تقع في بؤرة عملها، وهي رغم تباين مواقفها السياسية من دول عربية عديدة تدعم المقاومة الفلسطينية.

ويتابع: “مواقف إيران من القدس والمقاومة ترفع من قيمتها في العالم الإسلامي، وأتمنى أن تحذو كل الدول حذو إيران، وتعزز صمود المقدسيين المهددين بالرحيل عن منازلهم”.

دعوة يوم القدس العالمي لتحرير القدس من الاحتلال ورفضه أن تكون بيد الاحتلال يشكل رافداً لكثير من برامج المقاومة بالصوت والكلمة التي تؤسس لتحريرها بالرصاص.

الإجماع الإسرائيلي على القدس كعاصمة أبدية وموحدة لدولة الاحتلال يقابله -حسب قراءة المحلل أبو شمالة- مقاومة فلسطينية ترفض تسليم المدينة المقدسة في مرحلة حاسمة من الصراع.

ويضيف: “تحولات القدس الخطيرة تعززت منذ عام 2003م، وتصاعدت الآن، ووصلت لنقطة الفصل التي يهدد الاحتلال فيها بإعادة بناء الهيكل المزعوم فوق المسجد الأقصى”.

ويحشد ملايين المسلمين دعواتهم وأعمالهم بالوسائل كافة لدعم صمود القدس وتحريرها من الاحتلال، وقد يبتعدون عن رؤية أنظمتهم السياسية التي باتت قلقة من تدهور المشهد في القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات