الإثنين 29/أبريل/2024

إسرائيل تلعب في ثلاث معارك إستراتيجية.. ماذا في التفاصيل؟!

إسرائيل تلعب في ثلاث معارك إستراتيجية.. ماذا في التفاصيل؟!

معارك ثلاث تخوضها “إسرائيل” حاليًّا، وتصفها بالإستراتيجية، وكلها ذات تهديد كبير على وجود الكيان واستقراره.

المعركة الأولى.. الاستقرار الأمني
تحدٍّ كبير ظهر أمام المنظومة الأمنية الإسرائيلية في أعقاب العمليات الفدائية الأخيرة التي دبت الرعب في أرجاء كيان الاحتلال برمّته.

التحدي يتمثّل بأن منفذي العمليات البطولية “ذئاب منفردة” لا ينتمون لأي فصائل، ولا يوجد لهم صلات تنظيمية أو خلايا منظمة.

معهد السياسات والإستراتيجيات الإسرائيلي بقيادة عاموس جلعاد يتوقع تصعيدًا شاملًا رغم أن اللاعبين الرئيسيين لا يريدون ذلك.

كما أن الجمهور الفلسطيني يتعاطف مع الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي،  والسلطة الفلسطينية تتجلى مرة أخرى في ضعفها وفقدان الحكم والسيطرة الأمنية على الأراضي الواقعة تحت سلطتها.

يتابع بشأن العمليات الفردية أنها بحاجة لإستراتيجية “إسرائيلية” حازمة أمنية وسياسية لوقف الهجمات مع تعزيز دور السلطة الفلسطينية وقدرتها على فرض الحكم في جميع أنحاء أراضيها، وتجنب التدهور إلى تصعيد شامل يلحق الضرر بمواجهة التهديد الإيراني المتزايد، حسب تعبيره.

المعركة الثانية.. الحرب في أوروبا
وينتقل المعهد إلى المعركة الثانية، وهي “العالمية” بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي ينعكس صداها على الأمن في “إسرائيل”، والعلاقات السياسية لها مع الدول الغربية والولايات المتحدة، خصوصا أنها اتخذت موقفا محايدًا في الأزمة.

يقول المعهد: إن الأزمة تهدد الأمن الغذائي لدول الشرق الأوسط التي تعتمد على إمدادات القمح من روسيا وأوكرانيا؛ وتزيد من معدل الفقر في ضوء الزيادات الكبيرة في الأسعار، وتقوّض الاستقرار السياسي العام في المنطقة، ما قد يهدد الأمن القومي الإسرائيلي.

هذا على ما يبدو تحديًا جديدًا أمام “إسرائيل”؛ وهو تقويض الاستقرار السياسي في بعض الدول المجاورة.

يتابع المعهد: تظهر جليا موجات الصدمة للحرب في أوكرانيا؛ فهي تتفجر في القاهرة وعمان وبيروت ودول أخرى في المنطقة، ما يخلق تهديدًا إستراتيجيًّا غير مسبوق على أمنها القومي واستقرارها.

المعركة الثالثة.. برنامج إيران النووي

وبالانتقال للمعركة الثالثة يتحدث المعهد عن البرنامج النووي الإيراني.

يقول: وصلت مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي بين القوى والولايات المتحدة إلى طريق مسدود بسبب مطالبة إيران بإخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة “المنظمات الإرهابية”.

ويعارض رؤساء المنظومة الأمنية الأمريكية (رئيس الأركان المشتركة وقائد سانتكوم) بشدة شطب التنظيم من “قائمة الإرهاب”، وفق المعهد.

ويتابع المعهد: ومع ذلك، لم يعلن البيت الأبيض بعد سياسته النهائية بشأن هذه القضية في ضوء تداعيات انفجار المحادثات حول اختراق نووي إيراني، واستقرار إقليمي شامل.

ولا تزال جهود الوساطة جارية على ما يبدو لإيجاد صيغة حل وسط على ضوء الفهم الأمريكي بأن الاتفاقية تخدم احتياجات سوق الطاقة العالمي وتضر بالاحتكار الروسي، كما تقضي على خطر التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

وخلص المعهد إلى أنه إذا انفجرت المحادثات النووية فستكون إيران قادرة على تسريع برنامجها النووي والوصول إلى منطقة الحصانة مع زيادة الاحتكاك مع المعسكر السني الموالي لأمريكا و”إسرائيل”، حسب وصفه.

ملخصات
المعهد الإسرائيلي يؤكد أن عدم وجود إستراتيجية إسرائيلية شاملة للقضية الفلسطينية بالإضافة إلى السياسة الحالية المتمثلة في “إدارة الصراع” من خلال “العصا والجزرة”، يقللان من قدرة “إسرائيل” على العمل في المجال العملي ومجال الرد، ويصب في مصلحة حماس على الساحة الفلسطينية.

المعهد دعا الاحتلال إلى استخدام الأدوات الاقتصادية لتهدئة المنطقة، إلى جانب تعزيز الأدوات الأمنية لإحباط وردع منفذي العمليات المحتملين.

يقول المعهد عن سياسة “جزّ العشب” إنها متوازنة؛ لأنها تحد من التدهور الشامل.

وعن الملف النووي الإيراني، تبقى “إسرائيل” أمام سيناريوهين؛ نجاح الاتفاق النووي الإيراني أو فشله.

المعهد يشدد أن السيناريوهين سيئان؛ فالأول يتطلب بناء قوة وتقييمات لتعاظم التهديد الإيراني في العقد المقبل مع الاستعداد عمليًّا لزيادة التهديد الإقليمي، والسيناريو الثاني يسرّع ويقرّب حصول إيران على قنبلة نووية على المدى القريب.

تعزيز التعاون مع واشطن هو الضامن لتعامل الاحتلال مع السيناريوهات كافة بما يخص الملف النووي الإيراني، بما يضمن لها شرعية بما يخص القيام بخطوات عملياتية، يقول المعهد: على “إسرائيل” عدم الدخول بمواجهة مع الولايات المتحدة ما قد يعيق المساعدة الأمريكية في عمليات بناء القوة المطلوبة.

وبشأن الحرب الروسية دعا المعهد “إسرائيل” إلى التعبير عن موقف واضح إلى جانب الولايات المتحدة والغرب.

وأكد أن استمرار وقوف “إسرائيل” على الحياد يمكن أن يكسر التحالف الإستراتيجي بين الدول، ويعيق أي خطوات ضد إيران.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات