الأحد 19/مايو/2024

ذبح القرابين بالأقصى.. تحذيرات من مخطط المستوطنين ودعوات لإحباطه

ذبح القرابين بالأقصى.. تحذيرات من مخطط المستوطنين ودعوات لإحباطه

تتولى التحذيرات من خطط المستوطنين الصهاينة الرامية لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك الجمعة المقبل، في أول أيام ما يسمى بعيد الفصح العبري، وذبح القرابين داخله.

ونشرت “جماعات الهيكل” المزعوم على مختلف منصاتها إعلانًا يدعو المتطرفين إلى المبادرة الفردية لتقديم “قربان الفصح” إلى المسجد الأقصى المبارك مساء الجمعة القادم الموافق 14 رمضان.

ووعدت الجماعات المتطرفة من يتمكن من ذلك بمكافأة مالية مقدارها عشرة آلاف شيكل “حوالي 3000 دولار”، ومنح من يدخل “السخل” دون ذبحه بمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل “250 دولارًا”، ومن يحاول ويفشل بمكافأة مقدارها 400 شيكل، وذيلت إعلانها بالقول: إن تقديم القربان هو الرد الطبيعي على “الإرهاب”.

وكانت تلك الجماعات نفذت -الاثنين- محاكاة لـ”تقديم القربان” في منطقة القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للأقصى.

وبات معظم حاخاماتها ونشطاؤها مقتنعين أن “الوقت قد حان لتقديم القربان في الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولة عبر المحكمة منذ 2010، والإحياء العملي لطقوس القربان في عدة أماكن حول الأقصى منذ 2014”.

وأكدت “جماعات الهيكل”، في تصريحات لقادتها بعد نشر الإعلان، أن “الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعب”، مضيفة أنه “لا حماس ولا الأردن يقررون ما يحصل في الأقصى، فنحن من سنقرر مصير قربان الفصح”.

وأضافت: “إننا في الجمعة القادم، في عشية الفصح، سنأتي إلى جبل الهيكل من كل أنحاء البلاد لنقدم قربان الفصح في موعده، ونجدد العبادة اليهودية في الأقصى بعد 2000 عام من اندثارها”.

لعب بالنار

وكان مصدر في المقاومة الفلسطينية قد حذر من مخطط المستوطنين الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى المبارك وذبح القرابين في داخله.

وفي تصريحات لقناة الجزيرة قال المصدر: إن مخطط المستوطنين لذبح القرابين المزعومة في الأقصى يتجاوز الخطوط الحمراء، وعدّه لعبًا بالنار.

وأشار إلى أن  استفزاز مشاعر العرب والمسلمين بداية أيام سوداء للاحتلال ومستوطنيه.

عدوان صريح

رئيس لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي، أحمد أبو حلبية، قال: إنّ دعوات جماعات الهيكل المُتطرّفة لاقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين داخله، “تُشكّل عُدوانًا صارخًا وتحدّيًا لمشاعر المسلمين”.

وأوضح أبو حلبية، في تصريح مكتوب وصل “المركز الفلسطيني للإعلام“، اليوم الثلاثاء، أنّ هذا التصرف سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، مُشدّدًا أن “الشعب الفلسطيني سيُدافع عن المسجد الأقصى، وسيتصدّى لمُخطّطات الاحتلال”.

ودعا أبو حلبية جماهير الشعب الفلسطيني إلى النفير والاحتشاد اليومي في المسجد الأقصى المبارك والتصدّي لهذه الخطوة الخطيرة.

وشدّد على أنّ “إقدام الجماعات الصهيونية على ذبح القرابين، سيؤدّي إلى انعكاسات خطيرة عند جميع المسلمين”، وطالب أبو حلبية، الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم ببذل أقصى الجهود اللازمة لإحباط هذا المُخطّط.

نقلة في صلف الاحتلال

كما حذّر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب من خطوة إقدام المستوطنين على ذبح “قرابين الفصح” في المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة المقبل.

وقال الخطيب: إن ذبح القرابين في الأقصى غاية في الخطورة، وتعدٍّ سافر على مشاعر المسلمين، ويمثل نقلة نوعية في صلف حكومة الاحتلال.

وشدد على أن خطوة ذبح القرابين، ليست خطة أو نية مخفية للمستوطنين، وإنما جزء من مشاريع ومخططات يتم التدرُّج في تنفيذها، وأضاف أن قرارات منع التواصل معه والتي تصدرها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بحق قيادات فلسطينية تعكس تخبط الاحتلال.

وأشار الخطيب إلى أن أبرز ملامح التخبط هو استمرار التحشيد لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى “عيد الفصح”؛ بالإضافة إلى مخطط “ذبح القرابين” في باحاته، والذي قالت شرطة الاحتلال إنها لن تمنع المستوطنين من فعله. وأردف الخطيب: “واضح أن المؤسسة الإسرائيلية (الاحتلال) لم تتعلم الدرس، وأن كل هذا التحريض والاستهداف للمسجد الأقصى سيقود للتصعيد وصب الزيت على النار”.

الرباط في الأقصى
وفي الأثناء، شدّدت المرابطة المقدسيّة خديجة خويص أنّ الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، هما السبيل الأمثل لحماية “الأقصى” من أيّ تدنيسٍ وانتهاك، وذلك قبل أيام من اعتزام المستوطنين إدخال (قربان الفصح) إلى المسجد مساء الجمعة القادم الموافق 14 رمضان.

وقالت خويص، في تصريح صحفي: إننا “لن ننعم ببركات الأقصى حتى نهَبه طاقاتنا وجهدنا وجهادنا ورباطنا، وأفضل أوقاتنا وأزكى أموالنا وأطهر قلوبنا”، داعية إلى الحشد من أجل الرّباط والاعتكاف بالأقصى، لإفشال المُخطّطات الاستيطانية.

وأكدت أنّ “الأقصى” قضية عالية وغالية ومُقدّسة، ولا يليق بها إلا الأثمان المخلصة الغالية، من النفس والمال والوقت والجهد والعمل والتضحيات.

فصائل المقاومة تحذر

وحذرت فصائل المقاومة الاحتلال والمتطرفين اليهود من الإقدام على تنفيذ اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه والذبح فيه فيما يسمى بعيد الفصح، مؤكدة أن قيادة الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الخطوة التهويدية الخطيرة.

ورفضت الفصائل بشدة، في بيان صحفي أصدرته عقب عقدها اجتماعا دوريا بمدينة غزة، اليوم الثلاثاء، الإدانات والمواقف المنددة بالعمليات البطولية في أراضينا المحتلة التي صدرت من طرف السلطة وبعض الأنظمة العربية والإسلامية، مؤكدة أن هذه المواقف لا تعبر عن إرادة ووعي الأمة وشعوبها الحرة.

دعوة لإحباط المخطط

كما دعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل والضفة الغربية، إلى شد الرحال والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة، طيلة أيام شهر رمضان، في ظل الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة المستوطنين تنفيذ مخطط ذبح القرابين بساحاته.
 
وأوضحت الوزارة في بيان أن تواجد المعتكفين بأعداد كبيرة، “كفيل بكسر محاولات العدو الصهيوني تنفيذ مخططاته، و فرض واقع جديد”.
 
وبينت أن مثل هذه الخطوات، “تمثل استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين”، مطالبةً الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بالقيام بأوسع فعاليات دعم وإسناد لأهالي القدس والضفة.

تصعيد خطير

كما حذرت رئاسة السلطة، يوم الثلاثاء، من تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه؛ جراء التهديد باقتحام المسجد الأقصى المبارك لذبح القرابين من قبل المتطرفين اليهود بحماية شرطة الاحتلال، إلى جانب التهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة في بيان: إن استمرار عمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا بدم بارد، ومواصلة الاعتقالات والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والأوامر الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية لجيش الاحتلال لإطلاق النار بلا قيود ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى استمرار انتهاك حرمة المقدسات، هي السبب الرئيس للتصعيد والتوتر الذي تشهده المنطقة.

وأضاف أن هذه الانتهاكات “ستوصلنا إلى مفترق خطير سيخلق دوامة من العنف”.

كل المناطق الفلسطينية

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحاج، أن “تداعيات اعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك، ستشمل كل المناطق الفلسطينية”.
 
وأشار الحاج إلى أن “ردات فعل الشعب الفلسطيني، في كل مرة يحاول الاحتلال المساس بالأقصى، تدفع الصهاينة إلى حساب خطواتهم قبل المباشرة بها”.
 
وأكد أن “تصاعد الاعتداءات، سيقابل بمقاومة أشد قوة وبأساً مما كانت عليه سابقا”.

تحرك جاد
 
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن “مخطط ذبح القرابين، يستدعي التحرك الجاد من الكل الفلسطيني، في الداخل المحتل وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين، والشتات”.
 
ونبه في حديثه لقدس برس أن “الفلسطينيين لن ينتظروا الوسطاء ولا المجتمع الدولي، للرد على المساس بالأقصى”، مؤكداً أن “الإحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين لا يفهمون إلا لغة القوة والبارود”.
 
ورأى أن “الرد الفلسطيني سيكون مزلزلاً في كل بقعة من التراب الوطني الفلسطيني”.

خط أحمر
 بدوره أكد عضو هيئة أمناء المسجد الأقصى فخري أبو دياب، على ضرورة أن تصل رسالة للاحتلال بأن الأقصى خط أحمر لا يمكنه المساس به.

وحذر من أن المستوطنين ينفذون الخطوات للوصول إلى مبتغاهم ببناء الهيكل المزعوم.

وقال أبو ذياب:” إذا لم تكن هناك ردة فعل فلسطينية على هذه الخطوات، فالاحتلال سيتمادى في إجراءاته، وخاصة في فترة الأعياد التوراتية التي تعد كابوسًا على الأقصى”.

معالم المرحلة
أما الكاتب الصحفي محمد القيق فنبه إلى أن وجود المقاومة المنظمة في غزة، جعل الكثير من الحسابات تتغير في التعامل مع الضفة والقدس.

 وقال القيق إن الاحتلال يخشى من تصاعد وتيرة المواجهات في جنين، والذهاب إلى عملية عسكرية واسعة.

وأوضح أن ما يحدث في جنين قد ينتقل إلى 11 محافظة في الضفة، لأنها لم تعد الآن كما كانت عليه قبل معركة سيف القدس، التي حددت للضفة معالم المرحلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات