صدق أو لا تصدق: جزر يونانية تنتظر لجوء الإسرائيليين إليها!
فاجأني تقرير تداولته الصحافة الإسرائيلية قبل أيام عن نوايا ناقشها الصندوق القومي اليهودي، المكلف بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين المحتلة، حول إمكانية شراء أو استئجار جزر يونانية في عرض البحر المتوسط، بغرض إيواء الإسرائيليين إليها في حال اندلاع حرب قادمة.
يتزامن هذا النقاش الإسرائيلي الذي يعصف بفكرة “الوطن القومي”، وخزعبلات “أرض الميعاد” التي قام على أساسها المشروع الصهيوني، مع حالة الاستنفار الأمني المحموم الذي تعيشه معظم دوائر صنع القرار الإسرائيلي، تخوفاً من اندلاع مواجهة متوقعة، حيث يظهر مدى جاهزية الجبهة الداخلية معيارا أساسيا وعنصرا مركزيا مرجحا في إظهار استعداد الاحتلال لساعة الصفر.
صدرت العشرات من الدراسات الإسرائيلية حول حصانة الجبهة الداخلية من حرب قادمة، وقدمت رؤى استشرافية متشائمة، لأنها رسمت سيناريوهات سوداوية لطبيعة وحجم وساحة المواجهة القادمة، ولا سيما استهدافها المباشر للجبهة الداخلية، وتحول الإسرائيليين إلى “أهداف موزعة” على طول مساحة الدولة للأسلحة التي سيستخدمها قوى المقاومة والدول المعادية للاحتلال في قادم الأيام.
يؤكد المشروع الإسرائيلي المفاجئ الخاص بشراء واستئجار جزر يونانية أن دولة الاحتلال باتت خلال السنوات الأخيرة “مسكونة” بتحصين الجبهة الداخلية، وخصصت طواقم عديدة من الخبراء لدراسة ما يتعلق بها، خاصة فرضية حرب الصواريخ التي فرضت نوعاً جديداً من التفكير العسكري الإسرائيلي.
بمزيد من الشرح والتفصيل، وبعد مرور العديد من الحروب العسكرية، والعدوانات الإسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين، فما يزال مستوى الردع الإسرائيلي قائماً نسبيًّا حتى كتابة هذه السطور، رغم اختلاف التقدير حول حجم الحصانة التي تمتعت بها الجبهة الداخلية خلال الحروب السابقة، ولا سيما أن قوى المقاومة في عدة جبهات تواصل التسلح والاستعداد ليوم المواجهة القادمة، وما يعنيه ذلك من تأثير مباشر على حالة المناعة التي تفتقر لها الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كونها تشكل هدفاً مفضلاً لهما إذا اندلعت الرصاصة الأولى.
تزداد المخاوف الإسرائيلية مع حتمية القناعات في دوائر صنع القرار بانتقال ساحة الحرب القادمة إلى الجبهة الداخلية، وما يشكله هذا الاستهداف من حرب استنزاف مؤذية للاحتلال على كل الأصعدة، في ضوء نجاح قوى المقاومة في تطبيق المفهوم القتالي القائم على فرضية أن هذه الجبهة هي الحلقة المكشوفة والأضعف في “إسرائيل”، ومن هنا فإن زعزعتها أو كسرها من شأنه أن يرجّح كفة المقاومة، رغم تفوق “تل أبيب” عسكريًّا.
للإجابة على السؤال الكبير المطروح على صناع القرار الإسرائيلي عن مدى وحجم استعداد الجبهة الداخلية لمثل هذا “الكابوس” المفترض، تداول الإسرائيليون جملة إجابات واقعية، وبموجبها اتخذت إجراءات ميدانية وخطوات عملياتية، لكن جديدها المفاجئ فعلا هو البحث عن “وطن” آخر في جزر اليونان يأوي الإسرائيليون إليها عند ساعة الحقيقة، الآتية حتما لا محالة!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الغريّبة .. حلوى النازحين المفضلة وسط الحرب في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يعيش الفلسطينيون في غزة حرباً ضروس منذ 8 أشهر وما استكانوا وما وهنت عزائمهم صمودًا وثباتًا ومقاومة في مواجهة أعتى...
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأحد - حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية تخللها اقتحام منازل...
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...