قبضة الأحرار .. مسلسل يحاكي صراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال

“اشتباكات عنيفة ومواجهات بين مقاومين فلسطينيين وقوة صهيونية خاصة تسللت سراً إلى قطاع غزة، تهدف إلى جمع معلومات استخبارية عن رجال المقاومة وقدراتها في القطاع”، هذا جزء من مشهد درامي ضمن مسلسل “قبضة الأحرار” الذي تنتجه الدائرة الفنية لحركة “حماس” في قطاع غزة.

ويحاكي المسلسل قصة واقعية حدثت شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع قبل ثلاثة أعوام، عندما تصدى مجاهدون من كتائب القسام لقوة من المستعربين الصهاينة تنكرت بلباس مدني فلسطيني بهدف التجسس على المقاومة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المقاومين وجرح آخرين كان أبزرهم القائد نور بركة، عدا عن اشتعال معركة استمرت أياماً بين المقاومة والاحتلال سُميت باسم معركة “حد السيف”.

تطور الدراما
باسل شاهين، أحد أبطال المسلسل، ويؤدي دور قائد المقاومة الفلسطينية الذي يريد الاحتلال النيل منه من خلال بعض العمليات الاستخبارية التي يمارسها في القطاع، يؤكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المسلسل يحمل قيماً عظيمة جداً ترد على المسلسلات الهابطة التي يبثها الكيان الصهيوني، ويحاول من خلالها قلب الحقائق ونزع الثقة الجماهيرية بالمقاومة الفلسطينية.

ويعتقد “شاهين” الذي شارك في عدد من المسلسلات والأفلام الدرامية المُقاوِمة، أنّ “الدراما أصبحت سلاحاً تستطيع حركات المقاومة من خلاله إرسال الرسائل التي تكون موجهة بالشكل الصحيح لأعدائها”، مبيناً أنّه باتت أمراً مهماً وضرورياً في تحدي الاحتلال.

ويؤكّد الممثل الفلسطيني أنّ الحصار يطول الدراما الفلسطينية أيضاً من خلال عدم إدخال المعدات والأموال المطلوبة الخاصة بأعمال الدراما، مبيناً أنّ دائرة الإنتاج الفني التابع لحركة “حماس” استطاعت أن تحفر في الصخر للخروج بهذا المسلسل بما يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني.

ويشير إلى أنّ المشاهد العربي والفلسطيني سيلاحظ تطوراً ملموساً في الدراما الفلسطينية المُقاومة، حيث من المقرر أن يعرض المسلسل خلال شهر رمضان القادم، مبيناً أنّ التطور يشمل جميع مناحي العمل من كتابة السيناريو وليس انتهاءً بالتنفيذ والإخراج والأداء والتمثيل والإنتاج.

ويدعو شاهين، جميع شركات الإنتاج الفني الفلسطينية وغير الفلسطينية الداعمة للقضية الفلسطينية، إلى تبنّي مثل هذه الأعمال الفنية الدرامية والتي من خلالها نثبت الرواية الفلسطينية الحقيقية، ونضرب الرواية الصهيونية الكاذبة.

معالجات المسلسل
رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة “حماس” محمد ثريا، يؤكّد لـ”المركز الفلسطيني الإعلام” أنّ مسلسل قبضة الأحرار الذي يعرض في رمضان القادم على أكثر من 12 شاشة عربية وفلسطينية، يعالج قضية صراع العقول بين المقاومة والاحتلال بأدوات بسيطة مقابل ترسانة الاحتلال الضخمة.

ويركز المسلسل -وفق ثريا- على أنّ الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة مقابل احتلال ينتهك الأرض والمقدسات والممتلكات الفلسطينية بلا رقيبٍ ولا حسيب، كما يركز على الجانب الأمني وأساليب الاحتلال في اغتيال المقاومين معنوياً.

ويتطرق المسلسل أيضاً إلى الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من 16 عاماً، مبيناً أن تصوير المسلسل ينتهي خلال الأسبوع القادم ليعرض في رمضان القادم ضمن 30 حلقة كلٌّ منها من أربعين دقيقة دون الشارة، ويضم 1575 مشهداً متكاملاً يجسد الواقع والحياة الفلسطينية التي يسعى الاحتلال لتنغيصها كل وقتٍ وحين.

ويشير ثريا إلى أنّ المسلسل يشهد تطوراً في الدراما الفلسطينية عامة، سيما مع ضعف الإمكانيات والاعتماد على كادر محلي من الممثلين لم يسبق لهم الخوض في تجارب كبيرة.

ويبيّن رئيس دائرة الإنتاج الفني في “حماس” أنّ مسلسل “قبضة الأحرار” هو امتداد لأعمال فنية دأبت الدائرة على إنتاجها في السنوات القليلة الماضية، وآخرها مسلسل “بوابة السماء”، و”الفدائي”، وسلسلة من الإنتاجات الفنية، التي تسعى إلى تصوير الواقع الفلسطيني، وإيصال الرواية الفلسطينية، المُجابِهة لزيف الرواية “الإسرائيلية”.