الجمعة 03/مايو/2024

مؤتمر فلسطينيي الخارج.. جبهة وطنية عريضة تلملم شتات الفلسطينيين

مؤتمر فلسطينيي الخارج.. جبهة وطنية عريضة تلملم شتات الفلسطينيين

مؤتمر فلسطينيي الخارج نبراس جمع الفلسطينيين من 52 دولة؛ لتجسيد حلمهم بالعودة، ووفّر فرصة التقاء بعض المشاركين بعد 22 عاما من البعد في البلاد الشاسعة.

المركز الفلسطيني للإعلام” التقى إحدى المشاركات في المؤتمر، سهام المشة، وهي لاجئة من مدينة يافا المحتلة في الأردن لم ترَ فلسطين إلا بالصور، تقول: في طريقي إلى المؤتمر شعرت أنني أضيء قنديلا من طريق العودة.

وجمع المؤتمر -كما بينت مشة- المبادرات الشبابية التي تخدم القضية الفلسطينية، التي واجهت العديد من التحديات والصعوبات لتخرج إلى أرض الواقع، ليكون المؤتمر مظلة لإطلاق الطاقات الشبابية المدفونة لتعزيز حب العودة والعشق لأرضهم التي لم تدسْها أقدام معظمهم.

وتطرقت مشة إلى القسَم الذي ردده المشاركون في المؤتمر، والتوقيع على وثيقة عدم التنازل عن حق العودة، وعدم هدر تضحيات الشعب الفلسطيني.

تشكيل جبهة وطنية تمثل فلسطينيي الخارج
ودعا المشاركون في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى تشكيل جبهة وطنية، تعمل على تنظيم جهود الشعب الفلسطيني تجاه التغيير، لإفساح المجال لإعادة بناء منظمة التحرير، وصناعة القرار الفلسطيني المستقل، لتعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني. 

وركز نائب الأمين للأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج هشام أبو محفوظ في حديثه مع “المركز الفلسطيني للإعلام” على تشكيل جبهة وطنية، وقال: “من الواضح أن القيادة المتنفذة بمنظمة التحرير، قد حسمت قرارها بإغلاق باب إصلاح المنظمة، بإلغائها إجراء الانتخابات الفلسطينية بما فيها انتخابات المجلس الوطني التي كانت مقررة مايو/أيار 2021، مؤكدة هذا التوجه أخيرا بإعلان منظمة التحرير دائرة من دوائر السلطة الفلسطينية ومؤسساتها”.

وتساءل أبو محفوظ: لماذا إصرار بعضهم على إفشال محاولات إنهاء الانقسام الفلسطيني، والعمل على استمرار حالة التهميش لفلسطينيي الخارج.

وطالب بالتحرك لإعادة  بناء المشهد الفلسطيني على أساس وطني جامع موحد رافض لأوسلو وتبعاتها وما نتج عنها، وليكسر حالة الاحتكار للقرار الوطني التي تمارسها القيادة المتنفذة للمنظمة. 

وجاءت الدعوة لتشكيل الجبهة الوطنية، في إطار التجاوب مع دعوات فلسطينية أطلقتها قوى وفصائل وشخصيات فلسطينية، في حين الشعب الفلسطيني اليوم أمام فرصة حقيقية للوصول إلى توافق فلسطيني في إطار  إنهاء الحالة الفلسطينية المتأزمة.

تنشيط الدور لفلسطينيي الخارج
ومن أهم الأهداف التي عقد من أجلها المؤتمر -كما بيّنها أبو محفوظ- إسناد الشعب الفلسطيني ودعمه داخل الأرض المحتلة، بالاشتباك مع المشروع الصهيوني في الخارج، حيث إن فلسطينيي الخارج لا يخضعون لسطوة الاحتلال ولا تقييد أجهزة السلطة، ويملك مساحات عمل حرة في العديد من أماكن وجودهم، بالرغم من حالة الهرولة لعدد من الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال، إلا أنه ما يزال قادرا على المجابهة والفعل الوطني الهادف لتفعيل دوره وحشد قواه في مسيرة النضال الوطني.

وتابع أبو محفوظ: ولتنشيط  الدور الفلسطيني في الخارج خلال السنوات الخمس الماضية، عمل المؤتمر على تنفيذ برامج وأنشطة وفعاليات داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولمواجهة المشروع الصهيوني ومخططات التطبيع.

وشكّل المؤتمر رابطة للمرأة الفلسطينية، واهتم بدور الشباب الفلسطيني؛ فأطلق مبادرة شباب فلسطين في الخارج، وشكّل لجنة القدس، وتابع قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وفق أبو محفوظ.

وأكد أبو محفوظ حرص المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، على التحرك العملي والدعوة لتشكيل الجبهة الوطنية المتحدة، من القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية في الداخل والخارج، لتحمل المسؤولية الوطنية، ولتكون الجبهة خطوة على طريق حشد القوى الحية لشعبنا وتوحيده في الداخل والخارج للمضي في معركة التحرير والعودة، ومواجهة الاحتلال ومخططاته.

“القدس موعدنا”
في السنوات الخمس الماضية أولى المؤتمر اهتماما كبيرا بملف القدس والمسجد الأقصى، ليحمل المؤتمر الثاني عنوان “القدس موعدنا”، ويؤكد  أبو محفوظ أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج قائم على فكرة تثبيت تمسك شعبنا في الخارج بحقوقه وفي مقدمتها تحقيق العودة، فالقدس عنوان جامع لكل شعبنا الفلسطيني. 

وعمّا تتعرض له المؤتمرات الفلسطينية في الخارج والعمل الوطني لأجل فلسطين من الضغوطات ومحاولات إعاقة انعقادها، بيّن أبو محفوظ أن المؤتمر تعرض منذ تأسيسه لتضييق من السلطة الفلسطينية الحالية، إضافة إلى تحديات أزمة كورونا، والأهم، تحديات الوضع الفلسطيني في إطار التهميش.

حشد جميع القوى طريقٌ لإنجاح هدف المؤتمر
وبالنسبة للهدف الذي يسعى المؤتمر إلى تحقيقه؛ قال أبو محفوظ: الهدف من المؤتمر سيتحقق حينما نستطيع حشد جميع القوى، على برنامج وطني جامع، يحافظ على الثوابت ويواجه الاحتلال في الداخل، ويشتبك معه سياسيا في الخارج، ويحاصره في كل المحافل عبر تشكيل رأي عام عالمي داعم للقضية الفلسطينية. 

وأضاف أن العمل جارٍ لصياغة مبادرة الجبهة الوطنية، داخليا في المؤتمر من خلال عقد ورشة عمل لبلورة وإعداد ملامح ومعالم وآليات هذا التوجه، وفلسطينيًّا بالتواصل مع القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية، وقريبا سيعلن عن التفاصيل.

إنجازات المؤتمر في دورته الأولى شعلة لدورته الثانية
وفي السياق ذاته، أكد عضو الأمانة العامة للمؤتمر ياسر علي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الهدف من المؤتمر كما جاء في البيان الأول، هو تشكيل جبهة وطنية تحت شعار “مشروعنا الوطني طريق عودتنا”، وهو ما تم العمل له خلال السنوات الأربع الأخيرة من خلال تحقيق العديد من الإنجازات الدبلوماسية والاقتصادية والقانونية والإغاثية وغيرها. ومن أهمها تنظيم حملة ضد زيارة الاحتلال لإفريقيا ومنعها دبلوماسيا، إضافة إلى مساعدة اللاجئين في لبنان، والمشاركة في وفود ساهمت في حل مشكلة حق العمل الفلسطيني.

وأضاف أن الهدف للمؤتمر بدورته الحالية هو تأكيد ثوابت البيان التأسيسي الذي يتحدث عن فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، وأن الوجود الصهيوني غير شرعي واحتلالي يجب إزالته.

كما جاء المؤتمر لدعم مواجهة الاحتلال بكل الطرق القانونية والسياسية والشعبية في الداخل الفلسطيني، وتكريس الوحدة الفلسطينية والمصالحة على أساس الثوابت الوطنية الفلسطينية، ودعم صمود المرابطين في الأقصى وحي الشيخ جراح وانتفاضة مناطق 48، وتفعيل دور فلسطينيي الخارج لأخد مكانهم في معركة التحرير والعودة إلى فلسطين، وفق ياسر علي.

وأضاف أن من أهداف المؤتمر العمل على تزخيم حركة المقاطعة العربية والعالمية للكيان الصهيوني ورفض التطبيع وإدانة كل أشكاله، ورفض تقزيم منظمة التحرير، ورفض تفريغها من مضمونها التحريري.

تفعيل دور الشباب الفلسطيني في المؤتمر
وتحدث علي عن جبهة وطنية تشاركية لا يقودها فصيل أو مؤتمر، تجمع شرائح الشعب الفلسطيني للضغط على السلطة من الداخل والخارج، ومنعها من التنازلات وعودتها إلى الخط الوطني الصحيح، وهذا لا يتم إلا بمشاركة كل شرائح الشعب الفلسطيني.

ولتأكيد أهمية دور الشباب في معركة التحرير، أضاف المؤتمر في دورته السابقة مبادرة  “شبكة شباب فلسطين”، وفيها جميع شرائح في العالم وتخصيص كوتا شبابية في الانتخابات للمؤتمر.

وبيّن علي أن الشعب الفلسطيني هو الذي يختار من يمثله أو يشاركه مهامه الثورية والوطنية، لذلك نقول: إن المؤتمر هو الحاضنة الشعبية لتجميع كل القوى غير المسيّسة لفصيل معيّن لبثّ روح العمل من أجل فلسطين.

مظلة لجميع المؤسسات الفلسطينية
وقال عضو الأمانة العامة المؤتمر الشعبي، زياد العالول: إن المؤتمر مظلة تنسيقية للعديد من المؤسسات الفلسطينية في العالم، بدأت شعلته عام 2017 لاستثمار القوة الفلسطينية في الخارج واستثمار طاقاتهم وإمكاناتهم والتنسيق بينهم بما يعزز صمود الداخل الفلسطيني ويقوّي الفلسطينيين في الشتات.

وبيّن العالول لمراسلنا أن انعقاد المؤتمر يأتي للاستحقاق الانتخابي للدورة الحالية التي تمثل المؤتمر  لأربعة أعوام، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي يجري فيها الفلسطينيون في الخارج انتخابات وإن كانت رمزية؛ لأننا  نتحدث عن 1000 مشارك من نخب الفلسطينية من دول متعددة، والعمل على انتخاب ممثليهم في قاعات محددة في كل دولة.

ويسعى المؤتمر لإيجاد حل يطمح إليه كل فلسطيني في الخارج، لافتا إلى إعادة  تمثيل الفلسطينيين في الخارج الذين همّشتهم اتفاقية أوسلو كما تم تهميش مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي تعمل في الخارج واختزالها لتصبح جزءا من السلطة الفلسطينية.

وأوضح العالول أن التحدي الكبير لرفع صوت فلسطينيي الخارج يكون بإشراكهم في القرار السياسي الفلسطيني.

ورأى أن الاجتماع بحد ذاته مهم جدًّا، لأنه جمع 1000 شخصية من نخب فلسطينية من عدة دول، مشددا على تجديد آلية التنسيق بين المؤسسات الفلسطينية للتعاون في العديد من البرامج العامة التي تخدم الفلسطينيين في الخارج ولتجديد العهد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...