الإثنين 29/أبريل/2024

هل تحولت إسرائيل إلى ثغرة في جدار العقوبات على روسيا؟

هل تحولت إسرائيل إلى ثغرة في جدار العقوبات على روسيا؟

استقبل مطار اللد (بن غورويون) سبع طائرات خاصة قادمة من مدينة “بطرسبيرغ” الروسية على متنها أعضاء من الـ “أوليغارشيا” (النخبة الثرية) الروسية، بحسب تقرير إخباري للقناة 12 العبرية.

الرحلات الجوية صنفت كمحاولة روسية للتهرب من العقوبات الأمريكية، فالعديد من رجال الأعمال الروس يحملون جنسية دولة الاحتلال، إلى جانب الجنسية الروسية، ما يفتح الباب واسعا للتهرب من العقوبات الغربية على روسيا عبر نقل الأموال والممتلكات والمعاملات المالية إلى فلسطين المحتلة.

الـ “أوليغارشيا” الروسية الإسرائيلية

خروقات دفعت نائب وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند، لتوجيه دعوة مباشرة لقادة “إسرائيل” للانضمام إلى العقوبات المفروضة على موسكو، في تصريح أدلت به المسؤولة الأمريكية للقناة الـ 12 الإسرائيلية السبت الموافق 12 آذار/مارس الحالي.

نولاند بررت الطلب الأمريكي بقولها: إن “واشنطن لا ترغب في تحول تل أبيب لملجأ أخير للأموال القذرة، المستخدَمة لتمويل حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا”.

ورغم الموقف الإسرائيلي المعلن بمنع بقاء الطائرات الخاصة الروسية في مطاراتها أكثر من 48 ساعة، إلا أن ذلك لم يمنع رجال المال والأعمال الروس من التدفق نحو دولة الاحتلال بطائرات مستأجرة من مختلف أنحاء العالم.

تصريحات فيكتوريا نولاند، تعد الموقف الأكثر وضوحا وعلنية لمسؤول أمريكي عن العلاقة التي تجمع روسيا بدولة الاحتلال منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، فدولة الاحتلال مرشحة لأن تتحول إلى ملاذ آمن لـ “أوليغارشيا” الروسية وبوابة مهمة لتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، كيف لا وقد شارك أحد أبرز أعضاء هذه الـ “أوليغارشيا” الملياردير الروسي الإسرائيلي وصاحب نادي “تشيلسي” رومان أبراموفيتش، في الجولة الأولى للمفاوضات الروسية – الأوكرانية، في مدينة “غوميل” البيلاروسية الحدودية، وبطلب من المسؤولين الأوكرانيين أنفسهم.

زيلنسكي المتطلب

تصريحات نائب وزير الخارجية الأمريكي فكتوريا نولاند، استبقها تصريح لمسؤول أوكراني مقرب من الرئيس فلوديمير زيلنسكي، انتقد فيها طلب نفتالي بينت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي من الرئيس الأوكراني الاستسلام للروس حقنا للدماء، في حين ذهب الرئيس الأوكراني ذاته إلى انتقاد نفتالي بينت في معرض تعليقه على صورة لعدد من الإسرائيليين متدثرين بالعلم الأوكراني بالقول: لم أشاهد بينت ملتفا بالعلم.

المواجهة باتت أكثر علنية مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، بعد رفض رئيس الكنيست (ميكي ليفي) السماح للرئيس الأوكراني زيلنسكي إلقاء خطاب أمام نواب الكنيست عبر الفيديو، مستعيضا عن ذلك بدعوة وجهها للرئيس الأوكراني، للمشاركة في لقاء ضيق يجمعه بأعضاء في البرلمان الإسرائيلي عبر شبكة “زووم”، الأمر الذي فجر موجة من الانتقادات، وأطلق حملة واسعة للضغط على قادة (إسرائيل) لاتخاذ مواقف أكثر تشددا من روسيا، وأكثر دعما للحكومة الأوكرانية.

في ظل النداءات المتكررة للرئيس الأوكراني يهودي الأصل للجاليات اليهودية في العالم، فإن الضغوط على قادة دولة الاحتلال تتعاظم لاتخاذ موقف أكثر تشددا من روسيا، أمر لا زالت تمتنع عنه الحكومة الإسرائيلية خوفا من تداعيات الموقف المتشدد على عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، التي تتم بالتنسيق مع القيادة العسكرية والسياسية الروسية.

ختاما .. الممانعة الإسرائيلية للتصعيد مع موسكو ونشاط الـ “أوليغارشيا” الروسية، باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلية، فاقم الحرج الذي تعاني منه الولايات المتحدة في التعامل مع حلفائها في منطقة الخليج العربي، الذين يبدون ممانعة مماثلة خصوصا في الإمارات والسعودية، موقف يمتد أثره على كل من إيران وتركيا الراغبتين في استثناءات وامتيازات مماثلة لتلك التي حصلت عليها دولة الاحتلال، فهل تضغط واشنطن على “تل أبيب” للانضمام للعقوبات، أم أنها ستتغاضى عن الموقف الإسرائيلي لتتعدد الخروقات، وتتسع الثغرة بمرور الوقت، في جدار العقوبات المفروضة على روسيا؟.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات