لهذه الأسباب أقضّت حرب أوكرانيا مضاجع جيش الاحتلال
بينما تشتعل الحرب في شرق أوروبا على بعد آلاف الكيلومترات من دولة الاحتلال، بدأت الأخيرة تستخلص الدروس والعبر المستخلصة منها، ولا سيما في ضوء الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وعودة الشكل التقليدي للحروب الكلاسيكية، بعد أن ظن الإسرائيليون أنهم قد يستغنون عنها بالقدرات التكنولوجية والتقنية والروبوتات.
في الوقت ذاته، تتحدث محافل عسكرية إسرائيلية أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على المفهوم الخاطئ القائل بإمكانية تقليص الجيوش في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ما يعني أن تعزيز الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وأنظمة الدفاع أمر مهم، لكنه ليس كافيًا.
في العقدين الماضيين اختُصرت ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، خاصة في الاحتياط، انطلاقًا من تصور خاطئ مفاده أنه في الحرب القادمة من الممكن العمل مع جيش صغير وذكي، سيكون قادرًا على التعامل مع التهديدات بنوع من القوة المضاعفة، مع أن التخفيضات في الجيش جعلته يواجه نتائج سلبية في عدة ساحات من لبنان وغزة، حيث تمت مهاجمته، وظهرت محدودية قدرته على القتال في ساحة كبيرة واحدة.
صحيح أن أصواتا إسرائيلية سابقة حذرت مرارا وتكرارا من تقليص أعداد الجيش بدعوى الدخول في حروب الديجيتال، لكن حرب أوكرانيا الجارية حاليا، زادت المخاوف الإسرائيلية من خطأ القرار بتخفيض عدد الفرق النظامية والاحتياطية، في ظل وجود جبهة مشتعلة في غزة، وتوقع اندلاع موجة عمليات في الضفة الغربية، وإمكانية وصول الأحداث إلى فلسطينيي الـ48، وانخراطهم في انتفاضة قادمة، رغم أننا أمام جبهات صغير نسبيًّا مقارنة بجبهات أوسع وأضخم مثل سوريا ولبنان.
مع أن الجيش لديه فقط ثلاثة ألوية دبابات عادية مجهزة بأنظمة الهجوم والدفاع، قُلص حجمها، ما ينتقص من قدرة الجيش في الدفاع عن الجبهة الداخلية، ويحول دون منعه لحزب الله من التحرك باتجاه المستوطنات الشمالية، وحماس في المستوطنات الجنوبية.
عنصر آخر لا يقل خطورة عما سبقه من مخاوف يتمثل بأن تقليص قوات الجيش، كما هو جارٍ في السنوات الأخيرة، سيطيل أمد الحرب، لأن اختصار أمدها ووقتها، وهو هدف إسرائيلي دائم، يحتاج لقوات نظامية واحتياط بمؤهلات جيدة يعرفون كيفية التعامل بشكل متوازٍ، وبسبب حجم الجيش سيتعين عليه نقلهم، من الجنوب إلى الشمال، أو العكس، وهذه الخطوة قد تستغرق أسبوعًا في حدود المحاور والنار، وهذا وقت ثمين للجبهة الداخلية التي ستتلقى كمية غير مسبوقة من الصواريخ.
الخلاصة الإسرائيلية من حرب أوكرانيا الجارية أنها كشفت عن الفجوة الحاصلة في الجيش الإسرائيلي، ليس فقط في الدبابات والمدافع المضادة للطائرات، ولكن أيضًا في النظام اللوجستي، ومسألة الاستخبارات، ووسائل التجميع، وقدرات الهجوم التي يجب تقسيمها بين الساحات المختلفة، لكن الحجم الحالي للجيش الإسرائيلي صغير في مواجهة الحرب في عدة جبهات.
فلسطين أون لاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الغريّبة .. حلوى النازحين المفضلة وسط الحرب في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يعيش الفلسطينيون في غزة حرباً ضروس منذ 8 أشهر وما استكانوا وما وهنت عزائمهم صمودًا وثباتًا ومقاومة في مواجهة أعتى...
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأحد - حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية تخللها اقتحام منازل...
اليوم الـ 225.. القسام يجهز على 20 جنديًّا صهيونيًّا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في اليوم الـ 225 لمعركة طوفان الأقصى عمليات نوعية وأجهزت على 20 جنديًّا...
مظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وصفقة مع حماس
فلسطين المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت تل أبيب مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإجراء...
بعد توقف لمدة 4 أشهر.. النمسا تقرر استئناف تمويل الأونروا
فيينا - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت النمسا، السبت، استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد أن...
تزامناً مع ذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة في لندن تنديداً بالعدوان على غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تنديداً بالعدوان على قطاع غزة، شارك فيها أكثر من ربع مليون...
أبو عبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلا من تبادل الأسرى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال أبو عبيدة، الناطق باسم حركة كتائب القسام، إن قيادةُ العدو تزجّ بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نُعوشٍ من أجل البحث...