الجمعة 03/مايو/2024

إطلاق النار على عدنان.. هل تحارب السلطة المقاومين بسيف الفتنة؟!

إطلاق النار على عدنان.. هل تحارب السلطة المقاومين بسيف الفتنة؟!

لا تزال أجهزة أمن السلطة تمارس دورها الخفي في إحداث الشرخ بين عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية عبر بثّ الفرقة والنزاع فيما بينهم.

ولم يكن ما حصل مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان أمس بمدينة نابلس ببعيد عن المشهد، عندما أطلقت النار عليه مباشرة في المدينة سابقًا من أحد عناصر جهاز مخابرات السلطة.

وفي تصريحٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” طالب القيادي خضر عدنان بموقف وطني واضح حول جريمة إطلاق النار التي استهدفته خلال زيارة ذوي الشهداء.

وأضاف: “ما حدث بحقنا أمر خطير جدا، ونطالب بوضع حد لثلة مرتزقة أطلقت وتطلق النار علينا”.

وأكد التعرف على هوية مطلق النار، مطالبًا المقاومة والفصائل والعشائر في نابلس أن تقول كلمتها، مشيرًا إلى أنه سبق أن تعرض عدة مرات للاعتداءات في نابلس خلال زيارته لذوي الشهداء وخلال مشاركته في فعاليات وطنية.

توريط المقاومين لحرف البندقية

هذا الحدث عدّه الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد محاولة من مخابرات السلطة لتوريط بعض المقاومين من حركة فتح في مشاكل وفتن داخلية من أجل حرف البندقية عن الاحتلال وتوجيهها لصراعات داخلية.

وأوضح العقاد في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن السلطة الآن باتت عبارة عن أجهزة تنسيق للأمن الصهيوني، مشيراً أن هذه الأجهزة هي جوهر عمل السلطة في الضفة الغربية.

وقال: “لا يمكن أن تعمل السلطة ضد الشعب الفلسطيني إلا بخلق أجواء من الفتنة سواء بين المكونات الوطنية (الفصائل) أو الفتنة بين المكونات المجتمعية ( العائلات والعشائر)”.

وأضاف: “السلطة معنية بإغراق الضفة الغربية في هذه الإشكاليات والخلافات القائمة، وقد كانت في قطاع غزة قبل ذلك عندما كانت ترعى مثل هذه الأمور وتقوية المليشيات لأهواء ومصالح خاصة”.

السلطة معنية بالفتنة

وأشار العقاد إلى أن ما حدث في نابلس يكشف أن هذه الأجهزة الأمنية معنية بالفتنة بين المكون الوطني في الضفة الغربية، خاصة بعد وجود تكتلات عسكرية ذات بعد فلسطيني داخل الضفة تقاوم الاحتلال، الأمر الذي بات يغيظ السلطة ويعقد عملها، وفق العقاد.

وذكر أن السلطة اليوم تعد وجودها مرتبطا بالتنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الصهيونية، وهذا الأمر لا يتأتى إلا في تفكيك البنية الاجتماعية والفصائلية في الضفة الغربية.

وأكد أن الواجب وطنياً وعشائرياً وجود تلاحم في الوحدة في الضفة ونبذ الفرقة وعدم فتح مجال لمثل هذه الألاعيب التي تمارسها السلطة لتفتيت المكون الوطني الفلسطيني.

وأضاف: “بات مهماً جداً الآن في ظل تصاعد العمل الثوري في الضفة الغربية أن يزيد الالتحام الوطني، كما ندعو العشائر والعائلات لعدم الاستجابة للتجييش العائلي، وأن تنبذ هذه الفرقة والخلافات، وأن تلتحم جميعاً على المبادئ الوطنية”.

افتعال مشاكل وفتن داخلية

ويتفق الكاتب ياسين عز الدين، مع العقاد، بأن ما حصل أمس يمثل سياسة أجهزة أمن السلطة منذ زمن بعيد، وهي أخطر أشكال التعاون مع الاحتلال.

وأشار عز الدين في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إنه وعند كل ظاهرة وحدة فلسطينية تسعى السلطة لافتعال مشاكل وفتن داخلية تلهي الناس وتحرف الأنظار عن مقاومة الاحتلال، وما فعلته في نابلس هو استمرار لهذا النهج.

وأضاف: “أقدمت السلطة على توريط مطاردين من حركة فتح لتضرب عصفورين بحجر، تثير الفتنة الداخلية وتدفع الناس للإحباط والتراجع من ناحية، وتحرّض الناس على المسلحين من حركة فتح الذين بدأ قسم منهم مؤخرًا بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال بشكل كبير في منطقة نابلس”.

وقال: “الملثم الذي ألقى بيان الفتنة في نابلس الليلة الماضية هو روحي مرمش، ويعمل في جهاز مخابرات سلطة أوسلو”.

وأكد أن المطاردين الذين وقفوا بجانبه (الملثم ملقي البيان المسيء) ورطتهم السلطة في موقف لا يحسدون عليه، وأتمنى أن يكونوا أكثر وعيًا وأن يدركوا أن أول المتآمرين عليهم هي قيادة فتح وسلطة أوسلو، أما المقاومة من الأخضر والأسود والأحمر فهم أقرب الناس إليهم”.

وذكر أن “أجهزة أمن السلطة تجيد اللعب بعقول أبناء فتح والزجّ بهم في مواقف مشبوهة بمن فيهم الشرفاء للأسف”، مضيفاً “السلطة تريد تخريب الوحدة الوطنية الموجودة في ميدان المقاومة بنابلس وجنين من خلال افتعال ما حصل الليلة”. 

وقال: “والمؤسف هو التغرير بالمطارد النابلسي بالموضوع والزجّ به في بيان فتنوي، مع العلم أنه اتصل بعدها بالشيخ خضر عدنان، وأكد رفضه مضمون البيان”.

وأشار إلى أنه بدلاً من  تقديم الدعم ومساعدة المطاردين تورطهم حركة فتح في مواقف سيئة بكل أسف، مشدداً على ضرورة رفض كل محاولات السلطة المشبوهة وإبقاء البوصلة في اتجاه الاحتلال وفقط الاحتلال.

النابلسي وعرفات يكشفان المؤامرة
وسريعًا أدرك المطاردان إبراهيم النابلسي وعمار عرفات لعبة الفتنة التي تقودها أطراف في أجهزة السلطة، فبادرا للاتصال الهاتفي على القيادي خضر عدنان، وأوضحا موقفهما ليكشفا بذلك الدور الفتنوي الذي قادته مخابرات السلطة من وراء الكواليس.

ونشر خضر عدنان تسجيلا لاتصالين هاتفيين من النابلسي وعرفات، أوضحا فيهما أنهما تعرضا للخداع خلال مشاركتهما في المؤتمر الصحفي الذي كان يفترض أن يحمل اعتذارًا وليس هجومًا على الشيخ عدنان.

كتيبة نابلس تعرّي الجناة
ولاحقًا في بيانٍ رسميٍّ، أدانت كتائب شهداء الأقصى “كتيبة نابلس” حادث الاعتداء الذي تعرض له القيادي خضر عدنان، ونفت أن يكون لها علاقة بالبيان الذي ذكر فيه اسمها عبر وسائل الإعلام، والذي هاجم الشيخ عدنان.

وقالت: “لا علاقة لنا بالبيان، ولا تربطنا به أي صلة ولا بالقائمين عليه، وكتائب شهداء الأقصى من أبرز الأذرع العسكرية، ونحذر كل من تسول له نفسه التحدث باسمنا”.

وأضافت الكتائب أن محاولة الزجّ باسم المطاردين إبراهيم النابلسي وعمار عرفات في خلافات داخلية أمر مرفوض، مؤكدة أنه “من اللحظة الأولى تواصل الأخ إبراهيم النابلسي والأخ عمار عرفات مع الشيخ خضر عدنان لشرح الحادث ونفيِ أن تكون لهما أي علاقة بهذا العمل الجبان، وغير ذلك لا يمثلنا ولا نعترف به”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...