الجمعة 03/مايو/2024

سكان كهوف مسافر يطا يتشبثون بأرضهم ويقاومون الاستيطان

سكان كهوف مسافر يطا يتشبثون بأرضهم ويقاومون الاستيطان

إذا ألقيت بصرك هناك، نحو تلك المرتفعات بمنطقة “اللتوانة” في “مسافر يطا” جنوب الضفة الغربية المحتلة، سيلفت نظرك سلسلة كهوف عمّقها الظلام، ولكن إن تقدمت نحو أحدها، فإنك ستتفاجأ أن عائلة من 7 أفراد تعيش بداخله.

تفتقد تلك الكهوف لأقل مقومات الحياة من ماء وكهرباء وحتى الهواء النظيف، ولكن يصر ساكنوها على البقاء فيها؛ حفاظاً على الأرض التي ورثوها عن أجدادهم، وخشيةً من ضياعها.

يقول أشرف صالح: إنه يفضل المكوث في هذا الكهف على السكن في منطقة أخرى، رغم أنه يستطيع، ولكنه في هذه الحالة سيفقد أرضه للأبد.

وأوضح أنه يعمل في مكان بعيد عن الكهف الذي يسكنه، ويتأخر في العودة، وفي كل مرة يتصل على عائلته خشية هجوم المستوطنين عليهم ليلاً.

وقال: إن أطفاله عندما يريدون التوجه للدراسة يسيرون مسافات بعيدة مشيا على الأقدام، معبراً عن خشيته من اعتداءات المستوطنين الموجودين في عدة مستوطنات محيطة عليهم.

ويملك صالح أوراقًا تثبت ملكيته للأرض المحيطة بالكهف، ولكن الاحتلال يرفض السماح له بالبناء، بدعوى أن الأراضي للاحتلال، أو أن المنطقة تشهد تدريبات عسكرية يمنع البناء فيها.

ويشير صالح بيده إلى مستوطنة “أفيجاي”، والتي تبعد عن كهفه مئات الأمتار فقط، وفيها كل مقومات الحياة من شوارع ومياه وكهرباء ومدارس وملعب وحديقة للأطفال، ويتساءل: “لماذا لا يوجد أي دعم حقيقي لنا في حين تدعم مؤسساتٌ هؤلاء المستوطنين وتصرف لهم الرواتب مقابل التنغيص علينا والتنكيل بنا؟!”.

ونبّه إلى تعرض حياته وعائلته للخطر، عدة مرات بسبب هجوم المستوطنين بحماية قوات الاحتلال وما يسمى الإدارة المدنية التي “تتفنّن بالتنغيص علينا”.

وأضاف صالح قائلا: إنه “في إحدى المرات هاجم المستوطنون المنطقة التي أسكنها، ولم يكن فيها إلا كبار السن والنساء والأطفال، لأن الشباب توجهوا للعمل في أماكن بعيدة حتى يستطيعوا إعالة أنفسهم وعائلاتهم”.

بدوره أكد فؤاد العمور، منسق لجنة “الحماية والصمود” في جنوب الخليل، أن الاحتلال يعمل على إخلاء المواطنين وإحلال المستوطنين مكانهم عبر أكثر من وسيلة.

ويقول: إن إحدى هذه الوسائل “الإدارة المدنية للاحتلال، التي تمنع المواطنين من الحصول على أي مقومات حياة، مثل شبكات المياه والكهرباء وحتى الطاقة الشمسية، إضافة إلى هدم أي بناء”.

ويضيف مستعرضا وسائل الاحتلال لإجبار الفلسطينيين على هجر أراضيهم، أنه يُصار إلى “استخدام المستوطنين لممارسة اعتداءات منظمة على الأهالي والمشروعات الزراعية والمراعي، وعلى كل ما يستخدمه المواطن للعيش الكريم”.

ووجّه العمور دعوة إلى المؤسسات الفلسطينية والدولية، لإيجاد إستراتيجية دائمة لدعم صمود الأهالي في منطقة “مسافر يطا” تساعدهم على البقاء وعدم مغادرة أرضهم.

ومنطقة “مسافر يطا” هي عبارة عن مجموعة من 19 قرية فلسطينية، تقع جنوب مدينة الخليل، داخل حدود بلدية يطا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...