السبت 27/أبريل/2024

حل التنظيم.. خطوة توحد الأسرى لمجابهة عربدة إدارة السجون

حل التنظيم.. خطوة توحد الأسرى لمجابهة عربدة إدارة السجون

داخل القفص الذي يُطبق على أنفاسهم ضاقت إجراءات إدارة السجون بهم ذرعًا، وتوجهوا نحو خلع شوكهم بأيديهم متسلحين بعزيمة الفلسطيني الذي لا ينكسر رغم محاولات زرع التفرقة والانقسام.

فعلى اختلاف ألوانهم وأطيافهم وأعلامهم، توحد الأسرى تحت راية واحدة للوقوف في وجه غطرسة وعربدة إدارة السجون، التي تهدف للنيل منهم وكسر إرادتهم وعزيمتهم.

وأعلن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، الاثنين، حل الهيئات التنظيمية؛ احتجاجًا على الإجراءات التعسفية التي تسعى إدارة السجون لفرضها عليهم.

ويُعرف مفهوم “حل التنظيم” في سجون الاحتلال بأنه إعلان للاستنفار، يعني أن يحل كل تنظيم “فصيل” في السجون نفسه، ويعلن عدم مسؤوليته أو تعامله مع إدارة السجن، وعليه يصبح كل أسير ممثلاً لنفسه، وعلى إدارة السجون أن تتعامل مع كل منهم ممثلاً لنفسه.

الدفاع عن النفس والمنجزات

وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني: إن خطوة حل الهيئات التنظيمية داخل السجون تأتي في سياق الدفاع عن النفس والمنجزات التي تحاول إدارة السجون سلبها من الأسرى.

وأشار فارس، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن إدارة السجون تلجأ لحرب استنزاف بحق الأسرى، فما إن يخرجوا من موضوع حتى يعودوا إلى آخر عبر طرح تحديات كبيرة أمام الأسرى.

وأضاف: “هذا التوجه الجديد من الأسرى هو توجه خطير جدًّا، يهدف إلى نسف الحياة اليومية، وهذا أكثر ما يؤثر على الأسرى، وهي خطوة اضطرارية يلجأ إليها الأسرى عقب تنصل الاحتلال من التزاماته”.

ولفت إلى أن النتيجة الأولية لهذه الخطوة، هو أن الأسرى موحدون على اختلاف فصائلهم وفي كل السجون من خلال موقف واحد في كل مكان.

وأوضح أن هذه خطوات أولية من الأسرى ستتلوها خطوات أخرى، لافتًا إلى أن الأوضاع مشحونة ومتوترة داخل السجون.

وأضاف فارس: “إدارة السجون مصممة على موقفها، والأسرى مصممون على موقفهم، ولن يتراجعوا، وبالتالي بات هناك تحلل من الالتزامات الطوعية التي كانت من الأسرى مقابل حقوقهم، وعندما تراجعت إدارة السجون عن هذا الحق الكبير، تراجعوا عن كل التزاماتهم”.

فوضى منظمة

وتحدّث أن السجون الآن تعيش في حالة فوضى منظمة ومدروسة، لافتًا إلى أن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التوتر والتصعيد، خاصة في إطار عدم تجاوب إدارة السجون.

وذكر فارس أن هناك جوانب كثيرة دفعت الأسرى لهذه الخطوة، أبرزها: الإهمال الطبي المتعمد، والتعذيب في التحقيق، والعقوبات الجماعية، والتغذية السيئة، والتهوية السيئة، والمساحات الضيقة، وعدم انتظام برنامج الزيارات، وعدم انتظام دخول الكانتينا، وعدم توفر الأغطية والملابس الشتوية الدافئة خاصة في فصل الشتاء، وغيرها من الإجراءات.

وحول المطلوب من أجل تعزيز قضية الأسرى ودعم خطوتهم قال: “على الصعيد الوطني المطلوب اعتماد إستراتيجية عمل لتوفير مظلة حماية للأسرى على طريق تحريرهم، وهو مسؤولية الفصائل والقوى وأطراف الحركة الوطنية”.

أما على الصعيد العالمي فطالب بضرورة الاستجابة لنداء منظمة العفو الدولية “أمنيستي” التي طالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات بحق “إسرائيل”؛ لكونها دولة فصل عنصري إضافة لكونها دولة احتلال.

لغة الجماعة
ويتفق المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة مع سابقه، بأن هذه الخطوة تعكس الروح الجماعية والموقف الوحدوي والبرنامج النضالي المتفق عليه من الجميع، مشيرًا إلى أن هذا القرار يسجل للحركة الأسيرة، ويحمل أهمية بالغة.

وأكد فروانة في تصريح لمراسلنا، أن أهم ما في هذه الخطوة هو الحديث بلغة الجماعة؛ خاصة أن الخطوات متفق عليها منالجميع.

ونبّه لأنّ الجميع أدرك أن الخطورة تطول الكل، فإدارة السجون لا تستهدف فصيلًا بعينه وإنما تستهدف كل الحركة الوطنية الأسيرة، وبالتالي اتُّخذ قرار بضرورة المجابهة والمواجهة والتصدي.

وأوضح المختص فروانة أن هذه الخطوة تأتي في إطار المواجهة والتصدي وإخلاء المسؤولية من أي عمل فردي وردات فعل، كما تأتي في إطار تغييب الجانب التنظيمي والسلطوي، وإتاحة الفرصة للكل أن يعبر عما يدور في خاطره.

ولفت إلى أن الخطوة لها مردود إيجابي من حيث إحداث الإرباك داخل السجون، خاصة أن إدارة السجون لا تحترم الأسرى وممثليهم والمتحدّثين باسمهم، وبالتالي يجب عدم احترامهم والتعامل بالمثل.

نحو التصعيد
وتحدث فروانة عن أن الأوضاع متجهة في السجون إلى التصعيد، خاصة بعد الخطوات التي توجهت بها إدارة السجون بحق الأسرى عقب عملية نفق جلبوع الذين واجهوا ويلات التعذيب والعزل والقمع القاسي من الاحتلال.

وقال: “الأوضاع متجهة للتصعيد ما لم تتدارك إدارة السجون خطورة موقفها، وتتراجع عن إجراءاتها الأخيرة، وأن تلتزم بما تم الاتفاق عليه سابقًا”، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.

وأضاف أن الخطوات التي يقوم بها الأسرى بحاجة إلى إسناد خارجي؛ “علينا أن نلتقط بيانات الأسرى، وأن نتحرك على إثرها بقوة لإسنادهم حتى لا تكون خطواتهم ضعيفة”.

وتابع: “الأسرى دائمًا يراهنون على أهلهم وشعبهم ومقاومتهم والأحرار في العالم، وهذا الأمر بحاجة إلى حراك رسمي وفصائلي وإعلامي لتسليط الضوء على كل هذه الخطوات، وأن نحدث الحراك المطلوب في كل المواقع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...