السبت 27/أبريل/2024

جريمة اغتيال نابلس.. دلالات وأبعاد

جريمة اغتيال نابلس.. دلالات وأبعاد

يبدو أن كل شيء على ما يرام في مهمات التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال، وإلا لما جرت جريمة اغتيال 3 مقاومين في نابلس بكل هذه السهولة.

غزارة النيران في أجساد شهداء نابلس الثلاثة لا تكفي لوصف حقيقة ما يجرى في شوارع الضفة المحتلة، فجيش الاحتلال يوزع العدوان بسخاء على الأرض والإنسان.

وكانت قوة خاصة إسرائيلية اغتالت 3 شبان مقاومين من مطاردي كتائب شهداء الأقصى بالضفة بعد أن هاجمت مركبة مدنية في منطقة المخفية، وفتحت النار عليها بكثافة.

وتشهد بلدات ومدن الضفة المحتلة انتفاضة شعبية آخذة في النمو منذ العام الماضي، الأمر الذي أزعج جيش الاحتلال ومستوطنيه أمام الحراك الشعبي الفلسطيني المتصاعد الذي وقع فيه عشرات الشهداء والجرحى.

لا تتجشم أجهزة أمن الاحتلال مشقة تبرير جرائمها في الضفة المحتلة، فالنسخة الميدانية قديمة ومتصلة بتكرار إعدامات ميدانية ومهاجمة ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم.

دلالات
لا تسأل ثائراً من أين يأتيك الإلهام وتنتابك الجرأة؟ فالقناعة الشعبية بالضفة ترفض واقع الاحتلال وعدوانه المتصاعد وتكفر بمهمة التنسيق الأمني الذي يساهم في تصفية المقاومة.

أول ما يقفز للذاكرة عند ذكر جريمة نابلس هو دلالة نهج السلطة الفلسطينية السياسي  في نظم العلاقة مع الاحتلال وتخطي قانونية مؤسسات منظمة التحرير بعد عقد المجلس المركزي للمنظمة قبل أيام.

ويؤكد د. أيمن شاهين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن جريمة الاغتيال بنابلس تدل على أن الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة والداخل المحتل لا يزال يحمل روح القتال والثورة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “القيادة الرسمية في فتح لا تعبر عن معظم أبناء فتح الذين يؤمنون بالفكر النضالي وإرث فتح التاريخي الوطني”.

انتماء الشهداء الثلاثة لكتائب شهداء الأقصى يؤكد أن قيادة فتح الرسمية في واد وكثير من أبنائها يرفضون مواقفها ويحاولون التصدّي لعدوان الاحتلال كبقية القوى المقاومة.

ويرى المحلل شاهين أن لقاءات مسؤولين من السلطة الفلسطينية بآخرين من حكومة وجيش الاحتلال لم يفلح في تعديل رؤية الاحتلال للفلسطيني سوى أنه هدف للقتل والتصفية وأرضه مسرح للاستيطان.

ويتابع: “هذه رسالة لمن عقد المجلس المركزي أن الطريق للثورة هي الأسلم والطريق الوحيد للعدو الذي لا يفهم سوى لغة المواجهة بعد فشل العملية السياسية والتسوية كلها”.

في جلسات المساء يتساءل أبناء الشعب الفلسطيني ما هو الرد؟ وكيف سيكون المشهد في قابل الأيام؟ في الضفة التي تحافظ فيها السلطة على التنسيق الأمني الذي كثيراً ما انتهى باستشهاد وسجن مقاومين فلسطينيين.

ويرجع مصطفى الصواف -المحلل السياسي- نجاح القوات الخاصّة الإسرائيلية في اغتيال الشهداء إلى استمرار مهمات التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال. 

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “رئيس السلطة يسعى لتصفية المقاومة في الضفة حتى يصل لمرحلة تصفية كاملة للعمل الوطني النضالي”.

كثيرون ممن تأثروا بنهج السلطة الفلسطينية في فتح وسلموا بواقعها تركوا العمل النضالي، لكن البقية لا تؤمن بنهج السلطة الذي يلغي المقاومة كليًّا من العمل الوطني الفلسطيني.

اعتراف السلطة الفلسطينية بشرعية الكيان الإسرائيلي حسب رؤية المحلل الصواف من لحظة اتفاق أوسلو عزّز نمو فريق يجسده اليوم عباس وعدد من قادة السلطة سلموا بوجود وواقع الاحتلال.

أبعاد
يتسع قبر المسافة في تطورات الضفة المحتلة الميدانية ليثبت نهج الاحتلال في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي ترفض فيه دولة الاحتلال الاعتراف بجميع الحقوق بل تلاحق الفلسطيني في داره ومزرعته بالقتل والاستيطان.

تشبيه المقاومة بعشبة ضارّة واجبة الخلع في أجندة التنسيق الأمني لم تفلح في إزاحة القناعة الشعبية بما يجرى؛ فحتى في أوقات الهدوء الاستيطان والإعدام والتهويد مستمر.

ويقول المحلل شاهين: إن توقيت ما جرى في نابلس يرافق حالة انقسام وتشتت سياسي في العمل الفصائلي والمؤسسات الحكومية مع تعثر كامل في ملف التسوية.

ويضيف: “انعقد المجلس المركزي مستبعداً المعارض ومهيمنا على المؤيد حتى وصلت الحالة الفلسطينية للبؤس السياسي الذي يقربنا من الانفجار الوشيك في كل مكان”.

فتيل الانفجار قصير في الضفة المحتلة التي تعاني العدوان الإسرائيلي يوميا، في حين السلطة الفلسطينية مكتفية بحزمة امتيازات وتسهيلات مدنية واقتصادية لا تشفع لتحسين الواقع اليومي.

أما قطاع غزة المحاصر الذي يدفع الثمن منذ عقد ونصف فيعاني الفقر والبطالة وإغلاق المعابر بعد الانقسام ومعاقبة الاحتلال مليوني فلسطيني يتصدر مشهدهم فصائل المقاومة.

ويشير المحلل مصطفى الصواف إلى أن أبناء حركة فتح الرافضين لنهج رئاسة السلطة سيعودون إلى رشدهم النضالي، مرجحاً اندلاع ثورة عارمة على الاحتلال وكل من يتعاون معه في فريق السلطة.

ويجمع المراقبون للمشهد الميداني والسياسي أن المقاومة بالضفة ستواصل العمل، وستحاول الرد على جرائم الاحتلال المتصلة التي كان منها وليس آخرها اغتيال المقاومين في نابلس.

ولعل كسر المحرمات الوطنية في نهج السلطة الفلسطينية الذي تسلقت هامته وظيفة التنسيق الأمني يحاول تدجين القناعة الفلسطينية بما يجرى لكن غزارة الدم في كل مرة تعود بالذاكرة للحلقة الأولى من رفض تشريع جريمة العدوان والاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...