الإثنين 29/أبريل/2024

أحداث الأقصى.. باب العمود.. الشيخ جراح واجهة أحداث القدس في 2021

أحداث الأقصى.. باب العمود.. الشيخ جراح واجهة أحداث القدس في 2021

شكّل مثلث المسجد الأقصى، باب العمود، الشيخ جراح أضلع أحداث عام 2021 في مدينة القدس، وكانت تلك المناطق محور معظم عمليات استهداف المواطن المقدسي وأرضه وممتلكاته.

فالأقصى كان على الدوام فتيلاً يشعل أكثر الأحداث عنفاً وقساوة، وضلعاً قائماً يهدد اختلاله أمن واستقرار المنطقة كلها، أما باب العمود فقد برز منذ عدة سنوات بوابةً ليست تجارية ومعيشية للبلدة القديمة فحسب، بل نقطة مواجهة وضلعاً مرتبطاً بكرامة وصمود المقدسيين، وبالاتجاه شمالاً نحو حي الشيخ جراح، الحي الذي جُرح بنصل الاستيطان من شرقه إلى غربه، كان الضلع الثالث وفتيلا آخرا يشتعل في أي لحظة.

أحداث العام الماضي، من ارتقاء الشهداء إلى اعتقال المقدسيين وإبعادهم، أو هدم عقاراتهم أو تسريبها، ليست أقل أهمية من المثلث الذي ذكر أعلاه، لكنه مستمر منذ اليوم الأول للعام حتى آخر ساعة فيه، وجاء في تقرير مركز معلومات وادي حلوة ملخصاً وشاملاً، بالصور والفيديوهات التي التقطت في جميع أحداث العام الماضي، وكانت كالتالي:

شهداء في القدس

واصلت سلطات الاحتلال عمليات قتل الفلسطينيين في مدينة القدس، بذريعة “محاولات تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق نار، أو حيازة سكين، وتنفيذ عمليات دهس”، حيث أظهرت تسجيلات القتل لعدد من الشهداء أو شهود عيان، توثيق إطلاق النار عليهم رغم إصابتهم، وإمكانية اعتقالهم دون مبرر لقتلهم، كما أكدت التسجيلات منع طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى موقع إطلاق النار والمصاب، لمحاولة تقديم العلاج الأولي.

وكان ارتقاء الشهداء حسب التسلسل التالي:

2021/5/16 استشهد الشاب شاهر أبو خديجة من بلدة كفر عقب، بعد تنفيذه عملية دهس ضد جنود الاحتلال المتمركزين عند مدخل “كرم الجاعوني”، في حي الشيخ جراح بالقدس.

2021/5/24 استشهد الفتى زهدي الطويل (17 عاماً)، وهو طالب في الثانوية العامة “التوجيهي” من بلدة كفر عقب، بعد تنفيذه عملية طعن عند محطة “القطار الخفيف” في الشيخ جراح (شارع رقم 1).

2021/7/21 استشهد الشاب عبده يوسف الخطيب التميمي (35 عاماً)، داخل مركز التوقيف بـ”المسكوبية” في القدس الغربية، بعد اعتقاله بعدة أيام على خلفية مخالفات سير، وبعد تسلم الجثمان ظهرت علامات الضرب والاعتداء على عدة أماكن في جسده.

2021/9/10 استشهد الدكتور حازم الجولاني، من بلدة بيت حنينا، بعد تنفيذه عملية طعن عند باب المجلس من الجهة الخارجية.

2021/9/30 استشهدت السيدة إسراء خزيمية من بلدة قباطية في محافظة جنين، عند باب السلسلة من الجهة الخارجية.

2021/11/17 استشهد الفتى عمر إبراهيم أبو عصب (16 عاماً)، من بلدة العيسوية، برصاص قوات الاحتلال ومستوطن، في شارع الواد بالقدس القديمة.

2021/11/21 استشهد الشاب فادي محمود أبو شخيدم (42 عاماً)، من مخيم شعفاط، بعد اشتباك مسلح في طريق “السلسلة” بالقدس القديمة.

2021/12/4 استشهد الشاب محمد شوكت سليمة (25 عاماً)، من مدينة سلفيت، بإطلاق النار عليه خارج باب العمود في القدس.

احتجاز جثامين الشهداء المقدسين

قال مركز المعلومات: إن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين شهداء مقدسيين في الثلاجات، وهم: مصباح أبو صبيح منذ تشرين الأول 2016، وفادي القنبر منذ كانون الآخِر 2017، وشهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات منذ أيار 2018، وشاهر أبو خديجة وزهدي الطويل منذ أيار 2021، وعمر أبو عصب وفادي أبو شخيدم منذ تشرين الآخِر 2021.

المسجد الأقصى المبارك

حولت سلطات الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة مواجهة، وصعّدت “جماعات الهيكل” من اقتحامه، في حين تصاعدت حدة الاستفزازات بإقامة الصلوات والجولات التوراتية ورفع العلم الإسرائيلي، كما تواصل التدخل في أعمال الترميم وعرقلتها وملاحقة موظفي لجنة الإعمار بالاستدعاء والاعتقال والإبعاد.

ففي مطلع عام 2021 قام طاقم إسرائيلي بمسح وتصوير ثلاثي الأبعاد في ساحات المسجد الأقصى المبارك، بآلات تصوير ومسح خاصة، عقب اقتحامه بحراسة ومرافقة ضباط وأفراد الشرطة عبر باب المغاربة.

وشهد المسجد الأقصى مواجهات شديدة خلال أيار وحزيران 2021 “خلال أيام وليالي شهر رمضان”؛ ردًّا على دعوات “جماعات الهيكل المزعوم” لاقتحام الأقصى واعتداءات قوات الاحتلال على المصلين.

واقتحمت قوات الاحتلال الأقصى 7 مرات خلال أيار وحزيران؛ ففي أيار توالت الاقتحامات للأقصى خاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح، أو بعد صلاة الفجر، واعتدت القوات على المصلين “بالقنابل الغازية والصوتية والأعيرة المطاطية والضرب بالهراوات والدفع”، لإخلائه من المصلين، وسجلت مئات الإصابات منها إصابات خطرة.

وحسب توثيق ومتابعة طاقم مركز معلومات وادي حلوة للإصابات، كان العشرات منها في منطقة الرأس والوجه، كما سجلت عدة حالات إصابة مباشرة بالعيون حيث فقد العديد من الشبان أعينهم.

أما الأسبوع الأخير من شهر رمضان “أيار الماضي” عشية “دعوات لجماعات الهيكل المزعوم” لتنظيم اقتحامات جماعية في ما يسمى “يوم توحيد القدس”، وهي ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة حسب التقويم العبري، فتصدى الآلاف لهم بالرباط في الأقصى، وأفشلوا اقتحامه صباحاً “خلال فترة الاقتحامات”، كما أفشلوا “مسيرة الأعلام السنوية” التي تنظم في شوارع القدس.

وعلى مدار أيام رمضان شهدت أبواب الأقصى من الجهة الخارجية خاصة أبواب الأسباط، وحطة، والملك فيصل والمجلس، اعتداءات على المصلين خلال توجههم إلى الأقصى، كما عرقلت ومنعت سلطات الاحتلال إدخال وجبات الإفطار إلى الأقصى، خاصة في ليلة القدر، كما اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى في 15 و22 نيسان الماضي، وأخرجت المعتكفين منه.

وبالعودة إلى بداية شهر رمضان -نيسان 2021-، اقتحمت قوات الاحتلال مآذن المسجد الأقصى “الأسباط، والسلسلة، والغوانمة، والمغاربة”، بالقوة، وقطعت أسلاك السماعات الرئيسة، تزامنا مع وقت صلاتي العشاء والتراويح، لتأمين احتفالات المستوطنين في ساحة البراق، وقد رفع الأذان وأقيمت صلوات العشاء والتراويح بواسطة السماعات الداخلية للأقصى فقط.

وقبل يومين من عيد الأضحى المبارك، بتاريخ 2021/7/18، اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى بعد الفجر، وأخلت المصلين بالقنابل والأعيرة المطاطية والضرب، وحاصرت الشبان داخل المصلى القبلي، وأغلقت أبوابه بالسلاسل، واعتدت على الموجودين برش الغاز والقنابل باتجاههم، ومنعت الدخول إليه باستثناء موظفي الأوقاف وكبار السن من الفجر حتى العصر، ووفرت الحماية لاقتحامات وصلوات المستوطنين للأقصى في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.

واقتحمت قوات الاحتلال بفرق مختلفة المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 2021/9/10، خلال وقفة نُظّمت عقب انتهاء صلاة الجمعة نصرة للأسرى، وقامت القوات بجولة في ساحات المسجد، ونفذت اعتقالات من الساحات والأبواب.

اقتحامات المستوطنين المتطرفين للأقصى

وفي تطور آخر هذا العام، سمحت محكمة الاحتلال للمستوطنين بأداء “الصلوات الصامتة” في الأقصى خلال الاقتحام وجاء في قرار المحكمة أن صلاة اليهود في المسجد الأقصى يُعدُّ “عملاً مشروعاً لا يمكن تجريمه”.

ونهاية عام 2021 أعلنت لجنة “الأمن الداخلي” خلال جلسة عقدت داخل “الكنيست” مع “جماعات الهيكل”، أنها ستوصي بمراقبة أعمال عناصر الشرطة في الأقصى وتطويرها لمصلحة الوجود اليهودي فيه، وذلك عبر لجنة خاصة يشكلها “الكنيست” لهذا الغرض، كما أوصت اللجنة بإنهاء إبعاد المقتحمين اليهود عن الأقصى، وتخفيف إجراءات التفتيش الأمني على المستوطنين، وطالبت بزيادة فترات الاقتحامات لتخفيف الضغط على المجموعات المقتحمة.

ونفذ المستوطنون اقتحامات يومية للأقصى – باستثناء الجمعة والسبت من كل أسبوع- خلال فترتين صباحية وبعد الظهر، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس، وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى عام 2021 ” 34112 مستوطنا” حسب إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية.

وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن أيلول وتموز، وتشرين الآخِر، وآب، وآذار، ونيسان، سجّلت أعلى عدد مقتحمين من المستوطنين، لحلول الأعياد اليهودية فيها أبرزها “رأس السنة العبرية، والعرش، والغفران، وعيد الفصح، وخراب الهيكل، والأنوار”، وتعمد المستوطنون تأدية الصلوات العلنية الفردية والجماعية خلال اقتحام المسجد الأقصى، بدعم حكومي وقضائي واضح.

وأعلنت “جماعات الهيكل” النفخ بالبوق خلال اقتحام الأقصى في “عيد رأس السنة العبرية”، في حين أدخلت مجموعة من المستوطنين “سعف النخيل/ ثمار عيد العرش” إلى الأقصى، وأدوا صلاتهم، كما رُفع العلم الإسرائيلي مرتين في المسجد أواخر عيد العرش، وأُشعلت “شموع الحانوكاة” في المسجد.

وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، بوجودها على أبوابه ونصب السواتر الحديدية، وفحص الهويات واحتجازها قبل السماح للمصلين بالدخول، إضافة إلى إخراج الشبان من الأقصى خلال فترات الاقتحامات.

وخلال 2021 منعت سلطات الاحتلال دخول أهالي الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى، خاصة أيام الجمع، وذلك بعد توقيفهم واحتجازهم على أبواب البلدة القديمة، ورحّلتهم بواسطة حافلات ومركبات خاصة إلى الحواجز العسكرية المقامة عند مداخل المدينة.

محافظ القدس

للعام الثالث تواليًا، تواصل سلطات الاحتلال ملاحقة محافظ القدس عدنان غيث، بتجديد قرارات المخابرات وأخرى عسكرية ضده بدأت منذ توليه مهامه محافظًا للمدينة نهاية آب 2018.

وقال مركز المعلومات: إن الاحتلال جدد قرار الإقامة الجبرية على المحافظ في سلوان “منعه من الخروج منها”، ومنعه من دخول الضفة الغربية، ومنعه من التواصل مع 51 شخصية فلسطينية أولهم رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس وزرائه محمد اشتيه وقيادات ميدانية ونشطاء، ومنعه من القيام بأي فعاليات برعاية السلطة الفلسطينية في القدس، ويشمل القرار: منع القيام بجمع أو توزيع الأموال باستثناء نشاطات تبرع للمحتاجين فقط، وعمل اجتماعات تنظيمية، والقيام بعقد ندوات أو اجتماعات.

وجدد قرار منع دخوله الضفة الغربية هذا العام، عشية زفاف ابنته الوحيدة “منى”، حيث استدعت المخابرات المحافظ قبل موعد الزفاف بيوم، وبعد تحقيق استمر لساعات تسلّم قرار منع دخول الضفة، علما أن زفاف ابنته كان في إحدى القاعات بمدينة رام الله، وبعد التجديد حُرم المحافظ من مشاركة ابنته في يوم فرحها.

مقبرة اليوسفيّة/ صرح الشهداء

نفذت سلطات الاحتلال “البلدية وسلطة الطبيعة” مشروعها في أرض مقبرة صرح الشهداء/التابعة لمقبرة اليوسيفية، والتي تقع على بعد عدة أمتار من باب الأسباط ومقبرة باب الرحمة، وحولت أرض المقبرة البالغة مساحتها 4 دونمات ونصف إلى “حديقة” .

وسمحت محكمة الاحتلال “لبلدية الاحتلال وسلطة الطبيعة” بالقيام بأعمال داخل أرض المقبرة، ورفضت الاستئناف الذي قدمته لجنة رعاية المقابر الإسلامية الذي طالبت فيه بوقف الأعمال في المقبرة.

وأوضح مركز المعلومات أن سلطات الاحتلال جددت محاولتها لتحويل أرض المقبرة إلى حديقة في أيلول الماضي بوضع الألواح الحديدية والأتربة على أرض المقبرة، وعادت للعمل متسارعًا في تشرين الأول، وقامت بأعمال حفر وتجريف في أرض المقبرة ووضعت الأتربة والعشب ورشاشات المياه، والأسوار والأسلاك حولها، كما أغلقت مداخلها، وثبّتت كاميرات المراقبة فيها.

وفي تشرين الأول الماضي، وخلال أعمال الحفر في المقبرة تكشفت عظام وجمجمة وفك وأسنان موتى، فتوقف العمل داخل أرض المقبرة عدة أيام، وقدمت لجنه رعاية المقابر في القدس طلباً إل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات