الإثنين 29/أبريل/2024

جامعات الضفة والحصاد المر لسياسة تحطيم الحركة الطلابية

جامعات الضفة والحصاد المر لسياسة تحطيم الحركة الطلابية

يتساءل القيادي في حركة حماس الشيخ خالد الحاج: من الذي أفرغ الجامعات الفلسطينية من ريادتها؟ لقد  كنّا نفاخر الدنيا، عربها وعجمها بالفلسطيني المتعلم، والخريجين منهم، وكان هذا من أسباب الضيق لرئيس وزراء دولة الاحتلال شمعون بيريز.

كانت الجامعات الفلسطينية ومنذ سبعينيات القرن الماضي، رائدة في تخريج الرواد والقادة العظماء لكل فصائل العمل الوطني والإسلامي، وفي المجالات المختلفة، السياسية والتنظيمية والعسكرية.

يقول الحاج: “للأسف، اليوم الكل في جامعاتنا  مطارد، وملاحق، وممنوع، حتى الكتلة الإسلامية محظورة، والانتخابات الطلابية النقابية والاحتفال بالمناسبات الوطنية والإسلامية، لم يعد لها ذكر، والثورة والمقاومة معدومة فيها، وكل شيء لا يُذكرك بالله تعالى وفلسطين والأقصى واللاجئين؛ غدا مباحا في جامعاتنا”.

لم يعد حال الجامعات مطمئنا، فآخر حادثة أليمة هزت المجتمع الفلسطيني كانت حادثة مقتل الشاب مهران خليلية في الجامعة العربية الأمريكية بجنين في (4-12-2021) على يد “شلليات زعرنة”  باتت ظاهرة منتشرة في كل الجامعات.

يقول عدنان خليلية المتحدث باسم عائلة الضحية مهران لمراسلنا: باتت المسألة بحاجة لوقفة وطنية وحلّ، يوجد “شلليات زعرنة” تسيطر على الجامعة العربية الأمريكية، وموقفنا ثابت، لا بد من إنهاء هذه الظاهرة، فكل أب وأم يريد أن يذهب ابنه بأمان للجامعة، ولا يريد أن يكون مصيره مثلما جرى معنا، مؤكدا على أن ضرب هذه المجموعات، وعدم توفير الغطاء لها، أمر لا بد منه.

انحدار خطير
يؤكد الأستاذ الجامعي في بيرزيت د. مصطفى مرعي لمراسلنا وجود انحدار أخلاقي وقيمي ينتشر في الجامعات، ولا بد من التصدي له، مضيفا: “كانت جامعاتنا واحة ديمقراطية، وفسحة حوار راقٍ، وقبول الآخر، لكن للأسف  أصبحت غابات، وساحات للتوحش، ومسارح للجريمة.

وأكد على ضرورة المراجعة بعمق وصدق، وأن نعيد الاحترام للجامعة؛ دورا ومكانة وأدوات، فكلنا مسؤولون، عندما تراخينا في التربية والضبط، وقبلنا أن ننحني تحت ضغط الشارع، والتنظيمات والقبائلية، والأجهزة والشللية، فبدل أن تبقى الجامعات منارات للمجتمع، فقدت تميزها بعد أن أصبحت ساحات كما بقية الساحات، تسوى فيها الحسابات بالعصي والسكين والسلاح الناري.

يعدّ الأستاذ طارق النتشة أنَّ جامعاتنا كانت وما تزال، منارات للعلم، وعنواناً للتحدي والصمود، لطالما كنا وما نزال نستمد قوتنا من جامعاتنا الفلسطينية وأساتذتنا وطلابنا رغم الأحداث التي حصلت وأوجعت كل فلسطيني.

يضيف لمراسلنا أن المطلوب من كل رؤساء الجامعات في محافظات الوطن كافة، ومن أصحاب القرار، التعامل مع المرحلة الجديدة التي نعيشها برؤية جديدة، ورفع سقف العقوبة، من فصل وإقصاء وسجن، لكل من يتجاوز المسموح.

يعدّ الناشط الطلابي أمجد أبو عصب أن ما يجري في الجامعات مقصود، فأحداث الفترة الأخيرة هي ثمار استهداف الحركات الطلابية، والتضييق عليها، وحظر بعضها كما الكتلة الإسلامية، بحيث أصبح العمل الطلابي بلا مضمون، ولا هوية وطنية.

وأضاف لمراسلنا: يضاف إلى ذلك تعميق ظاهرة “الشلليات”، فمثلا قبل أسابيع هاجم مسلحون طلبة وأساتذة جامعة القدس في أبو ديس لسبب تافه، وهو انزعاجهم من طريقة صف المركبات في الشارع المؤدي للجامعة، وقبلها رش طلبة جامعة الخليل بالغاز لتداعيات نزاع عائلتي الجعبري وأبو عيشة، بينما اعتدي على نشطاء وطلبة سكنات في جامعة بيرزيت، وجميعها تم بلا رادع ولا عقوبات لأي من المتسببين بها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات