الثلاثاء 21/مايو/2024

طلبة مدارس اللّبّن الشرقية.. صراع الإرادة أمام عنجهية الاحتلال

طلبة مدارس اللّبّن الشرقية.. صراع الإرادة أمام عنجهية الاحتلال

صباحاً يخرج طلبة مدارس اللّبن الشرقية جنوب محافظة نابلس، متوجهين إلى مدارسهم، مسلحين بالعلم والإرادة، متأهبين لكل طارئ قد يحرمهم من إكمال مسيرتهم العلمية، بل وقد يكلفهم الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي.

وشهدت بلدة اللّبن الشرقية، لا سيما مدارسها الواقعة على الطريق الرئيس الواصل بين مدينتي نابلس ورام الله، خلال الفترة الأخيرة، تصاعداً واضحاً في حجم اعتداءات الاحتلال والمستوطنين التي تستهدف الطلبة والمعلمين في آن واحد.

رفقة الأبناء الحل الأمثل
فريد النوباني؛ أحد سكان القرية، ووالد ثلاثة طلاب يتوجهون إلى تلك المدارس، يقول لـ”قدس برس”: “بتنا مضطرين شبه يوميا إلى مرافقة أبنائنا لإيصالهم إلى مدارسهم، والاطمئنان على دخولهم ساحاتها، كي نضمن عدم تعرضهم لأي اعتداءات من المستوطنين”.

وتابع النوباني: “التعليم والأمن حق تكفله كل القوانين، ولكن مع الأسف، نحن وأبناؤنا نفتقد كل تلك المعاني، ومستوطن عنصري كفيل أن يبدد الآمان، وينشر الرعب بين صفوف العشرات من الطلاب”.

ولفت إلى أنه وفي كثير من الأحيان، يضطر أبناؤه إلى سلوك طرق جبلية وعرة للوصول إلى المدرسة، وضمان عدم التعرض لهم من المستوطنين المسلحين، علماً أنّ الطريق المعبدة الرئيسة لا تبعد عن المدرسة إلا بضع مئات الأمتار، والتي لا تحتاج إلا إلى دقائق قليلة جدًّا”.

وأشار النوباني إلى أن بعض أولياء الأمور، يتركون أعمالهم، ويفضلون المكوث بالبلدة، والتناوب على توصيل الطلبة للمدرسة، كي لا يبقوا فريسة لجنود الاحتلال والمستوطنين.

أطماع وأهداف
وتقول مديرة مدرسة بنات اللّبن الثانوية، عيشة النوباني، إن “الطالبات في مدارس القرية، يتعرضن شبه يوميًّا إلى جرائم من جنود الاحتلال والمستوطنين”.

وشددت النوباني خلال حديثها، أن المستوطنين يكونون متحفزين في صبيحة أغلب الأيام، قرب المدارس، وبحماية من جنود الاحتلال، الذين لا يتوانون عن إلقاء القنابل الغازية والصوتية صوب ساحات المدرسة والتلاميذ والمعلمين.

وذكرت النوباني، أنه “حتى في الأيام التي ينتظم فيها الدوام المدرسي؛ يتعمد المستوطنون الانتشار في محيط المدرسة، للإزعاج والتشويش على سير العملية التدريسية والحصص الصفية”.

ورأت النوباني أن الغرض من تلك الممارسات؛ هو إرغام سكان بلدة اللّبن الشرقية على بناء مدارس داخل القرية، وبالتالي ترك منطقة المدارس الحالية، لوضع الاحتلال اليد عليها، وتحويلها لمواقع استيطانية أو معسكرات احتلالية.

حملة استهداف
من جهته؛ قال رئيس مجلس القروي للّبن الشرقية، يعقوب عويس، إن “بلدته بشكل عام، تتعرض لحملة استهداف ممنهجة من حكومة الاحتلال والمجموعات الاستيطانية، ابتداء باستهداف المدارس، وصولاً إلى محاولة السيطرة على الأماكن الأثرية فيها”.

وأكد عويس: أن “طلبة مدارس القرية والتي تحوي أيضاً تلاميذ من بعض القرى المجاورة، يحرمون في أغلب الأيام من حقهم بالحصول على تعليم آمن، نتيجة ما يلقونه من اعتداءات مباشرة من جنود الاحتلال والمستوطنين”.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال لا تكتفي بإغلاق المدارس، بل يصل الحال فيها إلى اعتقال الطلبة، ثم فرض غرامات باهظة عليهم.

وتابع عويس: “رغم كل ما يجري؛ إلا أن تلاميذ القرية وأهلها، يسجلون صور الصمود أمام عنجهية الاحتلال، والإصرار على ترسيخ إرادة التعليم في وجه الاحتلال”.

بدوره؛ قال الناشط في مجال مقاومة الاستيطان بقرى جنوب نابلس، بشار القريوتي، إن “بلدة اللّبّن الشرقية محاطة بعدد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، أبرزها مستوطنة (معاليه لفونة) التي أسست عام 1980، وتستولي اليوم على أكثر من 2000 دونم، ويعيش فيها ما يقارب 800 مستوطن”.

وبحسب القريوتي؛ فإنه منذ العام 2016، شهدت مناطق اللّبن الشرقية – الساوية ارتفاعاً كبيراً في اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطني مستوطنة “رحاليم”، على المواطنين في القرية، وتقطيع أشجار الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات